إيديولوجية الحياة (بين الماضي والحاضر)
نعيش فالحياة ونتغلغل فيها بكل مافينا من طاقة، منا من يعيش بطاقة الأمل ومنا من يشعر بطاقة الحب ومنا يعيش بطاقة الطبيعة ومنا من يعيش بطاقة الحزن والخذلان نعم فالخذلان والحزن ايضا طاقة فلا تستغرب فهذا الشعور يجعل منك شخص اخر ينظر للحياة بشكل مختلف، ولكل طاقة شعور مختلف ينعكس على احساسك بالحياة …للحياة طاقات كثيرة وأيدولوجية فكرك وروحك هي من تحدد إنت مع اي طاقة تعيش.
يولد الانسان بفطرته وإيدولوچيته الطبيعية لتبدأ معه الحياة لعبتها وتبدأ التغيير الكلي في طاقته وعقله، فيمر الانسان بعدة مراحل لابد من الدخول فيها دون أن يشعر.
تبدأ المرحلة الأولى وهي إحساسه بكل ما حوله فإذا كانت بيئته سوية سليمة فتبدأ طاقته بالتطوير من نفسها ليصل للروح السامية التي لا تتغير بتغيير أي شيء سلبي من حوله، وهذا قليل ما يحدث.
أما المرحلة الثانية وهي السائدة الآن من حولنا وهي مرحلة تفحيم الفحم من اجل ان يصبح ماسًا وهذه المرحلة جميعًا مر بها منا من يفهمها ومنا لا يفهمها، فجميعنا جعلت منه الحياة بطريقة ما فحمًا يولع كالجمر، ولكن منا من له القدرة على المعافرة ليصل لمرحلة الماس، ومنا من لم يقدر على هذه المرحلة فيتأرجح، فالحياة كالجمر الملتهب.
من منا لم يحلم بأحلام عدة ولم يصل اليها.
من منا لم يشعر بشعور ولم يقدر على تبديله لحدث لكي يطفي لهيبها.
من منا لم يشعر يومًا بالحزن والآسي والانغماس في ذلك الشعور.
من منا لم ينصدم في عزيز عليه، من منا لم يخذل و يبتذل، من منا لم يشعر بإنحدار المجتمع من حوله ويكتشف أن مبادئه تؤرقه في هذا المجتمع.
من منا لم يشعر بالفقد والوحدة.
من منا لم يشعر بالفشل يومًا في عمله او طموحه به، وتعددت الآلام ولكن كلها تمحوها وتعدل منها طاقة الانسان ورؤيته للأمور.
فالحقيقة كل شئ سلبي يمر به الإنسان له عائد إيجابي عليه، فمثلا الآلم يظهر منك القوة، والخوف يجعل منك أشجع في الاصطدام بأمور الحياة أما عن كسره القلب فتجعل منك اكثر حكمة ووعي، فكذلك هي الحياة لكي تعطيك تؤثر منك لتجعل منك ماسًا تبرق في طريق الحياة.
إكتساب طاقة جديدة في الحياة تكمن دائما في تعديل إيديولوجية فكرك اولا:
وأول ما يساعد على ذلك هو تبسيط أفكارك التي تجعل من الحياة أبسط. بالبساطة من الممكن أن تولد كل امر ايجابي يساعد على رؤية جديدة للحياة، وعليك التذكر دائمًا أن الغد أفضل، ولذلك على الشخص أن يبدأ يومه وهو يفكر في قرارة نفسه أن هذا اليوم أفضل من اليوم الذي سبقه وعليه الإيمان بذلك. ومن ثم التخلص من الأفكار السلبية التي تشغل التفكير، والتي كلما زاد التفكير بها تصبح واقعاً، وذلك على غرار قانون الجذب فكل ماتفكر فيه يجذب اليك دون ان تشعر… ومن أهم مقومات وزيادة انتاج الطاقة الايجابية بداخلك هو احترام الجسد بمعالجته، ويكون ذلك باتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وهذا من شأنه أن يطهّر العقل أيضاً.
والاهم هو ترك كل الأمور التي لم تعد تؤدي أي فائدة في الحياة، والتخلص من كل المشاعر السلبية كالحزن، والغضب، والاستياء، والغيرة، والشعور بالذنب فعليك التخلص منها جميعا بكل شئ يريحك كالكتابة على ورق أو التخلص منها أثناء وقوفك تحت الماء.
فهذا يشحن طاقتك من جديد. وعليك دائما التذكر انك انت لا أحد مثلك ولا أحد بعدك فالله جعل منك نسخة واحدة حتى وأن عثرت على شبيهة لك لكنك مختلف عنه فعدم مقارنة نفسك بالآخرين تجعل منك شخص ذو ثقة بالنفس أمام نفسك والجميع.
والأهم أن تكون ممتناً بكل ما تملك حتى لو كانت أشياء بسيطة وذات أهمية قليلة. اما من أكثر الأشياء التي تجعل طاقتك محفوظة وفي زيادة هو التعامل مع المواقف بكل هدوء ومنطقية، حيث أن الطبيعة البشرية عند العصبية تفكر دائما بشكل خاطئ، ولكن عند الهدوء والتريث يجعل منك شخص حكيم وذو قيمة امام نفسك وامام الغير.
فالحقيقة لكلا منا مُعتقدات وأفكار تؤثر على نظرتنا للعالم. ونستطيع أن نقول أنها مجموعة من القيم والمشاعر التي نتمسك بها بشكل كبير، وهي تشبه (الفلتر) الذي نرى من خلاله كل شئ وكل شخص، فعليك دائما من تطويره وفهمه والمعرفة دائما أن إيديولوجية حياتك هي اساس حياتك وعقلك والمحيط بك وأنت فقط من تحدده.