عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كشف حساب 100 يوم لوزير التربية والتعليم.. 20 وقفة احتجاجية ضده.. تخلص من قيادات "أبو النصر".. اتهم المعلمين بإفساد المنظومة.. وتصادم بالإعلام

 وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم

منذ تولي الدكتور محب الرافعي وزارة التربية والتعليم منصبه في مارس هذا العام، لم تتوقف الاحتجاجات أمام ديوان عام وزرة التربية والتعليم أو المؤسسات التعليمية التابعة لها، كما تنوعت الفئات التي قامت بالتظاهر، ولم تنته أيضًا الصراعات القائمة داخل الوزارة ما بين مؤيد ومعارض للرافعي.

كما جاء تصريح الوزير بأن المعلمين هم السبب الرئيسي في فساد المنظومة التعليمية ليكون أول شرارة اندلاع غضب المعلمين، مما اضطره لإحكام قبضته على الوزارة وقياداتها حتى أصبحت أخبار الوزارة "أسرار حربية"، يصعب حتى على محرري الوزارة الحصول عليها، بالإضافة إلى الترهيب الممارس على قيادات الوزارة وموظفيها لعدم الحديث مع أي وسائل إعلامية.

الوقفات الاحتجاجية
في 12 مارس 2015، نظم العشرات من موظفي ديوان وزارة التربية والتعليم، وقفة احتجاجية، أمام المبنى الكائن به مكتب وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي، اعتراضًا على الهيكلة الجديدة بالوزارة وعلى قرارات النقل المترتبة عليها، والتي وصفها موظفو الديوان بـ"القرارات التعسفية".

كما نظم عدد من الموظفين والإداريين العاملين بإدارة 6 أكتوبر التعليمية في 23 مارس، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم، اعتراضًا على عدم تعيينهم؛ حيث إنه كان من المقرر أن يتم تثبيتهم بوظائفهم بعد ستة أشهر من العمل بالإدارة.

وشهدت الوزارة في 25 مارس تظاهر أعداد كبيرة من معلمي الأجر مطالبين بحقهم في التثبيت واعتراضًا على عدم تعيينهم، مرددين هتافات "واحد اثنين.. العقود بتاعتنا فين"، كما شهدت وقفة احتجاجية كبيرة للمتظلمين من مسابقة 30 ألف معلم بمحافظة الغربية، للتعبير عن استيائهم وغضبهم جراء اختيار عدد من زملائهم أحدث تخرجًا وأقل تقدير ضمن المعلمين المطلوبين على قوائم الاحتياط والأساسي.

وبعد مرور 3 أيام نظم معلمو الفيوم وقفة احتجاجية اعتراضًا على إلغاء انتداب محمود أبو الغيط، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، ونقله لديوان الوزارة، وأكدت النقابة؛ أن الوقفة الاحتجاجية، تأتي ضد تصريحات الوزير، بإحالة أي مدرس للتحقيق إذا حمل عصا داخل المدرسة، وأن من يضرب طالبا يتحول إلى عمل إداري، وغيرها من التصريحات التي اعتبرتها النقابة ضد المعلم.

كما أنه في 31 مارس نظم العشرات من أولياء أمور المدارس الخاصة وقفة احتجاجية أمام ديوان الوزارة اعتراضًا على زيادة المصروفات المدرسية.

ونظم معلمو محافظة البحر الأحمر، وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر في الثاني من إبريل، احتجاجًا على رفضهم الإساءة للمعلم، كما نظم عدد من معلمي الأجر لمادة التربية المسيحية، وقفة احتجاجية أمام البوابة الرئيسية لديوان وزارة التربية والتعليم، للاعتراض على إنهاء عقود هم منذ سنتين بشكل تعسفي دون إبداء أسباب.

