مباحثات السيسي وأصدقاء مصر في الكونجرس الأمريكي.. 3 قضايا تتصدر المشهد
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، في مقر إقامته بواشنطن، أعضاء تجمع أصدقاء مصر في الكونجرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري".
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على استراتيجية العلاقات الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات بكل جوانبها، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، لاسيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها عدم الاستقرار وخطر الإرهاب الآخذ في التنامي والذي طالت تداعياته العديد من الدول، فضلًا عن التداعيات السلبية على الاقتصاد وأمن الطاقة والغذاء التي سببتها العديد من الأزمات العالمية المتلاحقة وعلى رأسها جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما يستدعي التكاتف لمواجهة تلك التداعيات.
ومن جانبهم؛ ثمن أعضاء تجمع أصدقاء مصر بالكونجرس الأمريكي عمق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، مؤكدين الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر، أخذًا في الاعتبار أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة، مع الإعراب عن التقدير البالغ لدور مصر الناجح والفاعل تحت قيادة الرئيس في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإصلاح الخطاب الديني وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة من حرية الاعتقاد والتسامح وقبول الآخر، مؤكدين ان الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسي فضل مصر فى فتح باب السلام ونشر ثقافة التعايش المشترك فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات، كما تم التطرق إلى التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، حيث أشاد أعضاء الكونجرس بالجهود المصرية الداعمة لعملية السلام، في حين أكد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، الأمر الذي يفتح آفاقًا للتعايش السلمي والتعاون بين جميع شعوب المنطقة.
ويتضمن برنامج زيارة الرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة عقد لقاءات مع عدد من كبار المسئولين الأمريكيين، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، على نحو يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلا عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما يعقد الرئيس السيسي لقاء مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الأمريكى لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين؛ كما يجتمع الرئيس على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين فى القمة، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
ومن جانبه، شدد السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، على أهمية قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا المنعقدة حاليا فى واشنطن، حيث إنها القمة الثانية من نوعها، وتأتى بعد انعقاد القمة الاولى عام 2014 فى المغرب، كما أن الفترة الزمنية التى تفصل بين القمتين تعد كبيرة بالنظر الى تفشى جائحة كورونا والانتخابات الامريكية.
وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فى تصريحات للوفد الإعلامى المرافق للرئيس السيسى فى واشنطن، إلى أن القمة تعكس تزايد الاهتمام العالمى بالقارة الأفريقية خاصة من الجانب الأمريكى الذى يسعى لزيادة تواجده فى القارة الافريقية؛ موضحا أن القمة تركز على مساعدة الدول الأفريقية على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بتوفير الغذاء وأسعار الطاقة وسبل التكيف مع متطلبات مواجهة التغيرات المناخية ومساعدة الدول الأفريقية على التوجه نحو الطاقة الجديدة والمتجددة؛ لافتا إلى أن انعقاد القمة يأتى متزامنا مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا جنوب الصحراء التى أعلنتها فى أغسطس الماضى.
وفيما يتعلق بأجندة القمة والموضوعات المطروحة للنقاش، أوضح السفير بسام راضى، بأن القمة ستتناول قضايا التنمية والقضايا الأمنية وسبل مواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وما بعد جائحة كورونا، مشددا على أن القمة تضيف زخم للعلاقات الأمريكية مع دول القارة الإفريقية.
ومن المقرر أن يلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته غدا الخميس، أمام قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، حيث سيركز على إطار الاستراتيجية المصرية التى تم عرضها خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى.
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن كلمة الرئيس السيسى ستشدد على أهمية دعم اندماج القارة الافريقية فى الاقتصاد العالمى وما لذلك من نتائج إيجابية للاستفادة من الاقتصاد العالمى وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الحديثة وتوطين الصناعات ومواجهة قضايا تغيير المناخ.
وقال "راضى"، إن الكلمة ستعكس رؤية الرئيس السيسى للتعامل مع القضايا الأفريقية وما بذلته مصر من جهود فى السنوات الماضية فى هذا الصدد، ولاسيما ضرورة زيادة حجم التجارة البينية فيما بين الدول الأفريقية وإقامة جسور للنقل والمواصلات والطرق والخطوط البرية والبحرية والجوية بين الدول الأفريقية لتعزيز زيادة حجم تبادل السلع والاستفادة من المواد الأولية والموارد فى القارة الافريقية.
فى سياق متصل، يرى الجانب الأمريكى أن مشاركة مصر فى القمة ستساعد المنطقة وتعزز العلاقات الأمريكية المصرية والعلاقات الأمريكية الأفريقية، بالإضافة إلى العمل لمواجهة التحديات العالمية؛ وتعمل القمة على عدة أهداف، أبرزها تعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة، وتعزيز السلام والأمن والحكم الرشيد، وتعزيز الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدنى، والعمل بشكل تعاونى لتعزيز الأمن الصحى الإقليمى والعالمى، وتعزيز الأمن الغذائية، والاستجابة لأزمة المناخ، وتعزيز التعليم والقيادة الشبابية.
وفى وقت سابق، عبر الرئيس الأمريكى جو بايدن، عن تطلعه إلى العمل مع الحكومات الأفريقية والمجتمع المدنى فى جميع أنحاء الولايات المتحدة والقطاع الخاص لمواصلة تعزيز الرؤية المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا.
ومنذ توليه رئاسة الجمهورية، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى العديد من المؤتمرات والقمم الدولية، حيث حمل هموم القارة السمراء، وظهر مدافعا بكل قوة فى المطالبة بحقوق الشعوب الأفريقية فى السلام والاستقرار والتنمية والرخاء.
وما بؤكد على ذلك، دعوة الرئيس السيسى- فى كلمته أمام القمة 45 لمجموعة السبع الكبرى G7 التى استضافتها مدينة "بياريتز" الفرنسية يومى 25 و26 أغسطس 2019- إلى وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لأفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات، وتكوين مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات تقلل من البطالة بين الشباب الأفريقى المنضم إلى سوق العمل سنويا.
ونجح الرئيس السيسى، خلال رئاسته للاتحاد الأفريقى فى العام 2019، لإيصال صوت أفريقيا إلى العالم، وبذل مجهودات كبيرة فى العمل من أجل تعزيز التكامل الأفريقى، وانخراط القارة فى البحث عن مصالحها استغلالا لقوتها البشرية الهائلة وإمكاناتها الواعدة غير المستغلة، وثرواتها المهدرة منذ عقود.
وشهدت رئاسة الرئيس السيسى، للاتحاد للاتحاد الأفريقى مكاسب عديدة للقارة السمراء، أشاد بها القادة والمسئولين الأفارقة أنفسهم، ولعل أبرزها إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية، بعد استكمال عدد التصديقات اللازم لدخول الاتفاقية حيز النفاذ، والتى تعد إحدى أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، بالنظر إلى أهميتها كعلامة فارقة فى مسيرة التكامل الاقتصادى فى القارة، وكونها ستنشئ أكبر منطقة تجارة حرة فى العالم من حيث الحجم؛ وذلك خلال رئاسته للقمة الأفريقية التنسيقية الأولى التى عقدت فى نيامى عاصمة النيجر فى 8 يوليو 2019.