علاج غريب للاكتئاب: جهاز يحسن نفسيتك
أظهرت دراسة جديدة أنّ سماعة الرأس التي توضع في المنزل وتشحن الدماغ بطاقة بطارية 9 فولت، يمكن أن تساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب.
وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine الأسبوع الماضي، أن 87 بالغًا يعانون من اكتئاب معتدل بالحد الأدنى، واستخدموا سماعة الرأس لمدة 10 أسابيع، شهدوا تحسّنًا أكبر في أعراض الاكتئاب لديهم مقارنة بـ87 آخرين ارتدوا سماعة رأس غير نشطة مماثلة المظهر خلال الفترة الزمنية عينها.
وأفاد ضعف عدد الأشخاص في المجموعة التي حصلت على العلاج النشط بأنّ أعراض الاكتئاب تحسّنت لديهم مقارنة بالأشخاص في مجموعة العلاج الوهمي: 45٪ مقابل 22٪.
وقال الدكتور رودريغو ماشادو فييرا، طبيب نفسي يدير برنامج العلاج التجريبي وعلم وظائف الأعضاء الجزيئية في جامعة تكساس للصحة في هيوستن، إن "الشفاء يعني أنهم لم يعودوا يعانون من نوبات مزاجية نشطة".
بعبارة أخرى، إذا أجاب المرضى الذين امتثلوا للشفاء باستخدام الجهاز على استبيان يسألهم عن أعراضهم، فقد يبلغون عن بعض المشاكل المتصلة بالنوم أو القلق على الأرجح، لكن بحسبما أوضح ماشادو فييرا أن هؤلاء لم يحصلوا على درجات عالية بما يكفي تؤهلم كي يكونوا مصابين بالاكتئاب السريري.
وأشار ماشادو فييرا إلى أنّ الشركة التي تصنع سماعة الرأس موّلت الدراسة، لكن الأموال ذهبت إلى صندوق أبحاث عام في جامعته. موضحًا أنه شخصيًا ليس لديه أي حصة مالية في المنتج.
يتوفّر الجهاز في المملكة المتحدة، والنرويج، وهونغ كونغ، ودول الاتحاد الأوروبي. وهو من صنع شركة Flow Neuroscience السويدية، التي تفيد بأنها باتت في مراحل طلب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الأخيرة لتسويق الجهاز الخاص بعلاج الاكتئاب في الولايات المتحدة.
تتوفر أجهزة مماثلة في سوق الولايات المتحدة، ولا يدّعي غالبيتها بعلاج أي نوع من الأعراض أو الحالات، لكنّها تعد بتحسين اليقظة والتركيز، وقد لا تستهدف أي مناطق معينة من الدماغ.
تستخدم سماعة الرأس Flow Neuroscience تطبيقًا يحتوي على فيديو تعليمي، بالإضافة إلى زيارة طبية عن بعد، للتأكد من أن الأشخاص لديهم القدرة على وضع القطبين الكهربائيين بشكل صحيح لتحفيز منطقتين محدّدتين من الدماغ.
الأولى: القشرة الجبهية الظهرانية، وهي منطقة بالدماغ تشارك في الوظيفة التنفيذية والإدراك.
الثانية: القشرة الجبهية البطنية الوسطى، والتي تشارك في التنظيم العاطفي.
أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب يميلون كي يكون نشاطهم الدماغي أدنى من الطبيعي في القشرة الجبهية الظهرانية، ونشاطهم الدماغي أكثر من الطبيعي في القشرة الجبهية البطنية الوسطى.
وقال دانييل مانسون، عالم النفس السريري الذي شارك في تأسيس Flow Neuroscience، إن الجهاز مصمّم لتسريع نشاط الدماغ في المنطقة التي تتحرك ببطء شديد.
ولفتت الدكتورة سينثيا فو، الأستاذة بمركز الاضطرابات العاطفية في كينغز كوليدج لندن، التي قادت الدراسة، إلى أن "الجهاز يستخدم تيارًا منخفضًا، وهو تيار كهربائي صغير يعمل على تعديل جهد الفعل للخلية العصبية، لذلك يسهل على الخلية العصبية إطلاق أو تفريغ الشحنات".
قالت فو إنه عندما بدأ فريقها البحث في تحفيز التيار المباشر عبر الجمجمة لعلاج الاكتئاب، قاموا أولاً بمراجعة الأدبيات الطبية.
ووجد هؤلاء العديد من الدراسات التي تُظهِر أنّ التكنولوجيا قد تكون فعّالة، لكنّ القيّمين عليها قدّموا العلاج في بيئة سريرية. وبرأيها أنه يجب القيام بذلك بشكل روتيني حتى ينجح، ويبدو ذلك مرهقًا للغاية بالنسبة للمرضى.
لذا فكروا بإمكانية توفير ذلك في المنزل. وأوضحت فو أنهم ابتكروا بروتوكولًا جديدًا واختبروه.
وأردفت أنّ الدراسة تُثبت أنّ الناس يمكنهم استخدام التكنولوجيا بأمان وفعالية بمفردهم، من دون الحاجة للذهاب إلى عيادة الطبيب.
وتعتقد فو أن هذه التقنية تعمل بشكل جيّد بما يكفي كي تصبح علاجًا أوليًا للاكتئاب. ويمكن أن تعمل أيضًا كإضافة للأشخاص الذين يشعرون أنهم لا يحصلون على مساعدة كافية من الأدوية.
وأشار مانسون إلى أن الجهاز لم تتم دراسته لأنواع محددة من الاكتئاب، مثل الاضطراب العاطفي الموسمي، أو اكتئاب ما بعد الولادة، لكن نظرًا لأنه معتمد لاضطراب الاكتئاب الشديد في أوروبا، فإن القدرة موجودة لديهم لعلاج هذه الأنواع الفرعية أيضًا.
ونبه مانسون أنه يجب على بعض الأشخاص توخي الحذر بشأن استخدامه، ومن بين هؤلاء:
النساء الحوام
لالأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا
أي شخص لديه أفكار انتحارية
الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية
الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الصرع أو النوبات
الأشخاص الذين خضعوا لجراحة في الدماغ، أو لديهم مشابك معدنية، أو صفيحة معدنية في الرأسا
لأشخاص الذين يعانون من حالة جلدية، مثل الصدفية
أي شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب