"العربية نيوز" ترصد 10 أسباب لرحيل وزير الأوقاف.. الصراع مع الأزهر والنقابة في المقدمة.. والإبقاء على الإخوان تثير الشكوك
يعد الدكتور محمد مختار
جمعة، وزير الأوقاف، أحد أبرز الشخصيات المتوقع رحيلها بعد أن ثارت الشكوك حول
جدوى ممارساته التي وصفها البعض بـ"الشو الإعلامي"، الذي سرعان ما غاب
عنه الجدية في اتخاذ القرار، وسبق وأن عاتبه الرئيس في التخاذل عن إجراءات من شأنها
الرقي بمهام تجديد الخطاب الديني الموكلة إليه منذ عامين.
الصراع مع المشيخة
تورط
وزير الأوقاف منذ اللحظة الأولي لتوليه الوزارة في صراع مع المشيخة ومستشاري
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الأمر الذي أدى إلى الاستغناء عنه من المكتب الفني
للشيخ، وهو الأمر الذي اعتبره الجميع نهاية الحلم في طريق الوزير بأن يصبح على رأس
المشيخة عقب الاطاحة بالطيب.
2- العداء مع نقابة الأئمة
تورط
الوزير في صراع مع نقيب الأئمة الشيخ محمد عثمان البسطويسي، الأمر الذي جعل من
الوزارة متورطة في جملة من الاتهامات ساقها النقيب المنتزعة شرعية بحسب الوزارة
نفسها، للوزير والعاملين معه بإهدار حق الائمة والتخاذل في العمل الدعوي وتولي
مهمة التجديد.
في حين
تكشف مصادر مطلعة عن محاولات للصلح يقودها رئيس القطاع الديني محمد عبد الرازق
والشيخ مجدي بدران لتوفيق الأوضاع بين الوزير والنقيب "البسطويسي"،
والتي أسفرت عن مؤتمر عام بالغربية لمجلس النقابة بمدينة المحلة بالرغم من حظرها
وحظر التعامل معها بتعليمات من الوزير.
3- تطهير الوزارة من
الاخوان
يطالب
جمعة مؤسسات الدولة أن تتحرك تجاه عناصر الإخوان عقب كل عملية استهدافية لرجال
الشرطة والجيش، إلا أنه يظل واحدا من أبرز المتخاذلين في تلك القضية، حيث يرفض
الاستغناء عن عدد من وكلاء وزارته بالرغم من انتمائهم لجماعة الإخوان الارهابية.
وكشف
مصدر بأوقاف كفر الشيخ عن استمرار الشيخ سعد الفقي بالرغم من تقدمه باستقالة قبل
شهرين، على خلفية الفيديو المتداول لتقبيله يد مرشد الإخوان محمد بديع أثناء
الدعاية الانتخابية بالمنصورة، الأمر الذي جعله يتقدم بالاستقالة في ذات اليوم
الذي تداول فيه نشطاء الأئمة على مواقع التواصل الاجتماعي للفيديو، مطالبا العودة
إلى العمل الدعوي بالمنصورة، مشيرًا إلى أنه بالرغم من إعلان الاستقالة إلا أن
الفقي يمارس عمله بحرية ولم يتخذ أي إجراء ضده إلى الآن، ما يجعل من الاستقالة
"شو إعلامي" للتهدئة.
4- غياب السيطرة على المساجد
كانت
تصريحات وزير الأوقاف بشأن السيطرة على أكثر من 110 آلاف مسجد وزاوية، محط أعين
الرقباء وأئمة الوزارة الذين أعلنوا في كثير من المناسبات عجز الوزارة في توفير
الأئمة للمساجد، وأن قرار إغلاق الزوايا دون 80 مترا من المستحيلات لعدم توافر
الإحصاء الرسمي لعددها، وأن جملة ما تمتلكهم الوزارة من خطباء وأئمة لا يتجاوزون
60 ألف إمام.
كما أن
الوزارة لم تستطع القيام بدورها في حماية المساجد من المد الشيعي حيث مر عام على واقعة الاختراق الشيعي لمسجد الإمام الحسين من قبل قناة "الكوثر" الشيعية التي قامت
بالتسجيل مع الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للصوفية،
وفتح التحقيقات مع عدد من المشرفين على المسجد سواء داخل أوقاف القاهرة والمسجد،
إلا أن نتائج التحقيقات ذهب أدراجا.
كما
تعد واقعة الرقص والطبل الذي أقامه محبو الإمام زين العابدين من أتباع الطرق
الصوفية داخل المسجد، أمرًا غاية في الخطورة من حيث السماح بتدنيس المساجد، بالرغم
من التشديد على قدسيتها.
