**لم
تصلني أي رسالة تفيد بتحويلي للتحقيق.. وتوجهت لمكتب الوزير لمناقشة الخلاف
**شعبية حزب النور
"مزعومة".. وحملة "لا للأحزاب الدينية" ستكشف حقيقتهم
**الوزارة تراجعت عن قرار
حظر ترشح الأئمة للبرلمان بعد إصراري
**لا يوجد قانون يمنع ترشح
الأئمة.. والأوقاف لا تستطيع منع أمر يجيزه الدستور
**برلمان مصر يحتاج لشيوخ
الأزهر
**نمثل حصن أمام أي محاولة
لغلبة أي تيار متشدد بالبرلمان
عُرف عنه تصريحاته الجريئة
وصداماته مع الشخصيات السياسية وأحيانا الفقهية، إلا أنه في كل مرة كان يخرج من
معركته منتصرا؛ ليؤكد على تمسكه بوجهة نظره في رفض التشدد والعنصرية، والتمسك بدور
شيوخ الأزهر في تصحيح رؤى أصحاب بعض الاتجاهات المتشددة، خاصة أولئك الذين يزاحمون
للمشاركة في الحياة السياسية بزعم قدرتهم على الإصلاح.
وكانت
آخر جولات الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، هي سلسلة الاتهامات
التي وجها للشيخ محمد العجمي وكيل الأوقاف بأسيوط واتهامه خلالها بتدريب شباب جماعة
الإخوان على حمل السلاح من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، والتي جاءت بعد أيام قليلة
من إعلان نيته لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، رغم تحذير الوزارة لجميع أئمته
من المشاركة في الانتخابات.
وإليكم نص الحوار:
- ما آخر تطورات التحقيق في الاتهامات المتبادلة بينك وبين العجمي؟
لم يكن الأمر بمثابة تحقيق، فأنا لم تصلني أي رسالة تفيد بتحويلي للتحقيق، وإنما توجهت لمكتب الوزير لمناقشة الخلاف الذي نشب خلال الأيام الماضية وانتهى اللقاء بجلسة صلح بيني وبين الشيخ محمد العجمي، وتم الاتفاق على أن مشاكل الوزرة لا يجب أن تخرج خارج نطاقها إلى المحطات الفضائية، ولا ساحات المحاكم حرصا على صورة الأئمة والدعاة.
- وماذا عن البلاغ الذي قدمته للنائب العام ضد "العجمي" تتهمه بتدريب عناصر إرهابية؟
قررت سحب البلاغ، كما تراجع هو الآخر عن البلاغ الذي صرح بأنه سيتقدم به ضدي؛ ليتهمني التشهير والسب بعد أن اتفقنا على التصالح.
- وهل أقنعك الدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف بالتراجع عن قرارك للترشح للبرلمان؟
العكس هو الذي حدث، حيث أصريت على موقفي بأنه لا يوجد قانون يمنع ترشح الأئمة ولا الدعاة ولا الموظفين الحكوميين من الترشح للبرلمان، فهناك عشرات اللواءات وأصحاب الوظائف الحكومية الذين يخوضون الانتخابات البرلمانية، دون أن يتعرضوا للتحقيق ولا حتى المساءلة، ومن ثم أقنعت وزير الوقاف على أن قرار الوزارة بمنع جميع الأئمة من خوض الانتخابات أمر غير دستوري، وقام بالفعل بإصدار أوامره بحذف البيان السابق الذي كانت قد نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني بمنع ترشح الأئمة.
- هل هذا يعني أن الوزارة تراجعت عن قرارها، وفتحت الباب لقيادات الأوقاف لخوض الانتخابات؟
وزارة الأوقاف ليس بيدها أن تمنع أمر يجيزه الدستور والقانون، ولذا أصبح من حق أي موظف بوزارة الأوقاف أيا كانت وظيفته أن يترشح للبرلمان على شرط ألا يستغل طبيعة عمله، ولا قدرته على الخطابة للدعاية لنفسه.
وأدعو جميع أبناء الأزهر الأبرار الذين يرون في أنفسهم قدرة على تمثيل أبناء دائرتهم على خوض الانتخابات، ليشاركوا دولتهم في التشريع وصنع القرار القائم على رجاحة العقل والتفكير الوسطي المستنير.
- في حالة حل حزب النور أو منع أعضائه من الترشح بالبرلمان.. هل ستظل على إصرارك في الترشح؟
سأظل على موقفي؛ لأن القانون يكفل لشيوخ الأزهر الترشح للبرلمان مثلهم مثل أي فصيل، وحتى لو لم أجد هناك غلبة لتيار ديني بعينه داخل البرلمان فهذا لن يثنيني عن رأيي، فلا زلت أرى أن برلمان مصر يحتاج لتواجد شيوخ الأزهر؛ ليكون لهم رؤية مستنيرة في القوانين التي يتم اقتراحها كي نضمن أن نجد دائما من يقدم الرأي الوسطي بشكل لا يخالف الشريعة، وكذلك ليظل تواجدنا بمثابة حصن أمام أي محاولة لغلبة أي تيار متشدد داخل البرلمان.
- وما موقفك من حملة "لا للأحزاب الدينية"؟
بالطبع أؤيد حملة "لا للأحزاب الدينية"، وأتمنى نشرها في المحافظات؛ لأن الذي يريد العمل في مصر يجب ألا يسعى لتحقيق طموحاته السياسية باسم الدين، ولكن على من أراد أن ينشىء حزبا سياسيا في مصر، يجب ألا يوصف نفسه بحزب ديني مسلم أو مسيحي، وأتوقع أن تساهم الحملة في كشف الشعبية المزعومة لحزب النور وغيره، من الأحزاب القائمة على أساس ديني.
- ما موقف الأوقاف من اتهام شيخ مسجد سيدي بشر بالتحريض على التظاهر؟
قد تم التصالح معه، ولا أتمنى أن يتم التحقيق مع أي إمام من أئمة الإسكندرية في عهدي بتهمة السب أو التطاول، لحرصي على أن يشكل جميع الأئمة والدعاة أسرة واحدة، خاصة أنه اعتذر لي أمام جميع شيوخ الأوقاف، وأوضح أنه لم يكن يقصد بتدوينته سوى التعبير عن رأيه في الدفاع عن قرارات وزارة الأوقاف، وأنا أتفهم تلك الغيرة على مصلحة الوزارة وعلى مظهر الدعاة أمام الرأي العام.