صدام "النمنم" مع "النور" يشعل أزمة "العلمانية" و"الدينية".. و"مثقفون": وجوده معطل للدولة المدنية.. ونائب الحزب: أساء لنا واضطرنا للرد عليه
"سعيد اللاوندي": حزب النور يحاول أن يفرض شرعيته من خلال خصومات مع المسئولين
"سيد حجاب": إشراك "النور" في العمل السياسي معطل لإقامة الدولة المدنية
"ياسر عبدالتواب": النمنم معروف بصدامه مع التيارات الإسلامية
كشفت تصريحات وزير الثقافة
الأستاذ حلمي النمنم، عن أزمة كبيرة بينه وبين حزب النور بصفة خاصة والتيار الإسلام
السياسي بصفة عامة، فدائما ما يتهم وزير الثقافة حزب النور بانه أساس الإرهاب فى
مصر وأنه لابد من تحرير المجتمع المصري من هذا الوباء، بينما حزب النور يعتبر حلمى
النمنم وزيرا علمانيا جاء لعلمنة الدولة ووزارة الثقافة ورفض الدين، فطالب حزب
النور من النمنم خلع ردائه السياسى فهو الآن رجل دولة يعبر عن وزارة الثقافة وليس
عن آرائه الشخصية فنحن لسنا فى حكومة حزبية.
تصريحات
النمنم
طالب حلمى
النمنم وزير الثقافة بتحرير مصر من السلفيين وحزب النور، وأنه مع إقامة دولة مدنية
حديثة لافتًا إلى أن محاولة حزب النور لإقامة دولة دينية فى مصر سيكون مصيره الفشل،
وتساءل النمنم عندما هاجمت الإخوان واتهمتهم بالإرهاب كان السلفيون هم الذين
يدافعون عنهم فلماذا ذلك؟
حزب النور يحاول أن يفرض
شرعيته من خلال خصومات المسئولين
وأكد
الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية
والاقتصادية، أن هناك تعبيرًا واحدًا فقط قاله حلمى النمنم أن مصر علمانية بطبعها وكان
هذا في زمن الإخوان، لكن حزب النور يعتبر نفسه واصيا على الدين، لكن فى الحقيقة من
يقرأ كتابات حلمى النمنم يجد انه يصف مصر بالدولة المدنية وليس كما يدعي السلفيون
بأنه قال علمانية كافرة، فحزب النور يعلم ذلك ولكنه يسير على الخط الذى كان يمشى
عليه الجماعة الإرهابية وبالتالى هذا مرفوض شكلا ومضمونا.
وأشار
اللاوندي إلى أن حزب النور يدعى انه وصى على الدين ويعلمنا الدين وأعتقد ان حزب
النور يحاول ان يجد لنفسه جواز سفر المواطنة ويريد أن يكون موجودا فى مصر من خلال
مهاجمته لوزير الثقافة، لكن هذه حجة مردود عليها فوزير الثقافة كل الناس تحبه
واتجاهاته تسير فى طريق مصر التنوير وليست مصر العلمانية ولفت إلى أن الشعب المصرى أصبح عنده وعى كافٍ ولا يمكن التلاعب بعقله، فحزب النور يفعل ما فعله الإخوان
وبالتالى محكوم عليهم بالفشل.
وأوضح
الخبير السياسى بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاقتصادية، أن حزب النور يفرض نفسه
واصيا على الشعب المصرى دينيا وسياسيا وهذا أمر مرفوض تماما، فحزب النور يصطاد فى
الماء العكر لتصريحات المسئولين خاصة حلمي النمنم ويريد أن يدخل فى خصومات مع الناس
ليفرض شرعيته لكن المجتمع يرفضه رفضا شديدا.
