بعد واقعة "شاب البرج".. ما حكم المنتحر في الدين؟.. دار الإفتاء تجيب.. ومبروك عطيه يفجر مفاجأة
أنهى شاب حياته بيده، خلال الساعات الأخيرة، بعدما أقدم خريج من كلية هندسة جامعة حلوان على الانتحار من أعلى برج القاهرة في الزمالك لمروره بأزمة نفسيه دفعته لهذا الفعل.
ما حكم المنتحر؟ وهل هو كافر؟ وهل يكفَّن ويصلَّى عليه ويُدفَن في مقابر المسلمين؟ سؤال أجابت عنه أمانة الفتوى بدار الإفتاء وجاء الرد الشرعى كالآتى:
الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
فالمنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت (وتكفينه والصلاة عليه) وحمله (ودفنه فروض كفاية) إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه].
وفي الحديث: «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "من قتل نفسه بحديدة؛ فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه؛ فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه؛ فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"»
فيما أكد الدكتور مبروك عطية عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بسوهاج سابقًا، أننا لا نملك أن نحكم على أحد بالكفر، وإنما نقول في جميع موتى المسلمين حتى الذين ارتكبوا الكبائر أن أمرهم مفوض إلى ربهم.
وأشار إلى أن المنتحر يأتي بالوسيلة التي انتحر بها يوم القيامة لحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"، مشيرًا إلى أنه يستثنى من ذلك المنتحر "المجنون" الذي فقد عقله، وإذا فعل في نفسه أي شيء فإن الله سيغفر له؛ لأنه فقد موطن التكليف وهو العقل.