ألمانيا تتخلف عن تنفيذ تعهد باستقبال لاجئين من مناطق الأزمات
أظهرت تصريحات حكومية تخلف ألمانيا عن تنفيذ الجدول الزمني الخاص بالاستقبال المنظم لآلاف اللاجئين من مناطق الأزمات. ولم تستقبل البلاد سوى 4800 لاجئ فقط، بالرغم من إعلان الحكومة مسبقا نيتها استقبال أعداد أكبر من ذلك.
وقالت وزارة الداخلية الألمانية ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن ألمانيا لم تستقبل على نحو منظم حتى الآن سوى 4800 لاجئ، في حين أنه كان من المخطط أن تستقبل 10200 لاجئ بحلول الخريف المقبل.
وقال متحدث باسم الوزارة اليوم الأربعاء: "بسبب تأخر تشكيل الحكومة، بدأت الإعدادات التنظيمية المعقدة لاستقبال لاجئين متأخرة".
يُذكر أن الحكومة الألمانية الحالية تولت مهام منصبها عقب ستة أشهر من الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر عام 2017. وبوجه عام، تتخلف دول الاتحاد الأوروبي عن تنفيذ خطط الاستقبال المنظم للاجئين، حيث كان من المخطط في الأساس أن تستقبل نحو 50 ألف لاجئ من مناطق الأزمات خلال الفترة من ديسمبر عام 2017 حتى أكتوبر عام 2019. وحتى يونيو الماضي لم تستقبل دول الاتحاد الأوروبي على نحو منظم سوى 34700 لاجئ، بحسب بيانات المفوضية الأوروبية.
وقالت متحدثة باسم المفوضية لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم تمديد برنامج الاستقبال بناء على قرار من المفوضية الأوروبية حتى نهاية هذا العام، مضيفة أنه تم إبلاغ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بذلك في مايو الماضي.
وكانت دراسة أجراها معهد "كانتار أمنيد" المتخصص، بتكليف من مؤسسة "بيرتلسمان" قد أظهرت مؤخرا أنّ نحو 52 بالمائة من مواطني البلاد يرون أن هناك هجرة مفرطة في ألمانيا. ورأى 49 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع ضمن الدراسة أن ألمانيا لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين، لأنها وصلت لحدودها الاستيعابية القصوى، مقابل 54 بالمائة كانوا يرون ذلك في دراسة مشابهة عام 2017.
وأظهرت الدراسة أن سكان مناطق شرق ألمانيا أكثر ارتيابا إزاء الهجرة، مقارنة بسكان غرب ألمانيا، ومع ذلك فإن أغلبية كبيرة من سكان شرق ألمانيا بدءوا يرون آثارا إيجابية للهجرة، على سبيل المثال بالنسبة للاقتصاد، وذلك بعد القلاقل التي شهدتها ألمانيا عام 2015 بسبب تدفق عدد كبير من المهاجرين، حسبما ظهر في تقرير وكالة الأنباء الألمانية.