وزير الأوقاف: دعوات الجماعات الإرهابية إلى الهجرة بدعة
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في بيان له أن هناك أربع دروس مستفادة من الهجرة النبوية إلى المدينة، مشيرًا إلى أن أولى هذه الدروس أنه من كان مع الله كان الله معه، ومن كان الله معه فلا يحزن، ولا يجزع، ولا يضيق، ولا ييأس، لافتًا إلى أن تلك المعية والتأييد الإلهي للرسول قد تجلت في كل مراحل الهجرة، من لحظة الانطلاق إلى لحظة الوصول.
وأشار إلى أن المعية تجلت في أعلى صورها فيما يصوره القرآن الكريم في قول الحق سبحانه تعالى: ”إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، وذلك حينما تبع المشركون النبي وصاحبه حتى وقفوا على مشارف الغار الذي كان فيه النبي وصاحبه، حيث قال الصديق أبي بكر: فداك أبي وأمي يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له النبي: ”يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا.
وأكد جمعة أن هذه المعية ممتدة لأمة النبي محمد بشروطها، ما داموا على العهد مع الله عز وجل، محافظين على دينهم، متمسكين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، محققين الجندية الحقيقية لله، حيث يقول سبحانه وتعالى: ”وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ* وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ”.
وفيما يخص الدرس الثاني من الهجرة أكد وزير الأوقاق أنه لا هجرة الآن إلى أي بلد بزعم إقامة دولة الإسلام فيه كما تزعم تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية الضالة، التي تحشد الشباب وتجنده وتغرر به بزعم إقامة دولة الإسلام، وهدفهم تخريب ديار الإسلام خيانة لدينهم وأوطانهم وعمالة لأعداء أمتهم.
مشيرًا إلى أنه قد انقطعت الهجرة بمعني الانتقال من وطن إلى وطن لإقامة دولة الإسلام فيه بفتح مكة، حيث يقول الرسول: ” لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ”، أي لا هجرة بعد فتح مكة.
وشدد أنه من الجماعات المبتدعة من يدعو إلى ما تسميه الخروج في سبيل الله ثلاثة أيام أو سبعة أيام أو أربعين يومًا أو سبعين يومًا، وكل هذا ابتداع لا أساس له في الدين.
وتابع أما الدرس الثالث: فهو وثيقة المدينة التي أقرت الحقوق والواجبات لجميع أبناء المجتمع، وأصلت لترسيخ التعايش السلمي بين أبناء الوطن من جهة، وبني الإنسان جميعًا من جهة أخرى، بما يجعلها أعظم وثيقة إنسانية في فقه التعايش على مر التاريخ.
واختتم جمعة بالقول أما الدرس الرابع فهو عن الهجرة التي نحتاجها في زماننا هذا، وهي الهجرة من البطالة والكسل إلى العمل والإنتاج، والهجرة من الكذب والغدر والخيانة والشقاق والنفاق إلى مكارم الأخلاق، والهجرة من التدين الشكلي إلى التدين الحقيقي، ومن المتاجرة بدين الله إلى خدمة هذا الدين لا استخدامه ما أحوجنا أن نعمل على أن تقف مصر الغالية على قدمين وساقين صحيحين سالمين، وأن تقف أمتنا العربية على قدمين وساقين صحيحين، مشددًا على ضرورة أن نقف صفًا واحدًا مع قواتنا المسلحة الباسلة، وقيادتنا السياسية الحكيمة لنبني دولتنا الحديثة على الحق والعدل، ونحقق لها الرقي والتقدم والرخاء، بما يسر الصديق ويغيط العدا ويرد كيد المعتدين في نحورهم.