عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

حياة بقلب ميت


كتب علينا أن نحيا حياة أخري غير التي نريدها أن نتخيل الأشياء التي نحبها من بعيد؛ أن تلامس أحلامنا واقعا مريرا لا يلائمنا ولا يتجاوز فكرة كونه إضافة جديدة مملة لحياة شديدة القسوة والرتابة في الحزن الشخص الناضج إنسان كتب عليه الشقاء مدى الحياة فالإدراك مأساة حقيقية لأصحابها الذين لا ينامون؛ لأنه يجعلهم في حالة يقظة دائمة داخل متاهة من الفكر وعدم الاكتراث بجمال أي بداية أو تفاصيل؛ لأنهم ببساطة يعلمون جيداً خبايا الأمور وبواطنها وسطور النهاية بكل مآسيها وأحزانها يراودني سؤال منذ زمن بعيد ما الهدف من الحياة إذا لم نقدم شيئًا نفتخر به

تختلف إجابة السؤال من شخص لآخر كلما سألته فكل واحد منا يرى بعينه حجم الدور الذي يقدمه ومدى تأثيره علي من حوله منا من يرى أنه ضئيل ولا يتجاوز كونه عددا بين أفراد أسرته وآخر يرى أن له دوراً رئيسيا حيويا وكبيرا في تقديم الدعم والتعاون وبين هذا وذاك أشخاص يرون أنهم مضطرون لتجاوز كل المراحل بكل تفاصيلها وبنفس القدرة والصلابة والصمود دون أن يحرك أحد منهم ساكنا؛ فهؤلاء هم الأشخاص الذين كتب عليهم النضج بوصفه الدقيق الذي يحلل المواقف ويعرف الدوافع فلا يبهرهم أي شيء سوى فطنتهم ببواطن الأمور وخباياها؛ فالمصاعب والضغوطات كلما اشتدت على هؤلاء صنعت منهم أما شخصا يصعب هزيمته أو شخصا لا يستطيع مواجهة الحياة بمفرده؛ الأول يعيش في الغالب بقلب متوقف أقرب لقلب ميت لأنه ضائع وسط زحام الفكر والحياة والآخر الذي يرى الحياة بمنظور ضيق لا يتوافق مع أفكاره أو رؤيته للحياة ويكون مضطرا للتماشي مع تلك الحياة التي ببساطة يرفضها فيقع بين جحيم الاستقلال والوحدة وجحيم تقبل العيش مع أشخاص في الحياة لا يحبهم أو يتوافق معهم بأي شكل؛ أما الشخص الثاني فهو شخص ضعيف وهش للغاية تودي به الرياح أينما تشاء كورقة في يوم عاصف؛ شخص لا يستطيع تجاوز أية أزمة وسريعا ما يغرق في بحر أحزانه واستسلامه للواقع المرير وتقبل أمور لا يرغب بها فيموت ويميت كل من معه والموت هنا لا يقصد منه موت الجسد بل هو انطفاء للروح وهي علي قيد الحياة فيترتب عليه موت الإحساس والمشاعر والحب وحتى الكره لا يشعر بأي شيء سوى أنه مجرد عدد في سجلات الحياة لشخص لا فائدة من وجوده أو عدمه فهو مطالب بأن يعيش وفق أهواء الآخرين وبمنظور الآخرين حتي ولو كان مخطئا فهو مستسلم للنهاية التي يتمني أن تقترب لكنه أبداً لا يلحقها.