وفي 15 إبريل المنقضي نظم عدد من أولياء الأمور والطلاب التابعين لمدرسة فضل الإعدادية للغات بفيصل في الجيزة، وقفة احتجاجية أمام المدرسة؛ اعتراضًا على ما قامت به وكيلة وزارة التربية والتعليم بالجيزة الدكتورة بثينة كشك، من إحراق كتب دين –بحسب كلامهم- معتبرين هذا حربًا على التراث الإسلامي دون وجه حق، وفي نفس اليوم نظم اتحاد معلمي الأقصر، وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، احتجاجا على تأخر رواتب المعلمين المساعدين بالمحافظة وعدم تنفيذ الأحكام القضائية.

ونظم العشرات من ائتلاف "قدامى خريجي كليات التربية فوق الـ35 منذ 1997"، وقفة احتجاجية في 22 أبريل، أمام وزارة التربية والتعليم بقصر العيني؛ للمطالبة بتعيينهم، عقب استبعاد بعض أسمائهم من مسابقة الـ 30 ألف معلم، وإدراج البعض الآخر ضمن الكشوف الاحتياطية.

وفي 24 أبريل نظم عدد من معلمي الأجر ببعض مدارس الجيزة، وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم؛ للمطالبة بعقود عمل، بعد مماطلة الوزارة لهم وعدم تنفيذ وعود الوزير، وحملوا لافتات مكتوب عليها مطالبهم، ورددوا: "عايزين عقودنا.. رسمي رسمي".

وأيضًا نظم معلمون من أوائل الخريجين دفعة 2013، من كليات التربية بالجامعات المصرية المختلفة، في 18 مايو وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة الوادي الجديد بمدينة الخارجة اعتراضًا على تعيينهم بمناطق بعيدة عن محل إقامتهم".

وفي 19 مايو نظم عدد من أولياء أمور طلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة البحيرة، الثلاثاء، وقفة احتجاجًا على صعوبة امتحان الهندسة أمام ديوان عام مديرية التربية والتعليم بالبحيرة.

وفي 1 يونيو نظم المرشحون للتعيين من أوائل الخريجين بالجامعات دفعة 2013، بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية، وقفة احتجاجية أمام المديرية بعد رفض المديرية تسليم أوراقهم وإجراء الكشف الطبي لهم.

في 10 يونيو نظم عدد من قدامى الخريجين ومستبعدي مسابقة الـ30 ألف معلم، وقفة احتجاجية أمام ديوان وزارة التربية والتعليم، للمطالبة بالتعيين أسوة بزملائهم من الدفعات السابقة وتعديل قائمة البيانات الخاصة بالمسابقة، ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تندد بالمماطلة بتعيينهم واستخدام الوساطة والمحسوبية بالمسابقة ومن أبرزها "عاوزين حقنا في التعيين عن حقنا مش متنازلين" ثم قاموا بالاعتصام أمام الديوان لمدة أسبوع، وفي 24 يونيو نظم عدد من العاملات بمدارس الدقهلية وقفة أمام مجلس الوزراء للمطالبة بالتعيين.

وأخيراً نظم عدد من طلاب الثانوية العامة، في 5 يوليو الجاري، وقفة صامتة أمام وزارة التربية والتعليم، للمطالبة بإلغاء نظام التنسيق وتعديل المناهج الدراسية، بالإضافة إلى التنديد بالغش الإليكتروني، الذي أفقد الثانوية العامة شرعيتها على حد قول الطلاب.

صراعات داخل الوزارة
امتدت الصراعات داخل ديوان عام الوزارة، من عهد أبو النصر إلى عهد الرافعي، وتعددت الأسباب لتلك الصراعات، فمنذ أن دبت قدم محب الرافعي تخلص من جميع القيادات المحسوبة على الوزير السابق كمعاوني الوزير ورئيس عام قطاع التعليم، ورئيس قطاع العلاقات العامة، ورئيسة مكتب الإعلام والصحافة، والمتحدث الإعلامي للوزارة، والمستشارة الإعلامية للوزارة.

وفي نفس السياق كان السبب الذي جعل من صراعات العاملين بالوزارة مادة خصبة للصحفيين في عهد أبو النصر هو مسابقة الوظائف القيادية بعد فتح باب التقدم لها في عهد أبو النصر، وامتدت المسابقة في عهد الرافعي وحتى الإعلان عن نتائجها، لم يستطع الرافعي احتواء تلك الصراعات، بل استمرت الصراعات بعد إعلان النتائج بسبب الشبهات التي أحاطت بها.

