عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

وراء كل رجل محطم امرأة

وراء كل رجل عظيم امرأة، ووراء كل رجل محطم امرأة أيضاً، فالمرأة هي التي تشكل شخصيته منذ الصغر. المرأة مزيج من الرقة والقسوة والضعف والقوة والحنان والاستبداد، شخصية المرأة هي المسؤولة عن تمييزها عن غيرها من النساء، وهو ما يفسر إقدام الرجل على الزواج من أخرى أقل جمالاً من زوجته، لأنه وجد بداخلها جمالاً تفتقره الأولي بشخصيتها جعل الأخرى مميزة عنها بكل شيء، أكثر أنواع النساء إرهاقاً للنفس هي المرأة التي تعقد الأمور حتى الصغيرة، امرأة متسلطة متعجرفة تتجاهل الجميع، أما الأخرى حلوة المعشر، القنوعة الحنونة المرحة صاحبة الفضيلة تعرف جيداً معنى الإيثار واحتواء الآخرين وما لها وما عليها.

النساء نوعان، الأول هو المرهق المرتبط بالشقاء، زميلة العمل، المديرة المتسلطة، الزوجة اللحوحة التي تزعج زوجها طوال الوقت وتشعره بالضعف والعجز، وأخريات لا يتوقفن عن التذمر والشكوى حتى وإن توفرت لها سبل الراحة، وأخريات يقمن بتفشي الأسرار وتصيد الأخطاء ونقل الأحاديث والتفريق، أو سليطة اللسان العنيدة، هؤلاء النماذج صعب التعامل معهن وغالبيتهم منازلهن مشتتة، لأنها تصب تركيزها على أمور خارجية وتترك زوجها الذي ينتهي به الحال مضطرا للتعايش معها خاصة إذا كان ذا شخصية ضعيفة، أو تركها والزواج بأخرى بعيداً عن جحيم العيش معها تحت سقف واحد، وأبناء معقدين نفسياً يصبحون فيما بعد رجالا غير أسوياء لا يستطيعون التأقلم مع المجتمع بسبب سوء خلق الأم. والنوع الآخر، هي التي يشعر الجميع معها بالألفة والراحة، حكيمة، عاقلة، بسيطة، يمكن مناقشتها دون أن تصبح في موقف دفاع عن النفس، تتمتع بقدر من اللين، شفافة لا تعرف النفاق والكذب والالتفاف، تدرك جيداً دورها بالحياة وقادرة على كسب القلوب دون أن تجرح، يتعامل معها الجميع بثقة واطمئنان لأنهم يعلمون ردة فعلها هادئة وواثقة ومستمعة قبل إصدار الأحكام لأنها تركت صورة تبرز علامات الجمال بداخلها، وهذا النوع يفضل الجميع التعامل معه لأنها ثابتة مستقيمة، ويفتش عنها الرجل طوال حياته، ودائماً ما تكون ناجحة بالحياة الزوجية.

انفتاح الزوجات على حياة بعضهن جعل الغالبية تفتش عن الرفاهية دون الوصول للمعني الحقيقي للسعادة، وهذا ما لا يدركه النساء والرجال، فالرجل له دور في تشكيل شخصية المرأة، والإهمال والبخل بالمشاعر يمكن أن يحولها، لأنها كالزهور تحتاج لأن تسقي بالحب والاهتمام. تحقيق السعادة لن يأتي سوى بتقديم الحب والاحتواء والاستماع لتفاصيلها لأنه سيجعلها تبادر وتجتهد لإسعاد الرجل، خاصة الرجال الذين استخدموا الظروف المعيشية لعدم تقدير المرأة والاهتمام بها، إهمالها لن يولد سوى التباعد الذي يؤدي لاستحالة الحياة الزوجية .. لا شيء يمكن أن يستمر دون أن يكون متبادلا، لأن المرأة حين تشعر بالتقدير والاهتمام ستحب بصدق وستتحمل ما لا يمكن لجيش كامل من الرجال تحمله.

جنة الإنسان وشقائه تتوقف على الطريقة التي يتعامل بها الآخرون، ليس مطالبا أن يقابل القسوة باللين، لكن التعامل بالأخلاق يجعل الطرف الآخر يعيد النظر في الطريقة التي يتعامل بها حتي لو كان يمتلك قلباً من حجر.