ولأننا نصمت ونتحمل يعتقدون بأننا لا نفهم
ليس دائماً السكوت من ذهب ، فأحياناً السكوت يهدر الكرامة ويمزق القلوب وجعاً وقهراً على كلمات لو كانت خرجت لما كان وصلنا لحال متدنى من الإهانات
الصمت ليس صديق وفىّ فى كثير من الأوقات فأحياناً التحدث والبوح بما فى داخلنا حتى وإن تسبب فى ألم لمن يقف أمامنا سيكون أرحم ألف مرة من كلمات لم تخرج من أفواهنا وتركناها حتى خرجت من عيوننا ، لماذا دائماً مطالبون بأننا الطرف الذى يضحى ، يصمت ، يتحمل ، من يتعمد إهانة إنسان أو التقليل منه حتى لو كان بإسم الحب يجب أن تتركه على الفور فالإنسان عندما خُلق خلق وحيداً وليس مع أحد فالحياة مستمرة بوجودهم أو عدمه ، كثرة الضغط تولد الإنفجار ولأننا نتحمل أكثر من اللازم حتى نرهق أنفسنا يشعرون أننا ساذجين أو “مغفلين” لا ندرك جيداً خبث نواياهم ، ما الذى يجبر الإنسان على تلك المشاعر البائسة التى تحبط وتهد من عزيمته ، إذهب بعيداً عن أى درب تجد به إنسان يتسبب فى رجوعك للخلف ، لا يدعمك بل يدعم الدنيا والأخرين عليك ، تجده يفعل للغير ما لم يفعله لك ، إذاً توقف قليلاً وإسأل نفسك لما كل ذلك العناء ؟؟ ما الذى يجبر أى إنسان على وجه الأرض أن يتحمل ذلك الإحساس ؟؟ الصمت قد يقتل صاحبه فلا أحد يستحق أن نكتم العتاب خشية أن نخسره فهو عندما أقدم على جرحنا بدم بارد لم يفكر فى خسارتنا من الأساس ، تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل كما ذكرت كثيراً من قبل أفضل بكثير فى التعامل مع الجميع فهو يجعل كل شخص يعرف جيداً حجمه الطبيعى ، فليمضى من يمضى ويأتى من يأتى كل هؤلاء ما هم إلا أشخاص سيكونون يوماً ما من الماضى فلا داعى لأن نضغط على أنفسنا أكثر من اللازم ونقدر من لا يقدرنا ، التغافل عن أخطاء الأخرين تجاهنا سيضر أكثر ما ينفع وأول من يضر هو نحن ففى هذا الزمن أصبحت الطيبة سذاجة وغباء والصمت على المصاعب والمواقف الجارحة التى تصدر من الأخرين تجاهنا يجعلهم يظنون أننا لا نشعر وإن كان الشخص يظن أن حزنه أو كتمانه سيأتى بأمل أن ينصلح أحوال هؤلاء فهو خاطئ فهذا لن يجعل منهم إلا وحوش كاسرة يتمادون قدر الإمكان فى خسارتنا