العقل الواعي في اللا واعي
لا تفرق الصحة العقلية على من تستهدفه بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه أو توجهه أو البلد الذي يقيم فيه؛ سواء كنت أنا أو أنت أو أي شخص قد نعرفه يمكن أن يعاني من اضطراب في الصحة العقلية؛ بغض النظر عن مدى قسوة الاضطرابات النفسية لا تزال هناك وصمة عار متعلقة بذلك؛ البعض يقول إنه غير صحيح والبعض الآخر يقول بالفعل هذا الشخص مجنون والأهم من ذلك أنه هناك خوف بل وليس من المقبول أن تتحدث عنه مع أحد دون خوف من النبذ.
يقال باستمرار أن الصحة العقلية يجب أن تترك في المنزل وأن الحفاظ على معايير التعامل مع الآخرين بنفس النمط له أهمية قصوى؛ ما يشعر المصاب بأنه إذا كشف عن مرضه العقلي فهو معرض لخطر فقدان علاقته بالمجتمع أو معاملته بشكل مختلف بدلاً من طلب المساعدة التي يحتاج إليها؛ ما يجعله يقوم بقمع عواطفه بسبب وصمة العار المحيطة بالمرض غير المرئي له؛
هذه المشاعر ليست سوى مشاعر بغيضه فهي تعمل على تسريع وتيرة وحدتها وغضبها وقلقها واكتئابها من بيئاتها المهنية غير المرضية؛ كذلك يواجه طلاب المدارس أعلى معدلات التوتر والقلق التي شوهدت في أي جيل آخر لكن لا تزال مشكلات الصحة العقلية من المحرمات التحدث عنها؛ من بين حوالي 50 مليون طفل في المدارس يظهر ما يزيد عن 20 في المائة أو 5 ملايين طفل علامات اضطراب في الصحة العقلية؛ المرض العقلي لا يتوقف بمجرد انتهاء يوم العمل ولن يزول لأنك تركت المدرسة فهو مرض يتبعك أينما ذهبت؛ المرض العقلي حين يبدأ بالسيطرة يحول الحياة إلى اللون الأسود؛ تماماً كشعور خوفك من تعامل الآخرين معك كما لو كنت زجاجًا مكسورًا على الأرض يخشي الجميع الاقتراب منه؛
لذلك تضطر ألا تخبر أحدًا وتعاني في صمت حتى يصبح الصمت شيئا لا يطاق؛ في العائلات التي ليس لديها معرفة بالمرض العقلي فإن الخوف من إخبار شخص ما يهزهم حتى النخاع؛ سيقول البعض إنك تمر بمرحلة يمكن التغلب عليها ويشعر البعض بالحزن عليك ويعتقد البعض الآخر أنك على وشك الانتحار ويعاملك مثل طائر حديث الولادة لم يحصل على ريش طيرانه بعد؛ أي رد فعل من هذا النوع ناتج عن عامل مشترك واحد وهو نقص التثقيف وراء المرض العقلي؛ لذا نحن بحاجة إلى التثقيف وإظهار سبل الانتصاف المتاحة لأولئك من جميع مستويات الدخل؛ التثقيف ليس على مستوى أفراد الأسرة فقط بل الأصدقاء والزملاء والأقران وحتى المعلمين؛ فهي مساعدة لا ينبغي أبدًا أن تطلبها بالخزي.