كيف تحجز "أرضا مجانية" بالمشروع القومي للزراعة في السودان؟
- وزير الري: 100 ألف فدان بالسودان مخصصة للزراعة للشباب المصري.. تختص بتوزيعها " التكامل المصرية السودانية"
- "العربية نيوز" تنفرد بالتفاصيل كيف تحجز أرضًا مجانًا بالمشروع القومي للزراعة بالسودان؟
- نقيب الفلاحين: سنختار 10 آلاف شاب وسنمنح 10 أفدنة لكل واحد بشرط التخلي عن الأيديولوجيات السياسية
في الوقت الذي تعمل فيه شركة التكامل المصرية السودانية، على وضع تصور برنامج المشروع القومي للزراعة بالسودان بأيدٍ مصرية في عدد من المناطق السودانية، منها "الدمازين، الروصيرص" تحت إشراف وزاراتي الزراعة والري بالبلدين، يستعد اتحاد المنتجين الزراعيين المصري، لطرح استمارة حجز 10 آلاف فدان للراغبين من الشباب المصري للسفر، للحصول على أراض لاستزراعها ضمن المشروع، وذلك بعد موافقة وزارة الاستثمار السودانية، على تخصيص 100 ألف فدان للاتحاد، ضمن الأراضي التي سيتم منحها لمصر.
واختص محمد برغش نقيب الفلاحين، "العربية نيوز" بالتفاصيل الكاملة، لتخصيص أراضٍ للشباب المصري من كافة المحافظاتــــ، ضمن المشروع القومي للزراعة بالسودان، والتي تعمل نقابة الفلاحين على طرحها من خلال استمارات خاصة خلال الفترة المقبلة، لاختيار أفضل المتقدمين وتوزيع 100 ألف فدان عليهم، بواقع 10 أفدنة لكل شاب بمنطقة ولاية "كسلا" بالقرب من العاصمة السودانية "الخرطوم"، لزراعتها بمحصول القمح والمحاصيل الزيتية، مثل الكتان وفول الصويا وعباد الشمس.
وقال " برغش"، إن مساحة الـ100 ألف فدان التي سيتم طرحها كمرحلة أولى للشباب المصري بالسودان، تمكن من الحصول عليها خلال زيارته ضمن الوفد المصري بالسودان، ديسمبر الماضي.
وأضاف نقيب الفلاحين، "إن المسئولين بالسودان منحوني 100 ألف فدان هدية لشباب مصر بالمحافظة الشمالية، بصفتي زعيم فلاحي مصر، وهي بالقرب من منطقة توشكى".
وأوضح "برغش"، أن هذه الأراضي بالسودان لا علاقة لها بباقي الأراضي التي كانت قد اتفقت الحكومة المصرية متمثلة في وزارتي الزراعة والري على تخصيصها، مشيرًا إلى أنه طالب المسئولين بالسودان، بأن يتم توزيع هذه الأراضي على شباب المزارعين المصريين، وفق بروتوكول لاستغلالهم تحت رعاية شعبية ويسافر الشباب المصري الذي سيتم اختياره لمنحه هذه الأراضي لزراعتها بالسودان، بعد أن يتم خضوعه لعدد من الاختبارات، والتأكد من سلامة صحيفته الجنائية وعدم انتمائه لأي أيدلوجيات سياسية، لضمان توافر شروط التنمية الهادئة بالمشروع ونجاحه.
ولفت نقيب الفلاحين، إلى أن ما يميز هذه الأراضي التي حصل عليها بالمحافظة الشمالية، أنها تقع في حدود أرض مشروع توشكى بمصر وبينها وبين وداي حلفا 400 كيلو، واستغرقت النقابة مدة 7 أشهر ماضية، بعد تخصيص الأراضي من قبل وزارة الاستثمار السودانية، في إعداد البروتوكول الخاص بإدارة المشروع والتي ستكون مصرية سودانية مشتركة،لافتًا إلى أنه سيعلن قريبًا فتح باب التقدم لأول دفعة والتي ستكون لعشرة آلاف من شباب مصر، وسيحصل كل شاب على 10 أفدنة، تمثل نموذجًا للتجربة قبل أن يتم العمل على طرح فرص جديدة، وعلى أن تكون هذه الأراضي مخصصة لاستعادة زراعة المحاصيل الاستراتيجية القمح والذرة، حتى نواجه أزمات نقص رغيف الخبز.