إثارة غضب المعلمين
لم يكتف الرافعي بالصراعات الكائنة داخل ديوان الوزارة، بل فتح النار على نفسه حين حمل المعلمين ما لا طاقة لهم به، حيث اتهمهم بأنهم سبب إنهيار المنظومة التعليمية، وسبب فساد التعليم، مروراً بقرارات من شأنها ترهيب المعلمين ضمنها إحالة المعلم للتحقيق في حالة رسوب طلابه في برنامج القرائية مما جعل بعض المعلمين يقومون بتوفيق درجات الطلاب حتى لا يتم معاقبتهم، بالإضافة إلى قرار إحالة المعلم للقيام بأعمال إدارية إذا حمل عصا داخل الفصل.

صدام مع الإعلام
بعد أن أحاط الرافعي نفسه بـ 6 لواءات على رأس قيادات وزارة التربية والتعليم، اعتمد على سياسة تكميم الأفواه ما جعل أحد القيادات السابقة للجهاز الإعلامي بالوزارة يرفض الإدلاء بأي تصريحات أو الظهور التلفزيوني خوفاً من رد فعل الوزير.

لم يكن ذلك كافي للصدام بل منع الوزير 6 صحفيين من المحررين الأساسين في الوزارة من دخول بوابات وزارة التربية والتعليم، ما أثار غضب الصحفيين، وتوجهوا بخطاب لنقابتهم ساندتهم فيه، وتوجهت نقابة الصحفيين بخطاب إلى الوزير تدين أفعاله، وحتى الآن لم يكف الرافعي عن فك قبضته الحديدية على الإعلام داخل الوزارة، حيث اختص الوزير بعض الجهات الإعلامية التي تؤيده بالحوارات الصحفية واللقاءات التليفزيونية.

امتحانات الثانوية العامة
خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، والتي دامت لأكثر من شهر لم يظهر وزير التربية والتعليم إلا مرات قليلة، حيث امتنع الرافعي عن حضور جميع المؤتمرات الصحفية للثانوية العامة بما في ذلك مؤتمر البدء والختام، بل وضع كل مهام الثانوية العامة على عاتق محمد سعد، رئيس قطاع التعليم الثانوي ورئيس امتحانات الثانوية العامة.

حيث كان سعد يدير الثانوية العامة ويحاول التواصل مع المؤسسات الإعلامية الأمر الذي جعل من امتحانات الثانوية العامة هذا العام سؤال دون إجابة، حيث فشلت الوزارة في إغلاق صفحات الغش عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي استطاعت تسريب جميع امتحانات الثانوية العامة ونشر إجاباتها، دون أن تخرج الوزارة بتبرير واضح لما يحدث.

وفي سابقة لم تحدث من قبل سيطرت تلك الصفحات على مقاليد الأمور، وبدأت بمساومة الوزارة لإثبات حسن نية مديريها ممن يقومون بتسريب ورق الأسئلة، لعمل هدنة بين الصفحات والوزارة، وتعهدت الصفحات بعدم نشر الامتحانات، على أن تعد الوزارة طلاب الثانوية العامة بحل مشاكلهم وتصحيح نظام التعليم بالمرحلة الذي أعتبره الطلاب فاشلا.

لم تكن تلك هي الحصيلة النهائية للفترة التي قضاها الرافعي، داخل ديوان عام وزارة التربية والتعليم، بل أن جميع الملفات التي عمل عليها الوزراء السابقين وفشلوا في تحقيق نجاح ملحوظ بها على سبيل المثال لا الحصر ملف الأبنية التعليمية ونقابة المعلمين والمدارس القومية وقانون التعليم الجديد والقرائية ومحو الأمية والاعتماد والجودة والكتب المدرسية، ظلت في انتظار حلول جديدة يقدمها الوزير وهو الأمر الذي لم يحدث بعد.