2021.. عام فيه يغاث الناس وفيه يفرحون
وقف يوسف عليه السلام، أمام القوم ليفسر لهم، رؤية ملكهم، الذي رأي سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، واسترسل يوسف في تفسير رؤيا الملك، حتى قال: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
لو حق لنا أن نستشهد بتفسير يوسف عليه السلام، لنطبقه على عامنا الميلادي الجديد، 2021 ، الذي تفصلنا ساعات قليلة عن بدايته، وهنا أتسائل: هل نحن بحاجة إلى يوسف جديد، حتى يؤكد لنا أن العام المقبل سيكون أفضل بكثيرا عن سابقه؟، أعتقد أننا بحاجة لذلك.
عانينا كثيرا، تعبنا، العالم كله اشتكى، الكورونا تحاصر الجميع، لاتعرف ربًا، لارحمة لديها، تلتهم الصغير قبل الكبير، الكهل قبل الصبي، لادين لها، ولا رحمة في تعاملاتها، كل مانستطيع أن نفعله هو التضرع إلى الله حتى نخرج من الأزمة التي تعتصرنا جميعا.
نطلب من الله، أن يكون 2021، عاما يغاث الناس فيه، نطلب من الله أن يكون عام الإغاثة والنجاة، النفوس ضجت، والأمال تكاد تتحطم، لكننا نرى بصيص الرحمة، ويقين الأمل، أن الله لن يتركنا نصارع شبح مجهول، لاهوية له.
المؤشرات الحالية تؤكد أننا أمام خطر كبير، يستدعي منا جميعا الحيطة والحذر، يلزمنا أننا نلتزم حتى نخرج بأقل خسائر، الخسائر هنا، لن تكون مالية، لكنها ستكون أكبر بكثير، لأن الخسارة تصل إلى حد الموت.
حقا لن نفقد الأمل، لكننا لابد أن نعايش الواقع، لابد أن نتعلم من لغة الأرقام، فكما يقال قلمّا تخطأ لغة الأرقام، فجميعها تشير إلى تزايد ملحوظ في حالات الإصابة بكورونا، جميعًا يتابع عن كثب يوميًا وبشكل أـساسي، أعداد الكورونا ليس في مصر بل في العالم كله، ودعني أتحدث بحق، إن مايعلن من أرقام كلها نسب تقاربية، لكن الحقيقة تقول أن نسب الإصابة بالكورونا في العالم كله، ليس مصر وحدها، أضعاف مايعلن عنه، لذلك وجب على الجميع، الإلتزام، لننجو من الجائحة.
إذًا كيف ننجو، نتذكر جميعا حديث أصحاب، السفينة، الذين ثقبوا المركب حتى لايأذوا جيرانهم، وكانت النتيجة أن غرقت السفينة، لذلك نقول، أننا في سفينة، لكننا جميعا مطالبين، بحماية بعضنا حتى ننجو وتبحر السفينة لنصل إلى بر الأمان، نحن بحاجة إلى الخوف على بعضنا البعض، من كان يستشعر بمرض، عليه أن يعتزل الناس، لاتترك كمامتك، فهي طوق نجاة، تعلق بها، كغريق يتعلق في قشة وسط أمواج البحار، إجعلها سبيلاً للنجاة، حتى نعبر الأزمة.
الأرقام توضح أننا في خطر، وأننا نصارع شبحًا مجهولا، لابد لنا جميعًا أن نحافظ على أنفسنا أولاً، ثم أهل بيتنا ثانيا، لنجنب الجميع، الإصابة بفيروس لعين، نتمنى، ونأمل أن تكون 2021، عام فيه يغاث الناس، وفيه يفرحون.. وللحديث بقية.