ترحيب بإلغاء وزارة الأوقاف وضمها للأزهر ضمن كيان إسلامى موحد.. دعاة: تضارب الاختصاصات يعقد العمل.. وتعدد المؤسسات الدينية يغذي الإرهاب
"عبد العزيز النجار": تعدد المؤسسات الدينية أضر بالدعوة الإسلامية وغذى الفكر المتطرف
"فؤاد عبد العظيم": لابد أن تتحد المؤسسات الدعوية بعيدًا عن الأوقاف
"أشرف سعد": تضارب الاختصاصات بين الأزهر والأوقاف أدى إلى مشاكل كثيرة
تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة التي تطالب بإلغاء وزارة الأوقاف وضم كيانتها إلى مؤسسة الأزهر الشريف بحيث يصبح الأزهر هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة الشؤن الإسلامية داخل الدولة ويصدر عنه لغة واحدة ترتقي بالخطاب الديني وبمستوى الدعاة والأئمة والخطباء.
تتكرر الأزمة بين مؤسستي الأزهر والأوقاف بشكل مستمر في ظل تعارض وتضارب الاختصاصات بين المؤسستين، حيث يعد الأزهر المؤسسة التعليمية الإسلامية الوحيدة في مصر، بينما تتولى وزارة الأوقاف الإشراف على المساجد وتعيين الخطباء والأئمة لها.
وتعد الأوقاف وزارة ضمن الحكومة تخضع لإشراف رئيس الوزراء، بينما شيخ الأزهر يرأس مؤسسة مستقلة، في وقت تتعالي الأصوات الأزهرية مطالبة بضرورة إلغاء منصب وزير الأوقاف وإخضاع الأوقاف لإشراف مشيخة الأزهر.
تعدد المؤسسات الدينية يضر بالدعوة
من جانبه أكد الشيخ عبد العزيز النجار عضو لجنة الفتوى بالأزهر ومدير الدعوة بمجمع البحوث الإسلامى، أنه يتمنى أن يتم ضم الأوقاف إلى الأزهر الشريف فهو المؤسسة الأقدم في التاريخ الإسلامى وأصل كل شيء، وجميع المؤسسات الأخرى منبثقة من الأزهر ، فلابد أن نعود إلى كيان واحد تحت راية الأزهر فهذا يكون أنفع للدعوة الإسلامية وتقوي هذه الجهات بعضها البعض حتى تتمكن من مواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية.
وأوضح مدير الدعوة أن تفتيت المؤسسات المقصود منه إضعاف قوة المؤسسة الدينية بأن يكون هناك أكثر من جهة مختلفة معنية بالشأن الإسلامى مما يسهل التضارب والتعارض بينهم فى التوجهات والفكر، فهذا هو الهدف من تعدد الجهات المعنية بالشأن الإسلامى، فلا يوجد فى أي دولة سوى مؤسسة إسلامية واحدة ولكننا عندنا الأزهر الشريف، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ودار الإفتاء، ولجان الدعوة، مشيرًا إلى أنه الأفضل أن يتم جمع هذه الكيانات تحت راية الأزهر لكي يصبح الرأي واحد ولا يدعي أحد أن هناك خلاف بين المؤسسات الدينية وبعضها مما يضر بالصالح العام.
لابد أن تتحد المؤسسات الدعوية بعيدًا عن الأوقاف
وأوضح الدكتور فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، أن من الممكن أن تتحد الجهات المختصة بالدعوة إنما لا يمكن إلغاء وزارة الأوقاف، فدور الأوقاف لا يقتصر على الدعوة والمساجد فقط فهذا عمل بسيط من مهام الوزارة، فالأوقاف لديها مدريات فى كل المحافظات وإدارات فرعية وهيئة الأوقاف التى يتبعها ممتلكات كثيرة والإشراف على المراكز الإسلامية فى الداخل والخارج.
وطالب وكيل الأوقاف باقتصار عمل الأوقاف على المساجد وهيئة الأوقاف فقط بينما يتم إخضاع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والأئمة والوعاظ تحت إشراف الأزهر بحيث يكون الأزهر المسؤول عن الدعوة وأحوال الدعاة فى الدولة على عكس ما يحدث الآن نجد أن وزير الأوقاف ينفرد بأحوال الدعاة بعيدا عن التنسيق مع الأزهر، وهذا ظاهر فى قضية تجديد الخطاب الديني .
تضارب الاختصاصات بين الأزهر والأوقاف
من جهته قال الداعية الإسلامى أشرف سعد ، إن الأمر أصبح ضروري بإلغاء وزراة الأوقاف وإلغاء هيمنتها على أمور الدعوة والدعاة فدمج الأوقاف أصبح ضرورة ملحة لأن الأزهر هو المسؤول عن إعداد الدعاة وتقديم لهم المناهج التعليمية الدينية بينما وزارة الأوقاف مسؤولة عن المساجد مما يخلق حالة من التعارض من الناحية الفكرية وعدم استمرار متابعة الدعاة، مشيرًا إلى أنه لا بد أن تكون جهة واحدة المسؤولة عن الدعاة والمساجد وما قبل الدعوة فى الداخل والخارج لما يتماشى مع طبيعة الظروف التى تُجتَّث فى المجتمع والبعد عن الأعمال الروتينية.
وأشار الداعية الإسلامى إلى أن تضارب الاختصاصات بين الأزهر والأوقاف أدى إلى مشاكل كثيرة، وعدم قدرة المؤسستين على حل بعض قضايا المجتمع مثل تجديد الخطاب الديني وتصاريح الخطابة للسلفيين والخطبة الموحدة فى الأعياد وصلاة الجمعة.
لسنا في حاجة إلى إلغاء الأوقاف
بينما قال الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقا، إن هناك تناسق كامل بين وزارة الأوقاف من أجل نجاح العمل الدعوي ولا داعي للمطالبة بإلغاء وزارة الأوقاف، موضحًا أن هناك دمج فعلي بين المؤسستين لافتا إلى أن الأزهر معني بتخصصات وأعمال معينة تختلف عن طبيعة عمل وزارة الأوقاف فالكل يعمل فى تخصصه دون تعارض، فإلغاء وزارة الأوقاف يحتاج إلى دراسة محكمة وجهد شاق ولا يمكن عمل ذلك الأن.
وأوضح عبد الغفار أن وزير الأوقاف مجرد مسؤول معين من الدولة لإدارة شؤون الأوقاف، بيما دار الإفتاء جهة مستقلة وليس لها علاقة بالأزهر، فإلغاء وزارة الأوقاف وضم الكيانات الإسلامية فى مؤسسة واحدة سيؤدي إلى سلبيات كثيرة لأن الأزهر الشريف مؤسسة دعوية وتعليمية.