بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميريكية.. "بايدن" يُعلن عن اسماء الحكومة الجديدة.. بينهم مفاجآت
منذ أيام أعلن الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن عن تشكيل حكومته الجديدة ووعد بأنها ستمثل أمريكا أولا وعلى حد وصف صحف أمريكية وأوروبية بأنه شكل فريقا من خريجى أوباما على اعتبار معظم التخصصات التى عملت مع الرئيس السابق ورأت الصحف أن اختيار بايدن للفريق يشير الى تغير فى السياسة الأمريكية وبالاخص الخارجية باختياره مستشاره السابق انطونى بلينكن.
فى هذا التقرير سنتعرف على ابرز المرشحين لحقيبة تلك الحكومة وماهى السياسات المتوقعة فى الشرق الأوسط؟
ادارة بايدن.. حرس قديم بزى جديد
مع اقتراب توليه الحكم فى العشرين من يناير 2021، فقد أعلن رسميا عن هذا التشكيل وبحسب ماجاء فى بيان فريق بايدن أن الفريق سيشمل كافة أطياف المجتمع الأمريكى ونقلا عن موقعهم فقد أسندت الحقائب الوزارية الأتية الى هؤلاء الاشخاص:
جون كيرى
من مواليد مدينة أوروا فى كولورادو من العام1943 و تخرج من جامعة بيل تخصص العلوم السياسية عام1966 وهوسياسى أمريكى شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الثامن والثمانين من عام 2013 الى عام 2017 وهو يتبع الحزب الديموقراطى وكان المرشح الديموقراطى فى الانتخابات الرئاسية عام 2004 وخسر أمام الرئيس الجمهورى جورج دابيليو بوش وحاليا تم تعيينه المستشارالخاص لبايدن لشئون المناخ.
أنتونى بلينكن (صديق اسرائيل)
ولد فى نيويورك لأبوين يهوديين أما جده الأكبر مئيربيلنكن فهو مولود فى كييف ابان عهد الامبراطورية الروسية وتلقى تعليمه يهوديا دينيا نموذجيا قى التوراة ولم يكن يتحدث سوى لغة الايديش ويعدأحد أبرز كتاب تلك اللغة .
فى التاسعة من عمره انتقل الى باريس وبعد طلاق والديه تزوجت والدته من صموئيل بيسار وهو أحد الناجيين من مذبحة الهولوكست، وبحسب كلامه ان الوقت الذى قضاه فى باريس بجانب والده قد حفزه على العمل الدبلوماسى.
درس القانون بجامعة هارفرد ثم حصل على الدكتوراة بالقانون من كلية الحقوق بجامعة كولوكبيا عام 1988 عمل فى مجال دراسته لفترة بعد تخرجه ثم انخرط بالعمل السياسى.
فى عام 1999 تولى منصب المدير الأول للشئون الأوروبية والكندية الى جانب عمله مساعدا خاصا للرئيس بيل كيلنتون حتى عام 2001.
ومن العام 2009 حتى عام 2013 بدأ كمساعد للرئيس كما تولى منصب نائب مستشار الأمن القومى من عام 2013 وحتى عام 2015 والى جانب الوظائف التى تولاها كان بيلنكن عضوا فى الفريق الانتقالى الرئاسى لأوباما كما شارك فى الحملة الانتخابية لجو بايدن.
تم اختياره وزيرا للخارجية فى الحكومة الجديدة
جيك سوليفان
محامى أمريكى ولد فى 1976 بمدينة برليتجون بولاية فيرمونت الأمريكية وحصل على شهادة البكارليوس فى القانون من جامعة بيل ودرجة الماجستير من جامعة اكسفورد.
يعد أحد مستشارى بايدن للسياسة الداخلية ولديه خلفية واسعة فى السياسة الخارجية كما أنه شغل منصب مستشار الأمن القومى لبايدن خلال الولايات الثانية للرئيس السابق باراك اوباما.
