الاتحاد الأوروبي يطلق برنامجًا لبناء القدرات لدعم الجامعات في مصر
أطلق جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر فى احتفالية ضخمة الليلة الماضية الدعوة لتقديم "مقترحات بناء القدرات لدعم مؤسسات التعليم العالى فى مصر"، وهو البرنامج الذى يتم بالتعاون مع الهيئة التنفيذية للتعليم والثقافة والمكتب الوطنى لبرنامج الاتحاد الأوروبى لتطوير التعليم العالى "ايراسموس بلس".
حضر الاحتفال قيادات وزارة التعليم العالى ولفيف من رؤساء الجامعات المصرية ونوابهم لشئون الدراسات العليا والبحوث وسفراء الدول أعضاء الاتحاد الأوروبى المعتمدين بالقاهرة.
وأكد السفير جيمس موران أنه تم فى إطار برنامج "ايراسموس بلس" الذى يموله الاتحاد الأوروبى فى مرحلته الأولى منح خمسة ملايين وستمائة ألف يورو لمؤسسات التعليم العالى فى مصر للعمل على عشرة مشروعات مع جامعات مصرية.
ووجه موران التهنئة للجامعات المصرية التى تلقت المنح فى إطار البرنامج مؤكدًا تطلع ودعم الاتحاد الاوروبى الكبير لتنفيذ الخطة الخاصة بالتعليم العالى فى مصر.
وأعرب عن سعادته البالغة لرؤية خطة خاصة بالتعليم العالى والتى تم وضعها شهر أغسطس الماضى لتعزيز قدرات التعليم العالى والعلاقة بين التعليم وسوق العمل فى مصر.
وأشار السفير جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبى بالقاهرة إلى أن التعليم أمر أساسي لمستقبل مصر خاصة وأن مصر تعانى من نسبة بطالة عالية وهو أمر نشعر به لأن لدينا مشاكل مماثلة فى عدد من دول الاتحاد الاوروبى وبالتالى فإن تحسين مهارات الشباب التعليمية هو أمر أساسي من أجل الاستقرار والرخاء ولهذا فإننا نثمن التعاون المصرى الاوروبى فى هذا المجال.
ونوه بوجود خطة تم وضعها أغسطس الماضى للتعاون فى مجال التعليم العالى لتحسين المستوى وارتباط التعليم بالفرص فى سوق العمل مشيدًا بزيادة مخصصات خدمات قطاع التعليم فى الدستور.
وأشار إلى أن هناك عشرة مشروعات جديدة فى محور العمل الثانى من أجل بناء القدرات فى مجال التعليم العالى والممول من قبل الاتحاد الاوروبى تحت برنامج ايراسموس بلس حيث تم منح 5,6 مليون يورو لمؤسسات التعليم العالى للعمل على عشرة مشاريع تشرف جامعات مصرية على بعض منها مثل جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وبالتعاون مع جامعات ومراكز أبحاث أوروبية، مضيفًا أن مجمل مشاريع التعاون التعليمية تبلغ حوالى مائة مليون يورو قدمها الاتحاد الأوروبى خلال السنوات الماضية فى عدد من المجالات العلمية مثل تكنولوجيا المعلومات والهندسة والمياه والصحة، وتشمل المشروعات المشتركة العديدة من المجالات العلمية وبالابتكار والبحث العلمى، وتشارك فيها 38 جامعة مصرية من الـ43 جامعة حكومية وخاصة الموجودة فى مصر.
وأوضح أن مصر أصبحت من أوائل الدول جنوب المتوسط المستفيدة من برنامج "هورايزن" الاوروبى للبحث العلمى والابتكار وهو واحد من أكبر مشاريع البحث العلمى فى العالم، وأيضا يوجد برنامج البحث والابتكار ويبلغ تمويله 30 مليون يورو على مدى السنوات الماضية، معربًا عن اعتقاده أنه لا توجد جامعة أو مركز علمى مصرى لا يستفيد بشكل أو بآخر بهذه التعاون العلمى المصرى الاوروبى والبرامج العلمية الممولة أوروبيًا فى اطار الدعم الاوروبى لمصر.
وردا على سؤال بشأن توقيت بدء برنامج ايراسموس أشار موران إلى أن البرنامج يعود لحوالى عشر سنوات فى إطار التعاون المصرى الأوروبى وقد زاد خلال العامين الماضيين خاصة أن الدستور المصرى زاد من ميزانية البحث العلمى الى 4٪ ، وننتظر لما سيخصصه البرلمان المصرى القادم بالنسبة للبحث العلمى.
وقد تم وضع برنامج للتعليم العالى فى أغسطس الماضى بتكلفة حوالى 5،8 بليون دولار وهى بداية جيدة لتحسين مستوى التعليم العالى فى مصر.
