حياة كريمة في دولة 30 يونيو
لم نكن نتوقع نحن أبناء الريف، أن تأتي حكومة تحقق لنا أبجديات الحياة، ماكنا نحلم، أن ترصف الشوارع، وتنير أعمدة الكهرباء في الطرق، دون طلبات أو توصيات من السادة النواب، وماحلمنا يوما أن يدخل الغاز الطبيعي، أقصى الريف، أو حتى في الصعيد الجواني، كخطوة جديدة على مجتمعنا.
في 2014, أعلنت الحكومة عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي عانينا منه سنوات طويلة، ونزال نعاني حتى الآن، في بداية خطوات الدولة لرفع الدعم، وتحرير سعر الصرف، وماتلاه من إجراءات أحدثت تغييرا كبيراً في طبقات المجتمع، واختفاء الطبقة المستوردة، والتي ينتمي إليها غالبية المصريين، ومنذ ذلك التوقيت، وحتى الآن، مياة كثيرة جرت في النهر، فلم يمشي المصريون على الحرير، وغابت أساسيات الحياة عن بيوت كثيرة، حتى حرموا ماكانوا يحصلون عليه من ضروريات الحياة.
ولأن 2020، لم ولن تكون 2011، ولايمكن لها أن تعود، فالحياة الرخيصة في زمن مبارك لن تتكرر، وفوضى حكومته لن تعود، لن تعود نفوذ نظامه، ولاحتى حصانة نوابه، لن أتهم فترته بالفساد، بقدر ما أحكم عليها بالحرمان، حرمان من الخدمات البسيطة، حرمان من التنمية الحقيقية، التي غابت أكثر من 30عاما، أرهقت أنظمة الحكم التي أعقبته، كنت واحداً ممن أشفق على الرئيس الذي يأتي خلفا للثورة، كنت على يقين أن مهمة الرئيس الجديد شاقة، ولن تكون كما الماضي، وجاهة ممثلة في بدلة سوداء ورابطة عنق حمراء، يتخللها قميص أبيض، كنت واثقا أنها أحلك فترات عصرنا الحديث.
خاصة وأن شعار الثورة، وكلماتها دائماً ما طالبت.
ب_ "عيش، حرية، عدالة اجتماعية", لم نرى ماردده الثوار، ولم نشعر بما طالبت به قوى الثورة والأحزاب، إلى أن أوصلتنا الطرق، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتترك لنا" حياة كريمة" ، بمفهومها الشعبوي المتعارف عليه.
مبادرة رئيس الجمهورية، حياة كريمة، هي مبادرة رئاسية، لا دخل لأحد بها، لانواب، ولاسياسيين، لامن قريب، ولابعيد، لم تقتصر عجلة التنمية على مشروعات حياة كريمة ، لتمتد إلى المشروع القومي لتنمية الريف، وسأخصص له مقالا في الحلقة القادمة، للتعريف به.
بدأ العمل بمبادرة حياة كريمة، في 29 نوفمبر 2020 ، قامت الحكومة بالتنفيذ في 2 ديسمبر 2020، واختيار المراكز الإدارية المستهدفة للمرحلة الجديدة لمبادرة حياة كريمة ، بعدما تم التوافق على توسيع نطاق العمل ليشمل مراكز إدارية بالكامل وعدم الإكتفاء بتطوير تجمعات ريفية محدودة ، وبما يضمن تقديم حزم متكاملة من الخدمات ويضمن استفادة كافة السكان الريفيين.
اختيار المراكز جاء بعد التنسيق مع المحافظات والوزارات المركزية وتطبيق معايير أولوية التنمية التي تم التوافق عليها والتي تضمنت نسبة سكان ريف المركز من إجمالي السكان ، نسبة فقراء ريف المركز، من إجمالي سكان ريف المركز ، تركز عدد القري الذي يزيد فيها الفقر عن 55% في المركز ، نسبة تركز قري مراكب النجاة ، معدلات الأمية والأسر التي تعولها إناث والتغطية بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي.
المشروع القومي لتطوير الريف، يعد واحداً من أهم البرامج التنموية في التاريخ المصري الحديث ، حيث لم يسبق لأي حكومة في تاريخ مصر أن تصدت بتطوير الريف المصري بالكامل الذي يعيش فيه حوالي 57% من سكان مصر من خلال رصد موازنة غير مسبوقة تبلغ 515 مليار جنيه وفقاً لما أعلنه رئيس الجمهورية.
خطة الدولة، ضمن حياة كريمة، تتضمن كافة مشروعات البنية الأساسية، من: الصرف الصحي ، وتدعيم وإحلال وتجديد شبكات مياه الشرب ، مد شبكات الغاز الطبيعي وشبكات الاتصالات المحدثة ورصف الشوارع الرئيسية والطرق الواصلة بين القرى وتوفير خدمات الإنارة العامة.
أعتقد أنه آن الأوان لهذا الشعب ليجد من يحنو عليه، أرى أن الفترة المقبلة، ستشهد رد الجميل لشعب صبور، تحمل فوق طاقته، وقف بجانب دولته، تحمل مشقة الإصلاح الاقتصادي، ولابد للمقاتل أن يلقي فضل شهادته، وللمزارع أن يجني ثمار زرعته.. حتى تكون حياة كريمة تليق بنا في دولة 30 يونيو التي اخترناها ودعمناها، ونتمنى منها الكثير... وللحديث بقية،،،