انطلاق فعاليات معرض "أوزوريس..مصر كنوزها المغمورة" في باريس
انطلقت اليوم الاثنين، بمعهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس ، فاعليات معرض الآثار المصرية الغارقة، تحت عنوان "أوزوريس..مصر وكنوزها المغمورة" ، والذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند بحضورعدد من الوزراء من بينهم: وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي، ووزير السياحة المهندس خالد رامي، بالإضافة إلى سفير مصر بفرنسا السفير إيهاب بدوي، ونخبة من الشخصيات البارزة في عالم السياسية والثقافة وكذلك المهتمين بالآثار من مختلف دول العالم.
كما شارك في حفل الافتتاح، من الجانب الفرنسي، وزيرة الثقافة والإعلام، فلور بيلران ووزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، هارليم ديزير، ورئيس معهد العالم العربي، جاك لانج، ورئيس متحف اللوفر جون لوك مارتينيز.
وألقى الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند كلمة بهذه المناسبة، أعرب فيها عن التزام فرنسا بالدفاع عن التراث الثقافي العالمي والتصدي لمحاولات محو الماضي المشترك للشعوب، مؤكداً ثبات موقف فرنسا الرامي إلى تقريب الحضارات وإعادة اكتشاف التراث الجماعي، وتعزيز الثقافة المشتركة من خلال تنمية وتقاسم العلم و المعرفة.
وألقى وزير الخارجية، سامح شكري، كلمة رئيس الجمهورية، بهذه المناسبة والتي تناولت أهمية المعرض الذي يحتوي على مجموعة فريدة من الآثار المصرية، بالإضافة إلى التحديات المتنامية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تحدي الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري الذي تزخر به المنطقة.
ويضم المعرض الذي يعد أول المعارض الخارجية التي تنظمها الوزارة منذ ثورة 2011- أكثر من 250 قطعة أثرية، نتاج أعمال التنقيب الأثري تحت الماء في مدينتي هيراكليون وكانوبس في خليج أبوقير خلال الـ10 أعوام السابقة، بالإضافة إلى بعض القطع التي تم اختيارها من عدة متاحف مصرية منها 18 قطعة من المتحف المصري و31 قطعة من متحف الإسكندرية القومي و22 قطعة من المتحف اليوناني الروماني بالإضافة إلى 15 قطعة من مقتنيات متحف آثار مكتبة الإسكندرية.
وتوضح الأآار المعروضة، أساطير الإله أوزوريس وأسراره والتي تعد من أهم الأساطير الدينية في مصر القديمة، والتي شكلت جزءا كبيرا من حضارتها وفنونها.
ومن المتوقع أن يشهد المعرض توافد أكثر من500 ألف زائر،وخصص معهد العالم العربي، الذي يستضيف هذا الحدث، مساحة 1100م2 لعرض حفريات بحرية وتماثيل تم اكتشافها في خليج أبو قير بالقرب من مدينة الإسكندرية.
ويستمر معرض "أوزيريس" لمدة عامين يطوف خلالها 3 مدن أوروبية، تبدأ بباريس خلال الفترة من 8 سبتمبر وحتى31 يناير 2016، لينتقل بعدها إلى زيوريخ وتنتهي رحلته في لندن قبل أن يعود إلى مصر.
ومن أبرز القطع الموجودة بالمعرض، تمثال صغير من البرونز لأحد الفراعنة عثر عليه في هيراكليون بأبو قير مصر، يبلغ ارتفاعه حوالي 20.5 سم، منحوت بدقة عالية، وقد تم اكتشافه في الجهة الغربية الجنوبية من معبد آمون جرب في هيراكليون، يظهر التمثال وهو واقف يرتدي التاج الأزرق والنقبة المعتادة (الشنديد الملكي) متخذا وضع المشي، يمسك عصا في يده اليمنى، يعتقد أن يكون هذا التمثال لأحد ملوك الأسرة الثلاثين أو ربما هو الملك "بسماتيك الثاني" من الأسرة السادسة والعشرين وذلك وفقا للكتابات الموجودة داخل الخرطوش الموجود على الحزام.
ويضم المعرض تمثالا للإلهة تاورت - المتحف المصري بالقاهرة، يؤرخ لعصر الأسرة السادسة والعشرين (664: 525 ق.م) تظهر الآلهة في هيئة فرس النهر واقفة تستند على كفوف الأسد، يدل صدرها المترهل وكذلك معدتها الدائرية على الخصوبة والأمومة، حيث كانت الآلهة تاورت تعيش في النيل وترتبط بالتربة السوداء التي تقدم الخصوبة للأرض، وهي شكل من أشكال الآلهة نوت الأم الروحية للإله "أوزيريس" ونقش على قاعدة التمثال معنى "تاورت" والتي تعني العظيمة كما نقش اسم "ريرت" وهو اسم آخر من أسماء الإلهة "نوت" كما نقش على عمود الظهر طلب الحماية من الآلهة لـ "نيتوكريس" ابنة الملك بسماتيك الأول، أما عن المخالب الأمامية فتستند على ثلاثة رموز هيروغليفية تعني "الحماية".
ويحتوي كذلك على صدرية من الأسرة 22 عثر عليها في تانيس بمقبرة شاشانق الثاني (-890 ق.م) ترجع قطعة الحلي هذه إلى الملك شاشانق الأول (945-925ق.م) كما هو موضح بالنقش الموجود على الجانب الأيسر أسفل القارب، وتمثل القلادة قارب الشمس طافيا على المياه الأزلية تحت سماء مرصعة بالنجوم، أما قرص الشمس المطعم باللازورد فتحميه أجنجة إيزيس ونفتيس المحيطة به من الجانبين.
كما يحتوى على عين حورس (الأوجات) من العصر البطلمي، من حفائر هيراكليون بخليج أبو قير مصر تمثل هذه التميمة عين الصقر حورس الإله، ابن أوزيريس، الذي أصيب على يد عمه (ست) وشفى بقوى الإله إيبيس (تحوت )، وتعد الأوجات أيضا هي رمز لقمر 14 الكامل (البدر) ورمز لاستعادة جسد أوزيريس الذي قطع لأربعة عشرة جزءا، وترمز العين أيضا لشفاء الجروح والجسد.