وردا على سؤال حول أولويات المجالات التعليمية التى يتم اختيارها لتمويلها قال موران ان الاتحاد الاوروبى "لا يفرض أولويات لمجالات معينة للتعاون العلمى مع مصر" بل يتم التفاهم بشكل ثنائى حولها، وهناك اتفاق على أهمية مجالات مثل البحث الطبى والصحى وتكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وحول أهمية المساعدة فى قطاع التعليم المدرسى وليس الجامعى فقط قال موران إن هناك تعاونا فى مجال التغذية المدرسية وهناك حوالى مائة ألف تلميذ وخاصة الفتيات هم المستهدفون من هذا المشروع خاصة فى الصعيد وهو برنامج مستمر على مدى السنوات القادمة، وأيضا هناك برنامج للتعاون الفنى والتقنى بـ50 مليون يورو وأيضا برنامج للمساعدة فى إعادة بناء وتشغيل مدارس ابتدائية، ومن المهم ما تم القيام به من زيادة المخصصات فى الميزانية للتعليم ونأمل ان يتم زيادتها لمساعدة التعليم الابتدائي والثانوى.
وحول عدم اعتراف الجامعات الأوروبية بالشهادات المصرية قال إننا نعمل على ذلك خاصة بالنسبة للشهادات المعادلة للتخرج من جامعات مصرية وأوروبية.
وحول إمكانية وجود خطة مشتركة لإعادة الهيكلة وإصلاح التعليم والاستثمار فى التعليم قال موران إننا ساندنا الإصلاحات التى تمت منذ سنوات بالنسبة للتعليم ما قبل الجامعى وزيادة الميزانية ونأمل فى العودة لبرامج تعاون فى هذا المجال، خاصة مع احتياج بعض المدارس المصرية الإصلاحات ووجود تكدس للتلاميذ فى الفصول.
وردا على سؤال حول تصريح وزير خارحية ألمانيا بأن السعودية استقبلت 17 لاجئا سوريا فقط فى حين أن مصر والسعودية ودولا عربية أخرى، استقبلت آلاف اللاجئين السوريين وإمكانية وجود مفاوضات بين الدول العربية والأوروبية لحل مشكلة اللاجئين بشكل أفضل، قال موران إنه لا يعلم الأرقام الدقيقة للاجئين السوريين فى السعودية ونأمل فى العمل معا، مشيرا إلى أن هناك اتصالات عديدة تتم، قد زار مصر منذ ثلاثة أسابيع رئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك وتم بحث موضوع اللاجئين وسيتم عقد قمة فى مالطا فى 11-12 نوفمبر المقبل لبحث مشكلة اللاجئين بمختلف أبعادها، والتعاون مع مصر مهم جدا بهذا الصدد.
وأضاف "هناك آلاف اللاجئين فى مصر من سوريا وغيرها من الدول، ونأمل فى تقديم المزيد من المساعدة لمصر لتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين فى مصر، ونأمل فى التعاون لوقف تهريب البشر، وأشار إلى أن رئيس قوة الاتحاد الاوروبى البحرية "صوفيا " زار مصر الأسبوع الماضى حيث التقى بعدد من المسئولين الأمنيين والسياسيين حول تعاون افصل مع مصر فى العمل للقبض على عصابات تهريب البشر والبعض منها مرتبط بالإرهابيين وتمويل الإرهاب ولدينا مصلحة مشتركة قوية مع مصر للتعاون فى هذا المجال.
وحول قرار الاتحاد الاوروبى مؤخرا بتوجيه ضربات لعصابات تهريب البشر و كيفية التفرقة بينهم و بين اللاجئين، قال موران إنه لا يوجد قرار لضرب اللاجئين ولكن الأولوية لقوة التدخل هى إنقاذ الأرواح، وتعمل القوات البحرية التابعة لعملية صوفيا فى المياه الدولية وبعد استخراج قرار من مجلس الأمن منذ أسابيع للقبض على المهربين فى المياه الدولية وليس المياه الإقليمية لأى دولة حاليا والأولوية هى لإنقاذ الأرواح بل التقاط الأشخاص من المياه الدولية وإرسالهم لإيطاليا غالبا لبيان من هم اللاجئون منهم، وتهدف العملية لوقف تهريب البشر والقبض على عصابات التهريب وقد قمنا بعدة عمليات فى هذا الإطار، ونحن نتعامل حاليا فقط فى المياه الدولية وبناء على قرار من مجلس الأمن، ونحن متمسكون بتنفيذ القانون الدولى.
وأضاف إنه فى الحدود البحرية الليبية يتم استخدام أموال من عصابات التهريب لتمويل بعض العمليات الإرهابية وهو أمر نعرفه وتعرفه مصر ولهذا فمن المهم العمل معا لإيقاف ذلك وإنقاذ الأرواح، ووقف التمويل للمنظمات الإرهابية، ونحن لا نتحدث عن اللاجئين، ولكن عن الجريمة المنظمة وتهريب البشر وهى عصابات ليس لها مبدأ وأحيانا يعملون مع جماعات إرهابية ليس لتهريب إرهابيين إلى أوروبا، ولكن للسيطرة على الشواطئ حيث الوضع فى ليبيا تسيطر فيه بعض الجماعات الإرهابية على عدة شواطئ ويدفع المهربون لهم لاستخدام تلك الشواطئ لتهريب البشر.