وشدد على أن هذه المساحة من الأراضي لن تكون للمصريين فقط بل سيكون معهم 100 ألف فدان مجاورة للشباب من السودانيين، لعمل المجتمع المشترك الذي عجزت حكومة البلدين عن إتمامه حتى الآن بالمصاهرة والتزاوج، وهذه الأراضي تروى على مياه نيلية وستكون حصيلة الإنتاج مناصفة والتخصيص بنظام انتفاع يتطور إلى ملكية بعد إثبات الجدية ونجاح المشروع.
وفي المقابل، كان هناك اعتراض من خبراء للزراعة والري على وجود أراضٍ من تلك المساحات المخصصة للاستزراع المصري بالسودان داخل أراض غير مطرية وعلى النيل مباشرة، حيث قال الدكتور هيثم عوض، رئيس قسم الري وهيدروليكا المياه بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لـ"العربية نيوز"، إن أي زراعات جديدة داخل السودان تروى على المياه النيلية ستكون خصمًا من الحصة المائية المصرية، وهو ما يشكل خطورة على الزراعات الموجود بالفعل بمصر، ويعمل على تفاقم أزمات مياه الري في نهايات الترع بمصر خاصة في موسم الزراعات الصيفية.
وطالب "عوض" الحكومة المصرية واتحاد المنتجين الزراعيين المصريين، بضرورة توخي الحذر عند اختيار الأراضي التي سيتم زراعتها بالسودان ضمن المشروع القومي للاستزراع المصري بالسودان، على أن تكون زراعات مطرية وليست نيلية، لافتًا إلى أنه حتى الآن غالبية المساحات المخصصة لهذا المشروع هي أراضٍ تقع على النيل وسيتم زراعتها خصمًا من المياه المصرية، ونظرًا لأن أية توسعات زراعية مستقبلية بالسودان ستكون خصمًا من نصيب مصر من مياه النيل.
أما عن الخطوات الحكومية باتجاه تفعيل العمل بالمشروع القومي للزراعة بالسودان بأيدٍ مصرية، قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" "إن المشروع تتولى إعداد الرؤية الخاصة به شركة التكامل المصرية السودانية، والتي من خلالها سيتم وضع تصور كامل للمشروع لعرضها على المسئولين بالبلدين" لافتًا إلى أنه تم بالفعل تحديد مناطق بشكل مبدئي للمشروع منها 100 ألف فدان بمنطقة الدمازين بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم كمرحلة أولى، وهي أراضٍ تم تخصيصها للحكومة المصرية لطرحها للاستثمار الزراعي مؤخرا ووزارة الري وضعت كل إمكانياتها لتعزيز التعاون مع السودان الشقيق لإنجاح المشروع، مشيرًا إلى أن التنسيق والتعاون المثمر بين وزارتي الزراعة والري في هذا الشأن.
وأكد مغازي، أن مساحة المائة ألف فدان بمنطقة الدمازين التي تتولاها شركة التكامل المصرية السودانية، قائمة على الزراعة المطرية، وسيتم اتخاذ خطوات إيجابية للاستفادة من حصاد الأمطار وإقامة سدود صغيرة للاستفادة من تلك المياه في وقت الجفاف، لافتًا إلى أنه قد لمس خلال زيارته الأخيرة للسودان بصحبة وزير الزراعة، الكثير من الاهتمام تجاه ذلك المشروع من المسئولين بالسودان.
يذكر أن المشروع القومي للاستزراع المصري بأراضي السودان، جاء في إطار مبادرة من الرئيس السوداني عمر البشير، طرحها خلال القمة العربية بشرم الشيخ، وكذلك خلال المؤتمر الاقتصادي المصري ضمانًا للأمن الغذائي المصري والعربي، وتعزيز التعاون والتكامل بين السودان ومصر في المجالات الزراعية والمياه والأمن الغذائي، وهو ما تبعه الإعلان السوداني عن تخصيص أراضٍ للمصرين بعدد من المناطق بالسودان، منها "كسلا" و"الدمازين" والمنطقة الشمالية وأعالي النيل.