عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هو وهي.. "الحب" بين القلب والعقل!! انت الفيصل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الحب مجموعة من المشاعر التي تنتج عنها العديد من التصرفات والأفكار المنسوجة بعواطف قوية تحكم الطرفين وتسيطر على كيانه وإحساسه فتجعله يرغب بحماية الطرف الأخر الذي يحبه ويشعر بالمودة والألفة والعطف تجاهه فيحترمه ويحافظ عليه ويراعي مشاعره ويرغب بإسعاده وحمايته من أي خطر قد يلحق الضرر به.

ولكن لابد ان يكون الإختيار بين المحبين متوافقاً، فكم قصة حب حدثت وتنتهي بنهايات حزينة، وكم قصة حب تنتهي بنهايات سعيدة.

فالحياة مليئة بقصص الحب السعيدة والحزينة ، ولذا لا بد أن نعلم ان إختيار المُحب أهم من الحب.

أعلم جيداً ان الحب ليس في أيدينا، ولكن نستطيع ان نجعله كذلك، عندما نُّحكم العقل ونجعله الحكم والفيصل في مشاعرنا.

هنا نتوقف قليلآ عندما تعرفت فتاة في مقتبل العشرين من عمرها بشاب في الثلاثينات من عمره الفارق بينهما عشر سنوات تقريبا، أغمرها الشاب بحبه وحنانه وعطفه عليها وبمشاعره الجياشة تجاهها وهذا ما جعلها تنجذب اليه وتحبه كثيراً، كان بالنسبة لها مثل الماء والهواء الذي تتنفسه.

وهو فى ظل ظروفه الإجتماعية القاسية فكان الشاب متزوجاً من احدى قريباته زواج تقليدي كما هو متعارف عليه فى القرى الصغيرة، زواجاً بارداً لم يجد الحب والحنان، وبدأ يبحث عنه بعيداً عن زوجته الى ان وجده مع هذه الفتاة، الفتاة التى احبته وهى لا تعلم حقيقته، وهو خوفا من ان تبعد عنه لم يُظهر هذه الحقيقة.

عاشا سوياً اجمل قصة حب لمدة عامين وظنت الفتاة ان هذا الشاب هو فتى احلامها التى طالما ظلت تبحث عنه وتحلم به الى ان حان الوقت لتنتهي وتتوج قصة الحب هذه بالنهاية الطبيعية وهى الزواج.

وفي المقابلة بينهما، طلبت الفتاة من فتى احلامها التقدم لخطبتها ووضع النهاية الطبيعية لعلاقتهما وكان الحديث كالتالي:

هي: احنا بقالنا سنتين مع بعض  

هو: عارف يا حبيبتي

هي: طب هتيجي تتقدم لأهلي امتى، الوضع ده مش هيستمر كده

هو: انا موافق وبحلم باليوم اللي يجمعنا بيت واحد بس انا عندي ظروف 

هي: ظروف ايه؟؟ انت مش بتقولي حاجة عن ظروفك

بدأ الشاب يتلعثم في الكلام ومتردداً بين ان يظهر الحقيقة وبين أن يخفيها، ولكن استمر الشاب في المماطلة واخفاء حقيقته عن الفتاة، وبعد بضع دقائق من السكوت التام واصل الحديث..

هو: ظروف مادية وميراث بين بعض الأقارب.

استطردت الفتاة ثقتها به مرة أخرى بعد ما انتابها قليل من القلق بعد سكوته المفاجأ..

هي: انا هستناك وتيجي تتقدم 

هو: اكيد طبعا 

وانتهت المقابلة بينهما بإنتهاء حديثهما سوياً والفتاة تحلم باليوم الذي سيجمعها مع فتى احلامها، الى ان تحطمت احلامها وذهبت هباءاً.

اختفى الشاب وظلت الفتاة تبحث عنه فى وجوه المارة ولم تجده، وظلت الأسئلة تراودها اين ذهب؟، وماذا حدث؟،الا ان جاءها هاتف من زوجة الشاب لتقول لها ان تبتعد عن زوجها.

لم تصدق الفتاة ما سمعته بأذنيها، هل يعقل ان يكون فتى احلامها يتلاعب بمشاعرها، هل يعقل ان يكون يكذب عليها، ظلت تائهة بين الأفكار التي تراودها والأسئلة التي لم تجد لها إجابة.  

وفي يوم فوجئت الفتاة بحبيبها امامها وهو يقول لها دون أي مقدمات او اسباب لغيابه، انه لا يقدر ان يستغنى عنها، أو يبعد عنها، وواجهته الفتاة بما سمعته انه متزوج، وهنا لن يستطيع الشاب الإنكار وبرر عدم قوله الحقيقة بالخوف على علاقتهما وعلى حبه للفتاة وعلى مشاعرها، وعلى خوفه على الحب الذي لم يجده سوا معها، وترك الأمر لها في أن تستمر معه في هذه العلاقة التي لا نهاية لها، او ان تتركه للأبد.

مشاعر أنانية لم يفكر الشاب غير في نفسه، ولن يبالي بمشاعر تلك الفتاة بعد ما احبته واكتشفت حقيقته بعد سنتين من الأحلام.

وهنا توقفت الفتاة لتفكر.. ماذا افعل؟هل اترك قلبي، واعيش بلا قلب؟، أم أفكر بعقلي، واكتسب قلبي من جديد؟.