45 مليون شخص يقتربون من حافة المجاعة بالعالم في 2021.. اليمن في قلب تحالف مظلم.. والأطفال يدفعون الثمن
في عام 2021، كان أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع، واقترب 45 مليون شخص من المجاعة بسبب جائحة كوفيد-19 والانكماش الاقتصادي، مما يجعله عامًا "حافلا بالتحديات التي سيذكرها التاريخ."
هكذا وصف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، شو دونيو، الوضع الراهن في رسالته بمناسبة العام الجديد، متعهدًا بالاستمرار في "إنجاز العمل" بمزيد من الجهود الاستثنائية في عام 2022 لتحقيق الفضائل الأربعة: إنتاج أفضل، تغذية أفضل، بيئة أفضل وحياة أفضل للجميع – دون ترك أي شخص يتخلّف عن الركب.
المجاعة والجوع من صنع الإنسان:
كانت الأمم المتحدة قد دقت ناقوس الخطر هذا العام. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "لم تعد المجاعة والجوع متعلقين بالغذاء. هما الآن من صنع الإنسان إلى حدّ كبير – وأنا أستخدم المصطلح عن قصد. وهما يتركزان في البلدان المتضررة من نزاع واسع النطاق وطويل الأمد. وهما في ارتفاع".
وخلال اجتماع لمجلس الأمن في مارس، أشار أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الصراع والجوع هما "تحالف مظلم"، ويعززان بعضهما البعض، ولا يمكن حلّهما في معزل عن بعضهما البعض.
ومن جانبه أشار ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إلى أن أربعة بلدان توجد فيها ظروف شبيهة بالمجاعة، ووصف الوضع بأنه "مأساوي"، لأن "هؤلاء هم أناس حقيقيون بأسماء حقيقية".
وكانت الوكالتان الأمميتان – منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي – قد حذرتا من أن الإغاثة من المجاعة يحجبها الرصاص والبيروقراطية ونقص التمويل، مع بلوغ انعدام الأمن الغذائي مستويات عالية جدا.
وأشارت الوكالتان الأمميتان إلى إعاقة الجهود المبذولة لمكافحة الارتفاع العالمي في انعدام الأمن الغذائي الحاد في العديد من البلدان بسبب القتال والحصار الذي يقطع المساعدات المنقذة للحياة عن العائلات المعرضة لخطر المجاعة.
ومما لا شك فيه، أن عدد الأشخاص الذين يتأرجحون على حافة المجاعة في 43 دولة، ارتفع إلى 45 مليون شخص، وذلك مع ارتفاع مستويات الجوع الحاد في العالم.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن هذا العدد ارتفع من 42 مليونا في وقت سابق من هذا العام، ومن 27 مليونا في عام 2019. وتبلغ قيمة تجنب مجاعة عالميا الآن 7 مليار دولار وهي زيادة من 6.6 مليار دولار كانت في بداية هذا العام.
وقال بيزلي: "عشرات الملايين من الأشخاص يحدقون في الهاوية. لدينا الصراعات وتغير المناخ وكوفيد-19 كل ذلك يدفع بالأعداد إلى الجوع الحاد. وتظهر الأرقام الأخيرة أن ثمة أكثر من 45 مليون شخص يسيرون باتجاه حافة المجاعة."
اليمن على بُعد خطوة من المجاعة:
خلال فعالية جانبية رفيعة المستوى على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة هذا العام، قال منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن الأزمة في اليمن، الذي دخلت الحرب فيه عامها السابع، تتواصل بلا هوادة، مع نزوح آلاف الأشخاص، فيما يقف الملايين "على بعد خطوة من المجاعة".
وفي الاجتماع الذي عقد تحت عنوان: "اليمن: الاستجابة للأزمات ضمن أكبر أزمة إنسانية في العالم"، قال وكيل الشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس لقادة العالم "لقد وصل اقتصاد البلاد إلى أعماق جديدة من الانهيار، وتهدد موجة ثالثة من الجائحة بانهيار نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل في البلاد".
وفيما شدد على أن الفئات الأكثر ضعفا دائما ما "تتحمل أعلى تكلفة" للأزمة، قال إن النساء أكثر عرضة للجوع أو المرض أو التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع قلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، يناضل الملايين من النازحين داخليا يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة.
الأطفال يدفعون الثمن:
حرمت الحرب الكثير من أطفال اليمن من الأمان والتعليم والفرص.
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، خلال الاجتماع: "كل يوم، يتسبب العنف والدمار في إحداث دمار في حياة الأطفال وأسرهم".
ورسمت صورة قاتمة لـ 1.7 مليون شاب نازح، و11.3 مليون شاب يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة و2.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد - ما يقرب من 400،000 منهم معرضون لخطر الموت الوشيك.
وفي كلمته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إنه في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة، هناك حاجة إلى حصص غذائية بمقدار 12.9 مليون دولار؛ ويحتاج 3.3 مليون طفل وامرأة إلى تغذية خاصة، بالإضافة إلى 1.6 مليون طفل في المدارس.
وقال: "نحن ننظر حرفياً إلى 16 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة".
مع وفاة ألف شخص أسبوعيا بسبب نقص الغذاء والتغذية، حذر المسؤول الأرفع في برنامج الأغذية العالمي من أنه إذا لم يتم الحصول على 800 مليون دولار في الأشهر الستة المقبلة، فإن الحاجة إلى خفض الحصص الغذائية قد تؤدي إلى وفاة 400 ألف طفل دون سن الخامسة العام المقبل.
واعتبارا من يناير، سيتلقى 8 ملايين شخص حصصا غذائية مخفضة، بينما سيستمر 5 ملايين من المعرضين لخطر الانزلاق في ظروف المجاعة في تلقي الحصص الغذائية كاملة.
تأتي هذه التخفيضات في أسوأ وقت ممكن بالنسبة للأسر اليمنية التي تعتمد على المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي للبقاء على قيد الحياة.
الأوقات العصيبة تتطلب تدابير يائسة:
قالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "في كل مرة نخفض فيها كمية الطعام، نعلم أن المزيد من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الجوع ويعانون من انعدام الأمن الغذائي سينضمون إلى صفوف الملايين الذين يتضورون جوعا. لكن الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ تدابير يائسة، وعلينا أن نوسع مواردنا المحدودة ونعطي الأولوية للتركيز على الأشخاص الذين هم في أشد الحالات خطورة".
مع تخفيض المساعدات الغذائية اعتبارا من يناير، ستحصل العائلات بالكاد على نصف الحد الأدنى من الحصص الغذائية اليومية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي.
وقد حذر برنامج الأغذية العالمي هذا العام من أن المجاعة موجودة بالفعل في أربع دول. لكن ملايين آخرين معرضون للخطر، مشددا على الحاجة إلى تمويل عاجل ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.