كارثة جديدة.. "الإسكان" تأمر بهدم عقار أثري في بورسعيد.. بيع بمزاد علني بعد خروجه من المنظومة الأثرية.. والمشتري طرد سكانه بالقوة الجبرية
جاء اليوم الثلاثاء، ممتلئًا بالبكاء والصراخ لعائلة بورسعيدية صغيرة، فقد استيقظوا على قرار وصفوه بأنه أقرب إلى "الحكم بالإعدام" لهم حيث تفاجئوا بصدور قرار بإزالة عقار يقطنون به منذ عشرات السنوات، ويعد من العقارات الأثرية بشارع الجمهورية ببورسعيد ويعود زمن إنشائه إلى 135 عامًا مضى، فلم يجد هؤلاء السكان حل بعد قرار هدم العقار إلا المكوث في الشارع والافتراش به ليستمع لمطالبهم المسئولين، على حد تعبيرهم.
بهذا الوصف الذي يشوبه الحزن بدأت عائلة سعاد، إحدى العائلات القاطنات بالعقار رقم 21 بشارع الجمهورية حديثها مع موقع "العربية نيوز" في الوقت الذي ينام أطفالها الثلاث بجوارها فوق وسائد قطنية على الرصيف المواجه للعقار.
5 عائلات
تقول "سعاد":
"نحن حوالي 5 عائلات ونقطن بالعقار 21 بشارع الجمهورية وذلك العقار من العقارات
الأثرية ببورسعيد، ويعود زمن إنشائه إلى عام 1882، ومنذ أعوام وأنا أدفع إيجار السكن
وأدفع الضرائب العقارية وتفاجئنا أن يوم 6/5 الماضي تم بيع العقار في المزاد العلني
برغم علمنا أن ذلك العقار أثري".
المزاد العلني
واستكملت والدموع تسبق كلماتها: "على الفور توجهنا إلى ديوان عام محافظة بورسعيد وتوجهنا إلى مكتب الآثار فأخبرتنا المسئولة هناك خبر كالصاعقة بأنها لا تعلم أن العقار خرج من نطاق الآثار، وعلمنا أن وزير الإسكان هو من أصدر القرار بطرحه للمزاد العلني".
أنزلونا بالقوة الجبرية
والتقت "العربية نيوز" بقاطنة أخرى للعقار، فقالت سميحة، خمسينية العمر من قاطني العقار: "أنا بقالي 50 سنة ساكنة هنا ودلوقتي عايشه في الشارع، تفاجئنا أن من قاموا بشراء العقار أنزلونا منه بالقوة الجبرية وقاموا بإغلاق باب العمارة من أسفل بالقفل وجميع متعلقاتنا في منازلنا ولم نحصل عليها حتى هذه اللحظة ونحن نفترش جميعًا الأرض منذ أسبوعين".
ليس له مثيل
وعلى جانب آخر، قال شريف رشوان، مالك المكتبة الأهلية الكائنة أسفل العقار: "والدي أسس هذه المكتبة من عام 1951 وهذا العقار لا يوجد مثيل له في العالم إلا في فرنسا فهذا العقار تم بناؤه بطراز التوأمة وهو توأمة الحجارة مع الخشب حتى ينجح في تحدي الزمن".
العقار تصدى لصاروخ في حرب أكتوبر
وتساءل غاضبا: "ما دخل وزير الإسكان في اتخاذ قرار بشأن عقار أثري وأن هذا العقار كان مكان تجمع الفدائيين في 1956 لمحاربة العدوان الثلاثي وفي حرب 1973 تم إطلاق صاروخ نجح فى هدم العقار المجاور له ولم ينجح في هدم ذلك العقار".
مش هبيع التاريخ
وتابع: "شركة مصر للإدارة والأصول العقارية بكونها مالكه للعقار قامت ببيعه إلى آخرين، وتم عرض الجلوس على طاولة مفاوضات للحصول على أموال نظير تركي للمكتبة لكني رفضت لأني مش هبيع التاريخ".
واختتم رشوان صاحب المكتبة قائلا: "عقار 21 فى شارع الجمهورية شاهد على الزمن واحنا مش هنمشي ونسيب إيد الفساد تمسح تاريخ العمارة اللي هو جزء من تاريخ نضال بورسعيد وتاريخ مصر بالكامل".