وزير الأوقاف: الجماعات الإرهابية أضرت بالإسلام أكثر من أعدائه
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: "إن أعداء الإسلام لو بذلوا كل ما في وسعهم من جهد ما أضروا بالإسلام مثلما أضرت به الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ من الدين ستارًا لها وتمارس أفعالاً لا يقرها العقل ولا الفكر السليم تحت راية الإسلام".
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، اليوم الخميس، ضمن سلسلة أنشطته وفعالياته بعنوان "تفكيك الفكر المتطرف"، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي.
وأكد وزير الأوقاف، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، أن "تلك الجماعات تشهد بداية النهاية بعد أن وصلت إلى قمة الغلو والتطرف وهذا ما تشهد به سنة الله في كونه وهي آخذة أية طائفة أو جماعة باغية متجاوزة أخذ عزيز مقتدر".
وشدد "جمعة" على أن الإرهاب يبحث عن بيئة حاضنة له في المجتمعات، كما يعمل على إغواء الشباب بالمال والنساء والمغريات الأخرى من أجل جذبهم إلى التنظيمات الإرهابية، مستغلا جهل الكثير منهم بمفاهيم الدين الإسلامي الحنيف وأصوله، وفي الوقت نفسه يدق الإرهاب على وتر الخلافات الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية، لزعزعة الاستقرار ونشر بذور الفتنة والصراع في المجتمعات، مؤكدًا غلى أن استقرار المجتمع وتماسكه أفضل ضمانة للتصدي للفكر المتطرف.
وأوضح الوزير، أن تفكيك هذا الفكر يجب أن يكون مقترنًا في الوقت نفسه بتفكيك الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنه إذا جرى تفكيك الجماعات المتطرفة وحدها يمكن أن يظهر غيرها في حين أن القضاء على الفكر المتطرف يضمن عدم ظهور جماعات متطرفة أخرى تتبنى هذا الفكر.
ولفت الوزير إلى أن الأمر يتطلب تجفيف منابع تمويله ومتابعة قضايا تتعلق به ومنها في غسل الأموال والجمعيات التي تعمل خلف ستار الدعوة والعمل الإنساني لجمع الأموال والتبرعات غير المشروعة لتمويل الجماعات المتطرفة مع سرعة سن وتطبيق القوانين التي تردع كل من تسول له نفسه إرهاب المجتمع والعبث بأمنه.
وشدد على أهمية مراجعة ما تنشره دور النشر ورقيا وإلكترونيًا من نشرات ومطبوعات قد تكون سببًا في نشر الفكر الخطأ والمعتقدات الفاسدة التي تشوه الفهم الصحيح للدين، موضحًا ضرورة إعادة النظر فيما تحويه المناهج التعليمية للتأكد من أنها تحوي الفكر الوسطي المعتدل والمتسامح الذي حث عليه الإسلام وبشر به بعيدا عما تحاول الجماعات المتطرفة والمتاجرة بالدين الترويج له من تخريب وتدمير وسفك لدماء الأبرياء.
كما سلط الضوء على مسألة تدمير التنظيمات الإرهابية للآثار، موضحًا أنه لم يثبت أن صحابة النبي "صلى الله عليه وسلم" فتحوا بلدًا ودمروا أي حضارة سابقة موجودة فيه، بل على العكس فالإسلام حافظ على حضارات الآخرين ومعتقداتهم، كما أنه لا يوجد إكراه في دين الإسلام، وهناك عشرات الآيات في القرآن الكريم التي تدل على هذا المعنى.
وفي نهاية المحاضرة، تركزت النقاشات حول كيفية تحصين الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية ضد الفكر المتطرف عن طريق مشاركة كافة الجهات من مساجد ومدارس، وشدد وزير الأوقاف على أهمية دور الأسرة إلى جانب المؤسسات الثقافية والدينية الأخرى، من أجل تعزيز قيم التسامح والوسطية لدى النشء والشباب.
وأعرب الوزير عن شكره لدعوة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية له لإلقاء المحاضرة، معربًا عن تقديره وإعجابه بالدور الشامل والمتنوع الذي يقوم به المركز في نشر المعرفة والوعي بمختلف القضايا الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية المؤثرة في محيطنا الخليجي والعربي والإقليمي والدولي.