دراسة: تقييد تناول الطعام فى ساعات محددة وليس نوعه يتحكم فى نسبة السكر بالدم
كشف موقع Medical Express، أن مرض السكري من النوع الثاني على حوالى من 85-90% من جميع حالات مرض السكري، تتميز هذه الحالة المزمنة بارتفاع مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم، مما يحمل مخاطر صحية خطيرة، تشمل المضاعفات أمراض القلب وفشل الكلى ومشاكل الرؤية.
وقال الموقع، إن النظام الغذائي هو وسيلة مهمة يستخدمها الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع 2 لعلاج نسبة الجلوكوز في الدم، إلى جانب ممارسة الرياضة والأدوية، ولكن على الرغم من أننا نعلم أن النصائح الغذائية الفردية والمهنية تعمل على تحسين نسبة الجلوكوز في الدم، إلا أنها قد تكون معقدة ولا يمكن الوصول إليها دائمًا .
ركزت دراستنا الجديدة على تأثير تناول الطعام المقيد بالوقت - مع التركيز على وقت تناول الطعام، وليس على نوع الطعام أو الكمية - على مستويات السكر في الدم.
وقال الموقع، لقد وجدنا أن النتائج التي توصلنا إليها مماثلة للنصائح الفردية المقدمة من أخصائي تغذية معتمد، ولكن كانت هناك فوائد إضافية، لأنها كانت بسيطة وقابلة للتحقيق ويسهل الالتزام بها - وحفزت الناس على إجراء تغييرات إيجابية أخرى .
وأصبح تناول الطعام المقيد بالوقت، شائعًا لفقدان الوزن حوالي عام 2015، وقد أظهرت الدراسات منذ ذلك الحين أنها طريقة فعالة أيضًا للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 لإدارة نسبة الجلوكوز في الدم.
يتضمن تناول الطعام المقيد بالوقت تحديد وقت تناول الطعام كل يوم، بدلاً من التركيز على ما تأكله، يمكنك تقييد تناول الطعام في فترة زمنية محددة خلال ساعات النهار، على سبيل المثال بين الساعة 11 صباحًا و7 مساءً، ثم الصيام في الساعات المتبقية، يمكن أن يؤدي هذا أحيانًا بشكل طبيعي إلى تناول كميات أقل من الطعام أيضًا.
وقال الموقع، إن منح جسمك استراحة من هضم الطعام باستمرار بهذه الطريقة يساعد على مواءمة تناول الطعام مع الإيقاعات اليومية الطبيعية، ويمكن أن يساعد هذا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي وتحسين الصحة العامة.
بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، قد تكون هناك فوائد محددة، فغالبًا ما تكون قراءة نسبة السكر في الدم لديهم في الصباح هي الأعلى، وتأخير الإفطار إلى منتصف الصباح يعني وجود وقت للنشاط البدني للمساعدة في خفض مستويات الجلوكوز وتحضير الجسم للوجبة الأولى.
أجرينا دراسة أولية في عام 2018 لمعرفة ما إذا كان من الممكن للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 اتباع نظام غذائي مقيد بالوقت، وجدنا أن المشاركين يمكنهم بسهولة الالتزام بهذا النمط الغذائي على مدار 4 أسابيع، بمعدل 5 أيام في الأسبوع.
ومن المهم أيضًا أنهم شهدوا تحسنًا في نسبة الجلوكوز في الدم، حيث قضوا وقتًا أقل في مستويات مرتفعة، وتشير أبحاثنا السابقة إلى أن تقليل الوقت بين الوجبات قد يلعب دورًا في قدرة هرمون الأنسولين على تقليل تركيزات الجلوكوز.
وقد أكدت دراسات أخرى هذه النتائج، والتي أظهرت أيضًا تحسنًا ملحوظًا في الهيموجلوبين السكري التراكمي (HbA1c) وهو مؤشر في الدم يمثل تركيزات الجلوكوز في الدم على مدار 3 أشهر في المتوسط، وهو الأداة السريرية الأساسية المستخدمة في علاج مرض السكري، ومع ذلك، قدمت هذه الدراسات دعما مكثفا للمشاركين من خلال اجتماعات أسبوعية أو كل أسبوعين مع الباحثين.
وفي حين أننا نعلم أن هذا المستوى من الدعم يزيد من احتمالية التزام الأشخاص بالخطة ويحسن النتائج، إلا أنه غير متاح بسهولة للأشخاص العاديين الذين يعيشون مع مرض السكري من النوع 2.
في دراستنا الجديدة، قمنا بمقارنة تناول الطعام المقيد بالوقت مباشرة مع نصيحة من اختصاصي تغذية معتمد، لاختبار ما إذا كانت النتائج متشابهة على مدار 6 أشهر.
لقد قمنا بتجنيد 52 شخصًا مصابًا بمرض السكري من النوع 2 والذين كانوا يديرون مرضهم حاليًا بما يصل إلى دواءين عن طريق الفم، وكان هناك 22 امرأة و30 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 35 و65 عامًا.
تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتين: مجموعة تتبع نظامًا غذائيًا ومجموعة تتبع نظامًا غذائيًا مقيدًا بالوقت، وفي كلتا المجموعتين، تلقى المشاركون 4 استشارات خلال الأشهر الأربعة الأولى، وخلال الشهرين التاليين، تمكنوا من إدارة نظامهم الغذائي بمفردهم، دون استشارة، واستمررنا في قياس التأثير على نسبة السكر في الدم.
وفي المجموعة الغذائية، ركزت الاستشارات على تغيير نظامهم الغذائي للسيطرة على نسبة السكر في الدم، بما في ذلك تحسين جودة النظام الغذائي (على سبيل المثال، تناول المزيد من الخضروات والحد من الكحول).
وفي المجموعة التي اتبعت نظام الأكل المقيد بالوقت، ركزت النصائح على كيفية الحد من تناول الطعام إلى فترة زمنية مدتها تسع ساعات بين الساعة 10 صباحًا و7 مساءً.
على مدى 6 أشهر، قمنا بقياس مستويات الجلوكوز في الدم لدى كل مشارك كل شهرين باستخدام اختبار الهيموجلوبين السكري التراكمي (HbA1c)، وفي كل أسبوعين، سألنا المشاركين أيضًا عن تجربتهم في إجراء تغييرات على نظامهم الغذائي (فيما يتعلق بما يأكلونه أو متى يأكلونه).