رئيس جامعة السويس في تونس للمشاركة في فعاليات المؤتمر العام للجامعات العربية
توجه أمس الأستاذ الدكتورالسيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس إلى دولة تونس الشقيقة لحضور فعاليات المؤتمر العام لإتحاد الجامعات العربية في دورته الخامسة والخمسين الذي تستضيفه جامعة سوسة بتونس ..وذلك بحضورالأستاذ الدكتورمحمد أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى ورؤساء الجامعات المصرية والعربية .
ويضم إتحاد الجامعات العربية ٣٩٠ جامعة ومؤسسة تعليمية عربية.. وتأتي هذه الدورة في إطار تعزيز أواصر التعاون بين الجامعات العربية مما ينعكس إيجابيًا على منظومة التعليم العالي في جميع الدول العربية لزيادة قدراتها التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي .. كما تأتي هذه الإستضافة في ظل الإهتمام بمحور التعليم العالي العربي إيمانًا بأهميته في ظل المتغيرات المتنامية التي يشهدها العالم في كافة المجالات مما يشكل مسئولية أكبر للجامعات لإعداد طلاب قادرين على الإستجابة لهذه المتطلبات إضافة إلى تطوير البحث العلمي الذي أصبح مقياسًا لتطور الدول.. كما تسعى هذه الدورة إلى توحيد معايير التعليم والتدريب وتسهيل الإجراءات الخاصة للإعتراف بالشهادات الجامعية ومعادلتها بما ينعكس على تسهيل التنقل والتبادل الأكاديمي للمدرسين والطلاب والإداريين بين الجامعات الأعضاء.
وألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي كلمة خلال مشاركته في أعمال المؤتمر والذي ُقام خلال الفترة من ١٨ إلى ٢٠ مارس الجاري بحضور الدكتور عمرو عزت سلامة ـ أمين عام إتحاد الجامعات العربية والعديد من وزراء التعليم العالي بالدول العربية والسفير إيهاب فهمي سفير مصر بجمهورية تونس ولفيف من رؤساء الجامعات العربية.
وأعرب وزير التعليم العالي عن سعادته لمشاركته في المؤتمر الذي يتزامن مع العيد الوطني بجمهورية تونس الشقيقة بمناسبة حصولها على إستقلالها.. موجهًا الشكر لإتحاد الجامعات العربية على تنظيم هذا المؤتمر الذي يعكس التزامهم بتعزيز أواصر التعاون والتواصل بين الجامعات العربية ويعد فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة وتحديد الخطط المستقبلية للتعليم العالي في العالم العربي.
وأشار "عاشور" إلى أن محور التحول الرقمي في مجال التعليم العالي شهد تحولًا عميقًا في الطريقة التي نعيش ونعمل ونتعلم بها حيث تؤدي التقنيات الرقمية إلى تعزيز القدرات البحثية لمؤسسات التعليم العالي من خلال تمكين الباحثين من الوصول إلى البيانات وتحليلها والتعاون مع الزملاء عن بعد وإستخدام الأدوات والبرامج المتطورة والمساعدة في أتمتة المهام الإدارية الروتينية ومساعدة أعضاء هيئة التدريس والموظفين على التركيز على الأنشطة الإستراتيجية وتزويد الطلاب بتجربة تعليمية أكثر جاذبية مثل عمليات المحاكاة عبر الإنترنت والمختبرات الإفتراضية ومحتوى الوسائط المتعددة.. كما يمكن أن توفر الأدوات الرقمية بيانات لحظية عن المستوى الفعلي للطلاب وإهتماماتهم مما يساعدهم على تحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى دعم إضافي ..وكذلك تمكين الباحثون والمعلمون من التواصل مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم وتبادل المعرفة والتعاون في المشروعات البحثية للمساعدة في التوصل لرؤى وإكتشافات جديدة ومساعدة المؤسسات على جذب أفضل المواهب والإحتفاظ بها بالإضافة إلى تمكّين المؤسسات من تقديم فرص تعليمية وبحثية مرنة.. مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت والتدريب عن بعد والمؤتمرات الإفتراضية.. موضحًا أن ذلك يمكن أن يساعد المؤسسات في الوصول إلى جماهير جديدة وتوفير فرص للتعلم مدى الحياة وتوفير رؤى قيمة حول تعلم الطلاب ونتائج البحث وتمكين المؤسسات من إتخاذ قرارات تعتمد على البيانات حول تصميم البرامج التعليمية والدورة التدريبية وربطها بسوق العمل ومبادرات البحث والتخطيط الإستراتيجي.
