الرحلة قد تكون في المسافة The journey may be in the distance
دائما الشئ العلمي البحت الذي نكتسبه في جميع حياتنا و دائما يرتبط بالعامل الأساسي في الحياة هو النجاح والمثابرة فييها فأول ركن في هذا هو المسافة أي شئ تراه مرتبط بالوقت. المجهود. الهدف. العامل الأساسي الذي سيعود عليك من انتفاع تلك المسافة للشئ الذي تريده.
حياتنا عباره عن رحلة كبيرة تعيش فينا ونعيش فيها، فهل ياترى من سينجح ويجعل نفسه يعيش في داخلها لا تعيش فيه اعتقد انه مكسب كبير جدا ان تكون إنسان نجحت في تطويع الحياة لأهدافك وطموحاتك ومبادئك حتى ثغراتك.
اعلم انه شئ ليس بهين قط ولكننا نحتاج أن نكون إنسان يقدر على إرضاخ الحياة له.
اعلم ان بها حلوها ومرها شغفها وبرودتها فرحها وحزنها لكن كونك مخلوق من روح الله قادر على التعايش بتلك النظرية وهي إلقاء نظره دائما على أي مسافة مرتبطة بأشيائك بالحياة وأنك قادر على تغيير أي شئ في مركب الرحلة ( الحياه )
من منا لم يكن له حلم ‘ من منا لم يوضع لنفسه هدف يوما ما، الطفل يحلم أن يكبر ‘ والأب يحلم بالعيشه الرخاء ‘والابن بالحياة الكريمة وغيرها الكثير والكثير من الأهداف سواء اليوميه او العمرية .ولكن كم منا يصل لأهدافه وتحقيق احلامه ؟!
هنا مربط الفرس في رحلتك فالحياة هناك عامل مشترك كبير موجود في كل شئ في حياتك وهو المسافة .
فهناك من يحددها بوقت وهناك من يحددها بالكيلومترات وسواء هذا او ذاك ففيها يتغير كل شئ في الحياة فكم منا يلاحظ تغيير فكره لديه او مبدأ او معتقد او هدف فقط في بعد مسافة ما (والقاسم المشترك بين الحياة ورحلتها هي اللقاء النظره علي مسافات تلك الرحلة)
في واقع الأمر أرى أن الرحلة تكمن في ما اكتسبه من خبرات ومهارات او علاقات حياتية، فكم منا من يسافر في أعماقه لذاته فيبدأ بالبحث عن نفسه الداخليه، فكم منا من يسافر لروحه ليبحث عن السلام الداخلي لها، فكم منا من يسافر في كتاب ما للوصول لهدف ما يبحث عنه، وكم منا من يسافر كيلومترات ليكتشف نفسه في بلاد ذو طابع آخر وعلم وتقاليد مختلفة .
كلنا نبحث عن ما يجعل رحلتنا في الحياة ذو بصمة وذو رؤية مختلفة .. من اجل ذلك يجب أن يطور الإنسان قدرته على تطويع ذاته من أجل قيمة معينة يكتسبها في تلك الرحلة ومسافاتها .. بمعنى أن يقدم أولوياته على حاجاته ورغباته ..
فقد قيل أن المنتصر على نفسه أعظم من فاتح مدينة .. ولعل هنا أحد أهم أوجه هذا الإنتصار وهو بصيرتك على أن نجاحك دائما في ما نكتسبه في تلك الرحلة.
ونحن في الرحلة نتغير دائما فلا نعود ابدا مثلما كنا وهنا مركز حياتنا فكم منا يقدر علي ان يكون زعيم ذاته ونفسه دون الرجوع لأي من ظروف الحياه .
ففي سفرك تتعلم كيف تكون ممتن وكيف تكون مقدر لكل موقف يمر عليك في رحلتك، وكونك في بيئة جديدة تجعلك تقدر الأشياء الصغيرة التي تجعل الحياة مثيرة للغاية والتي تجعل الذكريات لا تنسى فالسفر يعلمك ليس فقط أن تمشى في الحياة بعينين واذنين مفتوحتين ولكن أيضا بعقل متفتح مطلع علي الحياه بتفاصيلها وشغفها فلابد ان نتعلم ان الحياة متعتها في تفاصيلها وليست النهايات.
فالحياة مليئة بالأحداث التي تستحق أن تسلط الضوء عليها، فاسمح لنفسك بالحزن على الخسائر الكبيرة..
ولكن أيضاً اسمح لنفسك بتجسيد وتقدير تلك التجربة بأكملها من مواقف رسخت فيك اشياء جديدة ساعدت أنت فيها بمسافة من عمرك ووقتك وشعورك.
و كلما أمكن أعد تسليط ذلك الضوء على تلك الأحداث التي تذكرها فيجعلك تصنع دائما نهايات مختلفة.
مثلا ركز على تلك المحادثة العميقة التي استمرت لمدة ثلاث ساعات قبل أن يبتعد صديقك - وليس الوداع الطويل الأخرق.
ركز علي ذلك الإحساس الذي كنت تشعر به مع جلوسك مع شخص ما قبل أن تفكر في كم بيني وبينه من مسافات.
ركز علي ماذا تعلمت لكي يتضح لك أمور ستغير لك منظور الحياه مره اخري وهنا يظهر الأمل ويظهر بصيص النور الذي يشع الحياة من جديد .
في واقع الأمر نحن من نصنع رحلتنا نحن من يخططها بكل ما فيها من أفكارنا ومبادئنا فكم منا لديه فكرة واحدة ولكن كم منا صنعها بكثير من الاختلاف وهنا رحلتك .
كم منا يرى في ساعات السفر الطويل انها مؤرقة ومزعجة، وكم منا يراها بماذا ستفيد تلك الساعات تتيح له التأمل في شئ ما من حوله أو معرفة معلومات جديدة .
فكلا منا يرى حسب ما يرسخه في عقله .
فكونك انسان لابد ان تعلم ان الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل تعلم كيف تجمعها لكي تشيد البناء بها سلما تصعد به نحو ماتريد في تلك الحياه.
ولا تنسي أن حياتك فرصه.