5- أزمة الكهرباء
تواجه
وزارة الأوقاف مشكلة عصيبة في سداد ما عليها من فواتير كهرباء خاصة بالمساجد
المنتشرة بربوع مصر، وبالرغم من تجاه الوزارة إلى تطبيق عداد الدفع المسبق اإا أن
الوزير لا يجد من يوافقه القرار بتطبيقها لخطورة انقطاع التيار الكهربي أثناء
ممارسة الشعائر الدينية.
6- انفلات في أوضاع
المعاهد السلفية
تعد
أزمة المعاهد السلفية واحدة من القضايا التي تشغل الرأي العام بعد أن صرح الوزير
بخطورتها وخطورة عمل القائمين عليها إلا أنه يجهل حتى الآن عددها، وبالرغم من
تشبيه تلك المعاهد بمصانع بير السلم إلا أن الوزارة أكدت ضمها بدءا من العام
الدراسي الجديد.
وكيل
أوقاف المنيا محمد أبو حطب، قال "إنهم حتى الآن لا يستطيعون إقامة حصر لتلك
المعاهد، وأن ما تعلمه المديرية 4 معاهد فقط، وأن الباقي مجهول كونه أشبه بدكاكين
وشقق وقاعات للدراسة يصعب السيطرة عليها".
7- صعود غير المتخصصين للمنابر
تصريحات
وقوانين واختبارات وضعها الدكتور محمد مختار جمعة لمنع صعود غير المتخصصين
للمنابر، بناء على حكم قضائي أصدره مجلس الدولة تأييدًا له، إلا أن صعود التيار
السلفي أصبح مشاعا بين مساجد القري والمحافظات المصرية، وأضحى رئيس حزب النور
الدكتور يونس مخيون، ونائب الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي أبرز الحاملين
للتصاريح بالمخالفة لما أقره الوزير نفسه.
8- عدم احتواء أزمة الكادر
تظل
واحدة من الأمور التي تشغل 60 ألف إمام تابع للوزارة، والذين سبق لهم الخروج أكثر
من مرة للمطالبة بحقهم في كادر التحسين المعيشي، والرعاية الصحية ما جعل الوزارة
تتعهد في ثلاث مرات بالعمل على تحقيقه وآخره المهلة المعطاة بنهاية شهر أكتوبر
المقبل، وبالرغم من تلك الوعود إلا أن هناك أئمة في طريقهم إلى إقامة تظاهرتهم
الرابعة على التوالي أمام نقابة الصحفيين، لمطالبة الرئيس بأن يتدخل لإقالته.
9- حماية أرواح الأئمة
في أقل من أسبوعين ودع الأئمة اثنين من زملائهم في ظروف غامضة بعضها جنائي والآخر، ما جعلهم يبحثون عن مجالس عرفية للكشف عن أسباب استهدافهم واحدا تلو الآخر، وسط صمت المسؤولين في وزارة الأوقاف؛ حيث دشن عدد من الأئمة حركة "أئمة مساجد ضد الإرهاب" للمطالبة بالمجلس العرفي الذي اقترحوا في تشكيله أن يضم إمام المسجد كعضو في لجنة المصالحات بالقرية والحي وعمدة القرية وشيخ البلد والمأذون وبعض أهل الخير.
10 "التابلت" والمكتبة العصرية
يقول محمد عيد، أحد أئمة وزارة الأوقاف ببني سويف، إن الوزارة وعدتنا بـ"تابلت" وقالت في جميع وسائل الإعلام هناك "تابلت" لكل إمام ومع ذلك لم نحصل عليه إلى الآن، لافتا إلى أنها وعدتهم بأن يكون هناك مكتبة لكل إمام، ومع ذلك لم نحصل عليها ووزعت على أقل من 50 إماما فقط.
وأضاف "عيد": "وعدنا بتحسين أحوالنا المادية ومع ذلك لم نر شيئا"، متسائلا "كيف أجدد الخطاب الديني وأنا لا أملك قوت يومي ولا أجد ما أشتري به كتابا؟".
وأوضح محمود كرم، إمام وخطيب بالقليوبية، أن تجديد الخطاب الديني افتقد من قبل المسؤولين عن تجديده إلى التركيز على الركن الأبرز فيه من توفير مؤنة العيش الامام حتى يتمكن من أداء عمله ويتفرغ للدعوة إلى الله، كما أنهم تجاهلوا تزويده بتكنولوجيا العصر الحديث من وسائل معلومات واتصال مجتمعي ووسائل علمية حتى يتمكن من وصل الماضي بعد تنقيحه بالحاضر بعد ترتيبه.