خبير آثار يطالب بتنمية السياحة البيئية والعلاجية والاستشفائية في مصر
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن مصر تعتمد في الدرجة الأولى على السياحة الثقافية من زيارة المواقع الأثرية وهي سياحة نسبتها ضئيلة على مستوى العالم إذ لم ترتبط بسياحات أخرى لها رواج عالمي وتحقق عائد أكبر ينشط كل المقومات السياحية بما فيها السياحة الثقافية، وبالرغم من أن مصر تمتلك مقوماتها ولكنها غير مستغلة ومنها السياحة البيئية والعلاجية والاستشفائية.
وأوضح "ريحان" في تصريح له اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للسياحة الذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام ، أن انتقال مصر ووضعها على خريطة السياحة البيئية والعلاجية والاستشفائية قد يصل بها إلى مائة مليون سائح مما سينقل مصر إلى مركز متقدم اقتصادياً عالمياً والسياحة ، والمساهمة فى تنمية الزراعة والصناعة والتجارة والنقل البرى والبحرى والجوى وتشغيل كل القوى البشرية العاطلة بمصر.
وقال إن مصر تمتلك محميات طبيعية متفردة ومتميزة ومنها محمية جبل علبة الخاصة بالحدائق الطبيعية ومحمية دهشور ووادي الحيتان جيولوجية ومحمية قارون أراضي رطبة ومحمية الصحراء البيضاء والأحراش والغابة المتحجرة، كما تضم سيناء العديد من المحميات الطبيعية مثل محمية رأس محمد وجزيرتا صنافير وتيران وبها الشعاب المرجانية النادرة وكل مصادر الحياة البحرية، كما تحوى طائر البلشون والنورس ومحمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل بشمال سيناء التي تعتبر أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم، حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وآسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا، كما تقيم بعض الطيور في المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها، وقد تم تسجيل أكثر من 270 نوعاً من الطيور فى المحمية تمثل 14 فصيلة وأهم الطيور التي تم تسجيلها البجع ,البشاروش ,البلشون ,أبو قردان واللقلق.
وأضاف أن سيناء تضم كذلك محمية الأحراش برفح بمناطق الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى حوالى 60 مترا عن سطح البحر وتغطيها شجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب والنباتات الرعوية، مما يجعلها مورداً للمراعي والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية، كما تعمل على تثبيت الكثبان الرملية والغرود الواقعة داخل نطاق الحماية لتحافظ على أحد أشكال البيئات المهمة لساحل البحر المتوسط ، ومحمية نبق من شرم الشيخ إلى دهب التى تحوى شجر المانجروف النادر الذى يعتبر موقعاً هاماً لتوالد الأسماك واللافقاريات ومستوطنات لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة وتبلغ أقصى ارتفاع لشجرة المانجروف نحو خمسة أمتار ومحمية أبو جلوم.
وطالب "ريحان" بإدخال مصر ضمن منظومة السياحة البيئية وفقاً للمعايير العالمية مثل تايلاند وكينيا لامتلاكها كل مقومات السياحة البيئية كما تمتلك مصر مقومات السياحة العلاجية، حيث يوجد بسيناء وحدها 472 نوعا من الأعشاب الطبية بمنطقة سانت كاترين منهم 42 نوعا من النباتات النادرة والمهددة بالانقراض بسبب انتشار أعمال جمع الحطب للوقود، مما يقضى على هذه النباتات ومنها الهنيدة للقضاء على الحصوة والأملاح والنقرس والساموا لعلاج السكر وطرد السموم والجعدة للمسالك البولية والبكتيريا والوزن الزائد والقيصوم لعلاج الصداع والرمد ومهدئ وزيت الأعشاب المكون من 40 نوعا من العشب ويستخدم مساج للفقرات والمفاصل والخشونة وحساسية الجلد وشاى الروزمارى لإلتهاب اللوز والمفاصل ومهدئ للعضلات واللصف الذى ينبت فى شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلى أوراقه وتبخير المصاب بها والقيصوم وتغسل بمائه العين الرمداء والعاذر يشبه الزعتر لعلاج المغص.
وعن السياحة الاستشفائية ، أكد أن مصر تمتلك مقومات لا مثيل لها فى العالم ومنها استغلال منطقة حلوان وجوها الجاف وكابريتاج حلوان للطب الطبيعى والروماتيزم ويعالج التهاب العضلات الليفى والتهاب الأعصاب والشلل والأمراض العصبية والنفسية والنقرس وأمراض الجهاز التنفسى والأمراض الجلدية والسمنة ، كما تتميز سيناء برمالها الناعمة وعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه ومنها جبل حمام فرعون 240كم من القاهرة يخرج من سفحه نبع كبريتى يطلق عليه حمام فرعون درجة حرارته 57 درجة مئوية وفم النبع الكبريتى تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع في بطن الجبل حيث ينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيداً عن فم النبع تجنباً لحرارته ثم يقتربون من النبع تدريجيا ، مطالبا بحسن استغلال كابريتاج حلوان سياحياً وتحويله لمركز استشفاء عالمي وتسويقه ، وكذلك إنشاء مراكز علاجية بسيناء للعلاج بالرمال والمياه الكبريتية وإنشاء مراكز كبرى بمدينة سانت كاترين لتقنين العلاج بالأعشاب واستغلاله جيدا ومراكز حماية ومنع أعمال التحطيب من اقتلاع الأعشاب لاستخدامها وقود.