تجارة بـ"السيرة" وتزييف التراث الإسلامي .. أثر الرسول "يباع ويشترى".. وعلماء ينقسمون حول حقيقة "قدم النبي"
* عالم آثار إسلامية: الحكم على المنحوتات بنوع الخط المكتوب.. وقدم الرسول لم تظهر إلا في القرن الأول الهجري
*"النبراوي": "لما نعرف تبعية المساجد لـ"الآثار أو "الأوقاف" بعدها نعرف نحاسب المسئولين"
*وكيل الأوقاف: يجب محاسبة من زعم بظهور أحجار عليها أثر قدم الرسول
*الأزهر: آثار مصر موجودة بعدد كبير من دول العالم.. ودورنا يقتصر على تأهيل الدعاة
يوم تلو الآخر تهفو القلوب وترق عند سماع أحد الأخبار عن أثر رسول الله "صلي الله عليه وسلم"، ما بين العثور علي ملابسه أو حذائه أو الإناء الذي تناول فيه الطعام، وأخيرًا بين آثار قدميه المطبوعة على كتلة حجرية تم العثور عليها في أحد المساجد بمصر، تلك الأخبار قد يعتبرها البعض مقدسة لا يمكن التشكيك فيها ولكن عندما ينقسم الخبراء على أن آثار قدم الرسول لم تظهر إلا في القرن الأول الهجري، وآخرون لا يستبعدون العثور عليها لا سيما أن آثار مصر ممتدة بعدد كبير من الدول، كان لابد لـ"العربية نيوز"، أن تفجر تلك القضية تحت تساؤل: "تزييف التراث الإسلامي سلعة أم حقيقة؟
من جانبه، يرى الدكتور رأفت النبراوي، عالم الآثار الإسلامية والعميد الأسبق لكلية الآثار جامعة القاهرة، أن الحكم على مثل هذه المنحوتات يأتي من خلال ملاحظة نوع الخط المكتوب به والعبارات المتداولة، وهل هى كانت مستخدمة أيام الرسول- صلى الله عليه وسلم، أم لا؟
وقال "النبراوي"، إن "نقوش قدم الرسول لم تظهر إلا في القرن الأول الهجري على الصخرة التي صعد عليها ليلة الإسراء والمعراج، وأي منحوتات أو غيرها تشير إلى قدم الرسول "صلى الله عليه وسلم"، فهي مزيفة.
وأضاف "النبراوي"، أن مسجد سيدي مرزوق اليماني والذى يوجد بالحسين، مرّ عليه أكثر من 100 عام، ومن هذا المنطلق أصبح مسجدًا أثريًا تابعًا لوزارة الآثار، بجانب تبعيته لوزارة الأوقاف.
وشدّد عالم الآثار الإسلامية، على ضرورة تحديد تبعية المسجد إما للآثار أو الأوقاف، وذلك لمحاسبة المسئولين عن هذه المنحوتات والتي تستغل من أجل الربح المادي.
وأشار "النبرواى" إلى أن أصحاب آل البيت لهم شعبية كبيرة، فكثير منهم من يقوم بإقناع المواطنين بأن هذه فعلاً أقدام الرسول "صلى الله عليه وسلم"، من أجل الحصول على ربح مادي منهم من يريد أن يتمسح بقدم الرسول "صلى الله عليه وسلم".
محاسبة وعقاب
ووصف الدكتور شوقي عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، تلك النقوش قائلاً: "إن الكتل الحجرية الموجودة بهذه المساجد والمنقوش عليها قدم الرسول "صلى الله عليه وسلم"، مزيفة وغير حقيقية".
وأضاف "عبد اللطيف"، أنه لابد من توجيه خطاب لوزارة الأوقاف يتم التلبيغ فيه عن هذا الحجر، مشيرًا إلى أنه يتم استغلاله من أجل الكسب المادي، فكثيرون يعزفون على وتر الدين فى كسب قلوب المواطنين ومُحبي الرسول "صلى الله عليه وسلم"، للتمسح بهذا الحجر.
وشدّد وكيل وزارة الأوقاف، على محاسبة من قام بزعم أن هذه الأحجار فعلا مرسوم عليها قدم الرسول "صلى الله عليه وسلم".
استغلال مادي.
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة شيخ الأزهر، إنه من الوارد أن تكون هذه الأحجار والمنحوت عليها قدم الرسول حقيقية"، مشيرًا إلى أن آثار مصر موجودة بعدد كبير من دول العالم، ومن الممكن أن تأتي مثل هذه الأحجار إلى مصر.
وأضاف أن المسئولية فى الكشف عن حقيقة هذه الأحجار تقع على وزارتي الآثار والأوقاف، مؤكدًا أن دور الأزهر يقتصر فقط على تخريج الدعاة وتأهيلهم.
يقول الشيخ مصطفى زايد، المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية، إن "وجود كتل حجرية نقش عليها نحت يمثل طبعة لأقدام النبي "صلى الله عليه وسلم" حقيقية أم مزيفة، شيء لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فقد وجدنا منذ صغرنا أن هذه الآثار موجودة في بعض المساجد، خصوصًا المساجد التي توجد بها أضرحة لصالحين كضريح سيدي أحمد البدوي بطنطا، ومسجد سيدي مرزوق اليماني بالجمالية بالقاهرة، ولا نعلم متى أتت هذه الآثار، وكيف أتت ومن أي مكان تم إحضارها؟
وأضاف المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية، أنه يعد استغلال عشق المصريين وتعلقهم الشديد للنبي الكريم، فتم استقدام هذه الآثار سواء كانت حقيقية أو مزيفة لشيء ما في نفس مستقدمها من أجل الاستغلال المادي.