وأكد الوزير على وجود بعض التحديات التي يجب التعامل معها حيث أنه وفقًا للبنك الدولي ففي عام ۲۰۲۰ بلغ معدل إنتشار الإنترنت في الدول العربية %٤٩.٤.. ويشير هذا إلى أن حوالي نصف السكان في الدول العربية لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت ..وهو أمر ضروري للتحول الرقمي في التعليم العالي.. كما يعد نقص التمويل أحد التحديات التي تواجه التحول الرقمي.. مشيرًا إلى أن الإستثمار في رأس المال البشري يعد أمرًا ضروريًا لأي مؤسسة تتطلع إلى إجراء تحول رقمي.. وهذا ينطبق بشكل خاص على مؤسسات التعليم العالي.. نظرًا لأن مؤسسات التعليم العالي تسعى إلى دمج التكنولوجيا في ممارسات التدريس والتعلم الخاصة بها وهي بحاجة إلى الإستثمار في مهارات ومعارف طلابها وموظفيها وأعضاء هيئة التدريس.. موضحًا أنه يمكن أن يتخذ هذا الإستثمار أشكالاً عديدة.. مثل توفير برامج التدريب وتوفير فرص التطوير المهني وتحفيز إستخدام التقنيات الجديدة.
وأضاف الدكتورأيمن عاشور أن أحد الأسباب الرئيسية للإستثمار في رأس المال البشري أثناء التحول الرقمي هو التأكد من أن الموظفين وأعضاء هيئة التدريس لديهم المهارات والمعرفة اللأزمة لإستخدام التكنولوجيا بشكل فعال .. حيث تحتاج مؤسسات التعليم العالي إلى مواكبة هذه التغييرات لتبقى ملائمة وتنافسية يمكن أن يساعد توفير فرص التدريب والتطوير المستمر للموظفين وأعضاء هيئة التدريس على ضمان حصولهم على المهارات والمعرفة اللأزمة لإستخدام التقنيات الجديدة في ممارسات التدريس والتعلم الخاصة بهم .. حيث يبحث الموظفون المحتملون بشكل متزايد عن أصحاب العمل الذين يوفرون فرصًا للنمو المهني والتطوير بالإضافة إلى مؤسسات التعليم العالي على تلبية إحتياجات طلابها.. حيث يبحث الطلاب بشكل متزايد عن المؤسسات التي تستخدم التكنولوجيا لتعزيز خبراتهم التعليمية.
وأوضح الوزير أنه لمواجهة تحديات التحول الرقمي في التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية يجب الإستثمار في البنية التحتية الرقمية وتأهيل الموارد البشرية من المعلمين والطلاب ومقدمي الخدمة التعليمية حيث أنه وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة التمويل الدولية فإن الإستثمار في البنية التحتية الرقمية ضروري لنمو الإقتصاد الرقمي في الدول العربية ويمكن أن يشمل هذا الإستثمار تطوير شبكات الإتصالات وتوفير أجهزة ميسورة التكلفة وإنشاء محتوى رقمي متميز وعلاوة على ذلك فإن هناك حاجة إلى زيادة التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية في الدول العربية لتبادل أفضل الممارسات والمعرفة حول التحول الرقمي وتطوير المشاريع المشتركة وتبادل الموظفين والطلاب بين المؤسسات.
وأستعرض الدكتور أيمن عاشور بعض المبادرات التي تقوم بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمواجهة التحديات التي يواجهها التعليم العالي من خلال حلول رقمية.. ومنها مشروع إنشاء مراكز إختبارات إلكترونية فى جميع الجامعات والتي يتم من خلالها تصميم التقييمات الرقمية لمعالجة أهداف تعليمية محددة.. مما يسمح للمعلمين بتقييم فهم الطلاب للمحتوى وتعديل طريقة تدريسهم وفقًا لذلك يمكن إستخدامها أيضًا لمراقبة التقدم بمرور الوقت وتحديد مجالات القوة والضعف.. وكذلك مشروع ميكنة المستشفيات الجامعية بعدد ١٤٠ مستشفى لمستوى تفعيل 5 HIMSS ومشروع إنشاء عدد ١٦ جامعة أهلية و۱۰ جامعات تكنولوجية من جامعات الجيل الرابع.