كما كان يشغل منصب رئيس التخطيط السياسى ونائب رئيس موظفى هيلارى كيلنتون عندما كانت وزيرة للخارجية ويعد احد أعضاء مجموعة من المسئولين الذين التقوا سرا مع مسئولين ايرانيين عام 2013 لبدء التواصل الدبلوماسى الذى أدى فى النهاية الى الاتفاق النووى.
كما شغل المستشار السياسى لحملة بايدن وتم اختياره بمنصب المستشار للامن القومى الأمريكى.
ليندا توماس
ولدت فى بيكر ولاية لويزيانا عام 1952 وحصلت على شهادة فى الحقوق والفنون من جامعة ولالية لويزيانا وماجستير الأداب من جامعة ويسكوتشن ماديسون
كما عملت مساعدة لوزيرة الخارجية الأمريكى للشئون الأفريقية فى مكتب الشئون الأفريقية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية فى الفترة فى عهد أوباما من 2013 الى 2017 وهى كبيرة المستشارين فى مجموعة البرايت ستوبنريدج بالعاصمة واشنطن.
كما أنها قادت السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء خلال أحداث عصيبة مثل تفشى فيرس الايبولا وشغلت منصب السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة.
أفريل هاينز
هى محامية أمريكية ومسئولة سابقة ولدة عام 1967 بنيويورك درست الفيزياء النظرية بجامعة شيكاغو وتخرجت منها عام 1992 وبعد انهاء دراستها التحقت بمركزالقانون جامعة جورج تاون وحصلت على الدكتوراة فى القانون 2001.
وبدأت عملها السياسى فى عام 2007 بتوليها منصب نائب كبير مستشارى اللجنة للعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ واستمرت فى هذا المنصب لمدة عام.
وبعام 2013 كانت اول امرأة تشغل منصب نائب مدير الوكالة الامريكية للاستخبارات وهو المنصب التى تركته عام 2015 الا انها لم تنسى مجال دراستها الاساسى فى عام 2018 تم تعيينها بختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوكينز.
تم تعيينها فى الادارة الجديدة بمنصب مديرة الاستخبارات الامريكية
اليساندرو مايوركاس
أسبانى الأصل عمره 60 عاما المولود فى هافانا والذى كان مشرفا على قضايا الهجرة وهو كان مدعى سابق مناهضا للعنصرية وتم اختياره بمنصب مدير الأمن الداخلى بالحكومة الجديدة
سياسات بايدن المتوقعة فى الشرق الأوسط؟
لم يكن اختيار جو بايدن فريق السياسة الخارجية والأمن القومى الذى يعتزم تعيينه مفاجأ خاصة بعد ترشيحه اسم انتونى بلينكن لمنصب وزير الخارجية بعد سنوات طويلة من خبرته المشتركة مع جوبايدن فى السياسة الخارجية بالاضافة انه كان ملاصقا لبايدن خلال حملته الانتخابية وساعد فى تأسيس مؤسسته بعد مغادرة البيت الأبيض لهذا لن يشك احد فى أنه سيتحدث باسم بايدن حول العالم.
ومثلما كان بيلنكن مختلفا عن تيريلسون وسوليفان عن مايكل فيلن الذى عينه ترامب ولم يمل شهرا فى منصبه بعدما اعترف بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالية الذى حول محادثته مع الروس فان ليندا توماس ستكون مختلفة عن نيكى هايلى كسفيرة أمريكية بالأمم المتحدة.
الوضع التركى.. بعد ترامب
يواجه الرئيس التركى رجب طيب اردوغان استحالة التأثير على القرار الامركى فى عهد جو بايدن, ولكن يرى محللون أن الرئيس جو بايدن ماان يتولى منصبه سيحاول اقامة علاقات تستند الى قواعد أكثر صرامة مع هذا الحليف الاستراتيجى فى حلف شمال الأطلسى.
فقد امتنع اردوغان وحكومته حتى الأن من التعليق على فوز بايدن الذى أعلنته وسائل الاعلام امريكية مما توقعت أسلى ايدينتاس من مركز الأبحاث التابع للمجلس الأوروبى للعلاقات الدولية "فى عهد بايدن ستنطلق العلاقات بين واشنطن وأنقرة على الأرجح بتوقر وترقب".
