أزمة في تركيا.. والسر "آيا صوفيا"
أزمة دبلوماسية مثارة مع تركيا بسبب متحف آيا صوفيا، في ظل محاولات تغييره سواء كان ذلك التغيير إلى مسجد أو كنيسة.
وشيّد البيزنطيّون كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس الميلادي في تركيا، والآن أمامها خمسة عشر يومًا كي تصبح مسجدًا بعد أن نظرت الخميس أعلى محكمة إدارية في البلاد بطلب لإعادة تحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة إلى مسجد.
وهي خطوة يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تتحقق رغم معرفته بالمشاكل والتوتر الذي قد يحصل والأزمة التي قد تنشأ من عدة دول، والجدير بالذكر أن محاولات قديمة سعت منذ عام 2005 إلى تحويل الكنيسة إلى مسجد ولكنها بات بالفشل.
وبعد الاجتماع الذي عقد يوم الخميس، رفض النائب العام طلب المنظمات، في وقت يرتبط أي قرار بشأن آيا صوفيا بمجلسي الوزراء والرئاسة. وتخوفًا من أي جدل أو توتر خارجي قد يحدثه هذا التغيير، دعت الولايات المتحدة الأربعاء تركيا إلى عدم المساس بوضع آيا صوفيا، لكن رجب طيب أردوغان بدا متمسّكًا ومشجعًا على تحويلها إلى مسجد، بعدما كان قد اعتبر فكرة تحويلها إلى متحف خطأً كبيرًا.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء الماضي "نحض السلطات التركية على أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، تجسيدًا لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني، التي ساهمت في صنع الجمهورية التركية، وأتاحت لها أن تبقى منفتحة على الجميع ".
منذ وصول إردوغان إلى السلطة في 2003، تزايدت النشاطات المرتبطة بالإسلام داخل هذا الموقع الذي تنظم فيه حلقات لتلاوة القرآن أو صلوات جماعية أمامه.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية رأي مواطنين أتراك في هذا الإجراء، ويحلم صانع الأحذية التركي محمود كارغوز (55 عامًا) بالصلاة يوما ما في آيا صوفيا.
وقال "إنها إرث أجدادنا العثمانيين. آمل بأن تسمع صلواتنا ويجب أن نضع حدًا لهذا الحنين ".
في هذا الصدد، اليونان التي تراقب الارث البيزنطي في تركيا عن كثب، عبرت عن قلقها بشأن التشاورات الأخيرة المتعلقة بتحويل متحف وكنيسة آيا صوفيا إلى مسجد من قبل المنظمات التركيّة. كما استنكرت فرنسا قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد معتبرة أن المكان بجب أن يبقى للجميع فيما اعتبر بعض الأتراك أن هذا القرار هو مؤذٍ للسياحة التركية، في وقت يقصد ملايين السياح هذا الموقع سنويًّا.
ونشر بعض روّاد آيا صوفيا صورهم على موقع انستغرام، مشيرين إلى جمال المكان وأهميته كموقع سياحي مرغوب لدى الجميع.
ورأى أنطوني سكينر من المكتب الاستشاري "فيريسك مابلكروفت" أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يمكن أن يسمح لإردوغان بإرضاء قاعدته الانتخابية وإثارة غضب أثينا التي تقيم علاقات متوترة أصلا مع أنقرة، واستعادة الماضي العثماني.