حتى لا تغيب شمسك
خلق الله الإنسان وسواه في أحسن تصوير جعلة مخلوق يعي ويبصر لكل ما حوله ولكن بنسب متفاوتة ‘ منا من يمتلك البصر ولكن لا يمتلك البصيرة ‘ ومنا من يمتلك إدراك رد الفعل ومنا لم يدركه‘ ومنا من يعي كل شيء بالإدارك السمعي فقط ‘ ومنا من يعي ويدرك النظر فقط ‘ جعلنا مختلفين في كل شيء بداية من وجهات النظر والشخصيات إلى الاهتمامات ‘ والمنظور الواقعي للحياة ‘ لكل منا شمسه الخاصة فشمس الإنسان هي بصيرته ومبادئه وقيمة وأمانية في الحياة منا من يسعى وراء تحقيق أمانيه ويجعل نضوج روحة فيها ‘ ومنا من يسعى وراء تحقيق ذاته ‘ ومنا من يحلم بالنجاح الدائم ‘ ومنا من يجعل روحه في قيمة ومبادئه.
ومنا الكثير من الاختلافات التي لا سّيما تغيب من حين لآخر عن الخاطر ‘ ولكن الشيء الوحيد الذي لا بدَّ أن يدرك ألا وهو إدراك القيم .
فالقيم هي كل أساس ثابت في الحياة ‘ وكل استقامة تقام عليها مبادئك وأعمالك‘ هي كل قواعدك التي تجعلك مختلف بها عن الحيوان‘ تلك القيم تجعل منك صاحب أسلوب مختلف عن الآخر‘ فكلا منا يضع قيمة حسب وجهات نظره ومعتقداته‘ وليس بالضرورة الموافقة عليها أو رفضها لإثبات أحقيتها في المجتمع‘ فلكل منا منظورة الذي يتدخل به مستوى تفكيره‘ وبيئته والظروف المحيطة‘ وتطويره من ذاته‘ وعقله وأفكاره‘ فالقيم تخص مشاعرك الخاصة من نفسيتك‘ ورغباتك وميولك العاطفية‘ وهي الشيء الوحيد الغير الوراثي بل هي الشيء الوحيد المكتسب من تطوير فكرك وبيئتك المحيطة‘ الشيء الجدلي دائما الذي يتدحرج دائما بين الخيرو الشر أو الخطأ والصواب‘ شأت أم أبيت فقيمك هي أنت هي ذاتك اللا مرئي بأفكارك المرئية.
في الواقع أرى أن شمس الإنسان في تلك القيم التي إذا صلحت صلح كل شيء سواء في حياته الاجتماعية أو العملية‘ وإذا غابت تلك الشمس غاب عن تلك الحياة الوضوح والنهار وتبدأ في ظهور العتمة والسحب التي تحجب عنك رؤية أمور حياتك الصحيحة.
ومن أهم اكتسابات وضع تلك القيم إلى حياة الفرد والمجتمع! انها تجعل الشخص ذو شخصية قوية ورأيي ثابت لا يتجزأ‘ وتزيد من التحفيز على صنع ما تقرر تنفيذه‘ وحماية الفرد من الوقوع في أي خطأ فتلك القيم بمثابة الدرع الواقي لك من المجتمع وعاداته وتقاليدة والعرف المتبع دون النظر إلى صحية تلك العادات أو حلالة من حرامة‘ وأيضا المساعدة على الاستقرار النفسي والداخلي فتمنع التشتت العقلي عنك في أمور كثيرة‘ مثل التردد التي لا سيما إذا وجد مزق روح وعقل الإنسان‘ فالقيم تجعل منك شخصية ثابتة لا تنجرف وراء الهوى‘ وتجعل منك إنسان متزن ذو قدرة على تحمل مسؤولية قراراتك الخاصة.
والقيم أنواع منها:
الاجتماعية والتي تجعل منك شخصا محب للغير‘ وخدوم لهم وتميل إلى مساعدتهم دائما‘ ومنها القيم الاقتصادية تلك القيم إذا وضعت في شخصية الفرد جعلت كل من حول ذلك الفرد مثابر وشغوف لعمله‘ فتحسة دائما على جعل العالم المحيط به وسيلة للحصول على الثروة وزيادة الأموال‘ اما عن القيم الدينية فتجعل منك إنسان يبحث عن ما وراء ذلك العالم ومعرفة أصل الحياة والوجود والبعث‘ ومعرفة الله حق معرفتة فتجعل منك إنسان يبحث دائما عن رضا المولي عليه‘ وإذا توصلنا إلى القيم المعرفيّة فتلك القيم تجعلك متميز‘ بالإبداع والرغبة بالمعرفة والتميّز عن الآخرين، والروح العظيمة، والرغبة في تحقيق نجاحات كبيرة في حياته.
ومن أهم القيم التي يقام عليها المجتمع هي القيم لشخصيّة: والتي عند وجودها صنعت منك فرد أقرب إلى الصبر والثقة الزائدة بالنفس والشجاعة والكثير من الصّفات الشخصيّة الأخرى، ويتميّز من يتمسّك بهذه القيم بالقوّة وحبّ الذات ويرون أنّ لا أحد يستحق سوى أنفسهم فتجدهم يفكّرون لأنفسهم وتطوير ذاتهم وليس لأجل إرضاء الآخرين والتقرّب منهم.
مما لا شك فيه ان كلما أبدعت في التمسك بقيمك الحياتية ‘ جعلت منك الحياة إنسان مبدع في فهم تفاصيل الحياة ‘ وتجعل منك شخص تفهم وتعي ما تريد تحقيقة ‘ فتلك أكبر المعارك التي يخوضها الإنسان ‘ فحياتك هي مملكتك أنت وحدك، فضع ما تراه مناسبا من القيم التي تجدها تكوّن نفسك وتفرض شخصيّتك على الآخرين، وترى في هذه القيم راحتك، لذلك.
فمن يعيش بلا مبدأ وبلا قيم سيموت بلا كرامة لا محالة، وتميّزك عن الآخرين هو ما سيجعلك مختلفا ذا شخصيّة منفردة ينجذب إليها الآخرين، فلا تعش كما يريدك الآخرون أن تعيش، وكما تريد لك الحياة، بل عشها كما تريد أنت وستكون راضيا.
فالحياة معركة إمّا أن تعش لتحقيق قيمك ومبادئك أو تموت بلا كرامة فالقرار بيدك.
