عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

موت على الأسفلت.. وجثث تحت تصرف النيابة



"لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون عندالله من إراقة دم إمرئ مسلم"، أحاديث كثيرة، وأيات قرآنية أكثر، تحدثت عن القتل، وعنفت من يشارك أو يدعم، أويساعد، و لن أتحدث هنا عن حرمة سفك الدماء، ولن أقف خطيبًا مُجّرمًا من يسهم في قتل الأبرياء، فالمقام جلل، لكني أتحدث عن مافيا الطرق، عن أكلي لحوم البشر، عن معدومي الضمير، الذين استباحوا وأحلوا ونهبوا وسرقوا، والضحكة ترتسم على وجوههم.
عبدة الشيطان، نعم، هم عبدة الأموال، هم سارقوا الفرحة، من على شفاة الأُسر والعائلات، أتحدث مخاطبًا كل مسئول تباطئ في مهام واجباته الوظيفية، لكل شركة قللت من مواد الخام، لتكثر من أرباحها، عن من تسببوا في حوادث الطرق، لتحقيق أرباح مادية، مؤقتة، زائلة ومنتهية، دائمًا تنتهي بحبس أصحابها وايداعهم داخل السجون.
كل يوم، بل كل ساعة، نستطلع أخبارًا بوقوع حادث تصادم، يسفر عن ضحايا ومصابين، بين جنون السرعة، وبين الإنفلات الأخلاقي، جنون السرعة، يؤدي نفس غرض الإنفلات الأخلاقي، وهو نتيجة واحدة الموت على الأسفلت، لكن الحالة العامة من تردي حالة الطرق،تسهم في زيادة عدد الحوادث، الإنفلات الأخلاقي، من بعض المسئولين عديمي الضمير، الذين لم يشغلهم سوى التربح أكثر وأكثر من مشروعاتهم.
لاتوجد لحظة، أصعب على الإنسان، من لحظة وفاة صديق أو عزيز على الطريق، نتيجة حادث، ويُحرم من رؤيته إلا بعد إكتمال الإجراءات القانونية، لتصبح "الجثة تحت تصرف النيابة"، وهنا ينقلب الحال، ليصبح الظالم،ة مظلومًا، والمظلوم، ظالمًا، يصبح القتيل مخالفًا، ويصبح عديمو الضمير هم رسل الله إلى البشر، تختل الموازين، بسبب غياب الرقابة.
الدولة، بكل مؤسساتها، وأنا شاهد عين على ماتم تخصيصه من أموال لإعادة تطوير الطرق، من وزارات وهيئات، بدأت خطة تطوير الطرق، مليارات الجنيهات رُصدت لإصلاح الطرق، آلاف الشركات وُكِلت إليها مهام البدء الفعلي في رصف وإصلاح الطرق،
لكن يبقا دائمًا الشيطان، يبقا دائمًا، القلق، يبقا دائمًا، حب المال، ليصبح العنصر الحاسم لأي معركة، لتكون النتيجة أن ملياارات الأموال توفرها الدولة، وتخصصها لرصف الطرق، وفي الأخير، وقوع مئات الحوادث في مختلف المحافظات، والمسئول الأول والأخير عن ذلك هو الموظف المسئول الذي تقاعس عن متابعة أعمال شركة الرصف التي تولت التنفيذ،.. هنا لا ألوم الدولة، لكني ألوم رأس الحادث، لا ألوم الحكومة.. بل ألوم ممثل الحكومة في هذا الإقليم.
بكل أريحية يمكنني القول، أن المحافظ هو المسئول عن ذلك، المحافظ باعتباره رب البيت، باعتباره كبير العائلة، هو المسئول.. وهنا أتسائل هل يجوز لرب البيت أن يتكاسل عن حماية أفراد بيته؟؟ هل يمكن لكبير العائلة أن ينام مرتاح البال والضمير؟؟، وبعض الطرق لم ينتهي من رصفها رغم تخصيص الأموال المخصصة لها؟؟.. أسئلة كثيرة، إجابتهات سترحم العائلات.. إجابتها ستشفي صدور الأمهات التي فقدت أبنائها، والزوجات التي فقدت أزواجها موتًا تحت عجلة السيارات، وفوق الأسفلت..
فيا أيها الذين تملكون زمام الأمر، ارحموا المواطنين، يا أيها الذين تتابعون المشروعات، راعوا ضمائركم.. يا أيها الشركات التي تنفذ رصف الطرق أتقوا الله فيما تبقى.. وللحديث بقية..