تحديد جزيء محوري في تعزيز الصحة من خلال التغذية المقيدة
تمكن فريق بحثي دولي من الصين والولايات المتحدة من تحديد جزيء قد يلعب دورا في إبطاء عملية الشيخوخة لدى بعض الحيوانات التي تتبع أنظمة غذائية مقيدة.
وقدم ديفيد سينكلير، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، مقالا يلخص فيه تاريخ الأبحاث المتعلقة بالعوامل المرتبطة بتحسين الصحة من خلال الأنظمة الغذائية المقيدة، مع التركيز على عمل الفريق في هذا المجال الجديد.
تشير الأبحاث السابقة إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية (التغذية المقيدة) يمكن أن يعزز الصحة بشكل عام، كما أظهرت دراسات أخرى أن تقييد التغذية قد يطيل عمر بعض الكائنات الحية مثل ذباب الفاكهة والديدان الخيطية، لكن اختبار هذا التأثير على البشر كان صعبا بسبب العمر الطويل للبشر، ما دفع الباحثين إلى البحث عن أدلة أخرى في أماكن مختلفة.
وركز الفريق في الدراسة على جزيئات موجودة في الأمعاء، وتحديدا على حمض الليثوكوليك (LCA)، وهو حمض صفراوي تنتجه البكتيريا المعوية.
وفي البداية، كانت الأبحاث تشير إلى أن LCA مادة سامة، ولكن دراسات حديثة أظهرت أنه في الجرعات المنخفضة قد يحمل فوائد صحية. وعلى سبيل المثال، تبين أن الفئران التي تناولت LCA بجرعات منخفضة أظهرت زيادة في إنتاج بروتين يسمى AMPK، الذي يرتبط بإبطاء ضمور العضلات.
وشملت الدراسة تتبع التغيرات في مستويات المستقلبات (المواد التي تنتج عن تفاعلات كيميائية تحدث في الجسم أثناء معالجة الغذاء) في أمعاء الفئران عند وضعها على نظام غذائي مقيد. وحدد الباحثون مئات من هذه المستقلبات، ثم قاموا بتغذية خلايا الفئران بها. ووجدوا أن LCA كان المسؤول الرئيسي عن التنشيط الذي حدث (زيادة إنتاج AMPK). ويعتقد الباحثون أن هذا يشير إلى أن LCA قد يكون الجزيء الذي يساهم في بعض الفوائد الصحية المرتبطة بالأنظمة الغذائية المقيدة، على الرغم من أنهم لم يجدوا أي دليل على تأثيره في طول العمر.
ودفع ذلك الفريق لإجراء دراسة ثانية لفهم كيفية تنشيط LCA لبروتين AMPK. ووجدوا أن هذا التنشيط يعتمد على إشارات من إنزيمات معينة في الجسم تُعرف باسم "السيرتوينات".
ومع ذلك، فإن هذه النتائج لا تزال غير نهائية، ويخطط الفريق لمواصلة الأبحاث لاكتشاف المزيد عن الفوائد المحتملة لـ LCA لدى البشر.