ذكاء المرأة وسحر الحكاية ونعومة الصورة مابين الواقع والخيال بـ "جودر"

الأربعاء 03/أبريل/2024 - 08:11 م

مروة السوري

تأثرت بجمله قالتها الفنانة القديرة سميرة أحمد فى فيلم صاحب الجلاله وهى تجسد دور مرشدة سياحية أمام الفنان فريد شوقى وهو يمثل شخصية ماريجنوس الأول وهو بالاساس حسن الشيال وكانت تحكى له وكأنها شهر زاد وهو أميرها التى تسرد له الحواديت ولتأثرهه يها أكدت له أن أهم ما يميز الأميرة شهر زاد أنها لم تجذب شهريار لجمالها بقدر سحر الحكايات التى كانت تقال له ولذكاها الشديد فى أن تجعله يصبر حوالى ألف ليله لاستماعه بطريقتها فى سرد الحكايات.

بالفعل بمرور الوقت تأكدت أن أكثر ما يمكن أن يثير ويذغذغ عقل الرجال فى أن تتمتع بالمرأة بجمال الملامح الهادئة الرقيقة وفى نفس الوقت أن تكن على قدرًا من الذكاء التى تسطيع من خلاله ان تستقطب به الرجل ولتغير ما يكمن بداخله وتغير وجهه نظره نحو الأمور هكذا كان الأمر بالنسبة للأميرة شهر زاد "ياسمين رئيس" والذى أبهرنى ادائها منذ الحلقه الأولى فى أنها حين علمت أنها العروسة المطلوبة للأمير شهريار والمتعارف عليه بقتله للفتيات العذارى نتيجة صدمته بخيانه زوجته وشقيقه أخيه فيقرر الانتقام من كافه النساء ارضاءًا لنفسه بأنه يخلص العالم من المتسبب الأولى لأثارة الغرائز باعتبار المرأة هى القاسم المشترك ولكن هنا شهر زاد لم تخشى الموت بل لعبت بحكم أنوثتها على اللعب على أوتار غرائز وغرور شهريار الذى اثاره منذ اللحظات الاولى بنظرات العين وطريقه الحديث ذكاء شهر زاد وعدم الخوف من الموت ورغم علمها كانت ترقص وتدندن ويشغلها حكاية من المغامرات الذى تشوق لمعرفه ما الذى فضولها وهى حكايه "جودر بن عمر المصري" ومعنى جودر الشجاعه والاقدام فبالفعل هو شخصية شجاعه تترصده الأعين منذ ميلاده ومن أقرب الاقربين إليه وهم أشقاءه وهى حكايه منذ قديم الأزل أن الاشقاء ليس منهم الأسوياء بداية من أبناء سيدنا أدم وصولا لأبناء سيدنا يعقوب أبو سيدنا يوسف فالخط الدرامى للعمل مبنى على الغيرة والاحقاد بين الاشقاء وفى نفس الوقت فى قصة شهريار نجد أن مسرور السياف تبدأ الغيرة تدب قلبه حين تزوج شهر زاد وتم تأجيل مقتلها

صياغه درامية أجادها بشكل جيدًا الكاتب #أنور_عبد_المغيث والذى ركز بشكل رائع فى الموازنه والاختلاف بين الشخصيات والانقسام بين الخط الدرامى لقصة شهريار وقصه جودر فالأثنان نفس البطل الفنان ياسر جلال فنجده تميز فى تقديم الشخصيتين فالشخصية الأولى شخصية تبارز بالسيف يبحث عن أخذ حقه بالقوه شخصية ودانيه لأبعد الحدود نجد أن مسرور السياف يتحكم به بصورة غير مباشرة لممارسه مهام عمله كقاتل محترف

بينما شخصية جودر تتمتع الهدوء والقوه فى أن واحد لا يهاب المخاطر محاط بالأعين التى تترصد خطواته وخاصة عالم الشمعيين والتى تقودها شواهى "نور" فهى رمز الشيطان فى الحدوتة لننتقل بانسيابيه شديدة محكمة بين عوالم القصر وقاعه الحكم والحارة والبيوت ومقر الشمعيين والجن كذلك التمتع بالمناظر الخلابه فى حدائق القناطر لنذهب إلى جبال وكهوف دولة المغرب ودمج كل ذلك بموسيقى أراها من أجمل ما تم توظيفه جيدًا سؤاء فى موسيقى التتر لعزيز الشافعى والموسيقى التصويرية لشادى مؤنس كذلك اللعب بالخدع والمؤثرات الصوتية والبصرية وخاصة فى مشاهد المركب بين شواهى والبحارة فى الحلقه السادسة والذى تستهدف القصة كلها لرغبه العالم السفلى فى الوصول إلى كنوز العالم شمردل والذى باستطاعه طفل اسمه جودر بحارة سعد السعود ان يفك طلاسم الكنوز الاربعه اللى بقدره إى انسان انه يسيطر على العالم من خلال سيف وخاتم له خادم ومكحله الكنوز ودائرة الفلك

أجمل شىء بالمسلسل هو استحضار حاله ألف ليله وليله بالفعل والذى تربينا عليها لأعوامًا طويلة منذ عهد الفنانة زوزو نبيل والذى قدمها المخرج توجو مزراحى فى عددًا من الأعمال السينمائية ثم انتقلت عبر الإذاعه المصرية والفوازير فى شهر رمضان الفضيل بصوتها القوى الرزين الحنون وايضا مع الفراشة الفنانة نجلاء فتحى والفنان حسين فهمى ، يقدم الثنائى الفنان ياسر جلال والفنانة ياسمين رئيس اداءها يخطف الأنظار فى الجزء الأول من الحدوتة بينما الدويتو الخاص بين ياسر والفنانة جيهان الشماشرجى يتمتع بإداء ساحر وخاصة أداء جيهان والذى به شقاوه ورقه الموقف الدرامى واداء الفنانة المبدعه نور والذى بمجرد ظهورها تستحق المشاهد بطلتها المبهرة ولإداء الشر الناعم باحترافيه شديدة دون الوقوع فى فخ العيون البراقه وفدرات السحر الأسود بل على العكس كانت على قدر كبير من التوازن الجيد لاستخدام أدواتها التمثيلية وتسخير الجن بدايه من الملابس والاكسسوارات والتى ترمز للجمال والعظمة والغرور فى وقت واحد بالتعاون مع أخواتها الفنان محمد على رزق وعابد عنانى ومجدى فكرى والذين اثاره جميعا الانتباه.

صراعًا بين العلم والخير المتجسد فى كل من الفنان رشوان توفيق والفنان عبد العزيز مخيون وياسر جلال والشر مع أخواته الفنان وليد فواز وياسر الطوبجى "سالم وسليم" والعالم السفلى بقيادة الشمعيين

إداره بإحترافيه وبعيون فنيه لامعه المخرج إسلام خيرى والذى سبق وقدم العام الماضى مسلسل جت سليمه للفنانة دنيا سمير غانم وكان عالما ملىء بالفانتزيا والخيال والسحر وكأنه من عوالم ديزنى وايضا بمسلسل جزيرة غمام بالتعاون مع المخرج حسين المنباوى وغيرها من الاعمال التى تثبت مدى جمال هذا المسلسل وتصدره المشاهدات حتى الأن لروعه قصته وتصويره واحساسه الفنى وظهور ضيوف شرف مميزين جدًا كمثل رشوان توفيق ونادية شكرى والمطربة كارمن سليمان وهنادى مهنا وأيتن عامر .