إشراك "النور" فى
العمل السياسي معطل لإقامة الدولة المدنية
وأضاف
الشاعر الكبير سيد حجاب، أن وجود حزب النور شيء مثير للقلق على مصر فى المرحلة
المقبلة، فالدستور ينص على عدم وجود أى أحزاب سياسية على أساس ديني، فحزب النور
ورث الإخوان المسلمين، والايام القليلة المقبلة ستثبت أن رصيد حزب النور تناقص
كثيرا عند المصريين بعد أن جربوا الأفكار الظلامية التى حكمتنا والتى كان حزب
النور جزء منها.
وأوضح ان
حلمي النمنم عندما قال إن مصر علمانية بطبعها فلم يفهموا ذلك فجهلهم يقف بينهم وبين
معنى كلمة علمانية، فالعلمانية لا تعنى الالحاد أو رفض الدين ولكن فصل الدين عن
الدولة، أى فصل السلطة الزمنية السياسية عن السلطة الروحية فهم متجهون على لعب
السياسة بالاتجار بالدين.
ولفت
"سيد حجاب" إلى أن المسألة أصبحت مضحكة جدًا حول تطبيق الدستور واعتبار
حزب النور حزبا سياسيا وليس دينيا فهذا التراخي مثير جدا للشبهة، فإصرار الدولة على
إشراك حزب النور فى الحياة السياسية الذى كان معاديا لثورة 30 يونيو وكانت قواعده
موجوده فى ميدان النهضة ورابعة إصرار غريب جدا وغير مفهوم ومعطل لطريق الدولة
المدنية التى نتحدث عنها.
وأكد
"حجاب" أن حلمى النمنم لم يطلب تغيير العقيدة كما يدعى السلفيون ولكنه
يتكلم عن تجديد الخطاب الدينى فى محاولة ربط الدين بما يحدث فى العصر الحالى دون
اى اعتداء على الدين.
النمنم معروف بصدامه مع
التيارات الإسلامية
أكد
المفكر الإسلامي ياسر عبدالتواب، العضو السابق باللجنة العليا لحزب النور، أن
توجهات حلمى النمنم في الأساس لم تكن مشجعة للتفاهم او الحوار ففى وقت سابق كان
يتكلم عن المواجهة الدموية مع التيار الاسلامي ككل أضاف ذلك إلى الأشياء الأخرى
الذى يتهم بها التيار الاسلامى بلا تمييز او استثناء، فكنت افترض ان الدولة ستأتى
برجال تتعامل مع التيار الاسلامى كأمر واقع موجود فى المجتمع، لكن الدولة جاءت
بشخص معروف بصدامه مع التيار الاسلامى، فالنمنم شخصية صدامية مع الفكر الاسلامى
ككل، فالموضوع ليس متعلق بالتيار السلفى او حزب النور او الإخوان لكن بالفكر
الاسلامى كمبدأ اساسى.
واضاف
" عبد التواب" أن الاساس فى المجتمع التعايش والتفاهم بشكل يكون به خلاف
ولكن لا يتسبب فى انقسام او انفصال واضح بين أفراد المجتمع، فالنمنم يتهم التيارات
الاسلامية بالخيانة واستباحة الدماء، فمن المفترض انه ينتمى الى وزارة الثقافة
ويرى مصلحة المكان الذى يتواجد به ولا يمحو فكر تيار آخر حتى لو كان مختلفا معه
سياسيا.
النمنم هو من تعرض
للإساءة لحزب النور
وتساءل
السيد مصطفى خليفة نائب رئيس حزب النور، لماذا يتعرض وزير الثقافة حلمى النمنم إلى
حزب النور دون باقى الأحزاب السياسية فى مصر، فالوزير يستهدف الحزب فى كل تصريحاته
لكن مبدأ حزب النور هو عدم التعرض للوزير بشكل شخصى فمنهجنا عندما يكون هناك خلاف
أو مشكلة مع أى مسئول نذهب إليه ونعرض الحلول وليس هدفنا التجريح فى أى مسئول
بالدولة، لكن الذى حدث هو عندما تعرض الوزير لحزب النور فأجبر اللجنة الإعلامية
فى الحزب الرد عليه فقط.