كما أن البلدان يختلفان بشأن قوات كردية مدعومة من واشنطن فى مكافحة لتنظيم "داعش" فى سوريا الا أن العلاقة الشخصية بين ترامب وأردوغان ساهمت فى الحد من تلك الأضرار.
ويرى سام هيلير الخبير المستقل بالشؤون السورية" أن ادارة بايدن ستكون متساهلة الى هذا الحد مع تركيا بشأن سوريا ومسائل اخرى"
كما أن هناك عقبة أخرى تتمثل فى رفض واشنطن تسليم رجل الدين فتح الله جولن المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية والذى تقول أنقرة انه دبر الانقلاب الفاشل عام 2016.
ومن بين القضايا التى لاتزال قائمة شراء تركيا منظومة دفاع صاروخى روسية (اس 400) وهو ماقد تواجه بسببه أنقرة عقوبات أمريكية وكانت ادارة ترامب قد تجنبت حتى الأن فرض عقوبات وعلق اوقطاى نائب الرئيس التركى خلال لقاءه مع قناة (كانال7 ) ان انقرة تأمل فى أن تحجم ادارة بايدن ايضا عن اتخاذ خطوات احادية الجانب.
وعلى هذا المنعطف فان بلينكن سيواجه مهمة اتباع نهج أكثر صرامة مع تركيا بسبب سياساتها التوسعية فى شرق المتوسط ومناطق أخرى مجاورة.
الملف الايرانى
بعد أن فرض ترامب عقوبات قاسية على ايران وانسحب من الاتفاق النووى الذى وقعته طهران والقوى الدولية , يبدوا من الوارد أن يتبع بايدن نهجا مغايرا لكونه كان نائبا لباراك أوباما الذى يرجع له الفضل فى التوصل للاتفاق الموقع فى 2015 الذى كان لبلينكن دور رائدا بها وقال طوال حملة بايدن ان قرار ترامب فى الانسحاب من الصفقة 2018 قد وضع اسرائيل فى خطر اكبر مع ايران
وحسبما أكد لصحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس المنتخب جو بايدن ينوى ان يطلق بسرعة مفاوضات جديدة مع ايران بالتشاور مع حلفاء واشنطن وتابع مصدرها ان ذلك سيحدث فقط بعد عودة الاتفاق النووى الايرانى تالذى انسحب منه دونالد ترامب.
وكان بايدن قد كتب فى سبتمبر مقال مفاده اذا "احترمت طهران مجددا القيود المفروضة عليها بخصوص برنامجها النووى فى الاتفاق المبرم 2015 ستعود واشنطن بدورها الى الاتفاق كنقطة مفاوضات وصفها بانها متابعة والعودة الى الاتفاق تعنى رفع العقوبات الصارمة التى فرضها ترامب منذ انسحابه من الاتفاق فى 2018 وردا على تلك العقوبات تراجعت ايران تدريجيا عن تعهداتها النووية.
وقد ذكرت الصحيفة ان بايدن يرغب فى توسيع المباحثات لتشمل دولا لم توقع اتفاق 2015 كالولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايران بما فى ذلك الدول المجاورة لطهران كالمملكة العريبة السعودية والامارات.
ولكن بلينكن فى مقابلة له مع موقع (جيويش انسايدر) يرى انه اذا تم تجديد تلك الصفقة وعلقت العقوبات فى الجانب النووى فسوف تواصل الولايات المتحدة الامريكية العقوبات غير النووية التى فرضها ترامب كنوع من التحوط القولى ضج سلوكها العدوانى فى مناطق اخرى بالشرق الأوسط والعالم فضلا عن انه من الصعب انهائها سياسيا وفنيا.
ومن المرجح أن يتم تعقيد ذلك الاتفاق النووى الذى دعا اليه بايدن مع طهران بعد مقتل العالم النووى الايران "محسن فخرى زاده" الذى اتهمت امريكا بمقتله عى حد تعبير أحد المسئوليين الايرانيين غير انه لا توجد اي جهة اعلنت حتى الأن مسئوليتها .