وزير الاوقاف: مواجهة الإرهاب تتطلب استراتيجية جديدة
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن التعامل مع فكر الجماعات المتطرفة يتطلب تغيير استراتيجية التفكير في تعيين واختيار القيادات والمعاونيين، مضيفا يجب أن نفكر جديا في مواجهة هذا الاختراق من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة تنتهي إلى إبعاد العناصر غير الوطنية التي تُؤْثِر المصالح الضيقة على المصالح العليا للوطن، أو تنتمي لتلك التنظيمات الدولية التي يكون ولاؤها للتنظيم الدولي على حساب أوطانها، فيجب أن يبعد هؤلاء جميعا عن دوائر صنع القرار، سواء أكانوا قياديين، أم خبراء، أم مستشارين، وأن يدقق كل مسئول فيمن يختاره من معاونيه، والمحيطين به، وأعضاء مكتبه، وصولا إلى سائر الموظفين حتى السعاة.
وأضاف أنه اكتشف من خلال تجربتي أن هذه الجماعات توظف كل طاقة ممكنة حتى سائقو المسئولون وسعاة المكاتب لصالحها ومصالحها، واختراق المؤسسات لحسابها، وتجنيد من تستطيع تجنيده من القيادات لخدمة أغراضها.
وارتأى "مختار" في مقال له أن اختيار أي قيادة ينبغي أن يتضمن ثلاثة شروط أساسية هي "الكفاءة والأمانة والوطنية"، مشيرا إلى أن المراد بالوطنية هنا أن يكون انتماء الإنسان لوطنه خالصا لا شائبة فيه ولا غبار عليه ، بما يجعله يُؤْثِر مصلحة الوطن على جميع المصالح الحزبية والشخصية وعلى أي إغراءات أو تهديدات، مشددا أن يكون انتماؤه وولاؤه الحقيقي لوطنه لا لهذه الجماعة أو تلك ، وقد سمعنا بعض قيادات الجماعة الإرهابية وهو يتحدث عن بلده فلا يقيم للوطنية أو مفهوم الدولة أي وزن ، ذلك لأنهم لا يؤمنون بوطن ولا دولة وطنية ، إنما ولاؤهم لتنظيمات دولية تعمل على إثارة الفوضى في أوطاننا ، وتتخذ من هذه العصابات رأس حربة في هدمها ، وتغريها بالمساندة في الوصول إلى سُدَّة الحكم ودعمها ماليا ودوليا للوصول إلى ذلك.
وتابع: غير أن هؤلاء قد لا يدركون أن شعوبنا قد شبت عن الطوق وصارت تميز تمييزا واضحا بين الوطنيين المخلصين والخونة والعملاء والمأجورين ، ومن يتواصلون سرًا مع أعداء الأمة ، سواء أكان تواصلا مباشرًا أم عبر وسائط ووسطاء ؛ لذا يجب أن تراقب حركة سفر أعضاء هذه الجماعات إلى الخارج واستقبالهم لمبعوثيهم مراقبة دقيقة ، كما يجب رصد أي اتصالات ، وأن يجرم التواصل مع أي جهة معادية أو جهة يؤدي التواصل معها إلى زعزعة الأمن والاستقرار ، وبخاصة الأفراد الذين لا تتطلب أعمالهم أو وظائفهم عقد اللقاءات المشروعة التي تتم تحت بصر الدولة وسمعها ، ومن خلال التنسيق مع وزارة الخارجية والجهات المعنية بالدولة .
وشدد وزير الاوقاف على ضرورة مراقبة قضايا التمويل الأجنبي، وقضايا غسيل الأموال والصفقات المشبوهة مراقبة دقيقة واعية ، وأن يتابع ما يظهر من ثراء فاحش وسريع على عناصر هذه التيارات بما لا يناسب أبدًا دخلها أو حجم وطبيعة أعمالها متابعة دقيقة واعية.