جزار برتبة جنرال.. سيرة ذاتية قوية لسفير أمريكا الجديد بالسعودية
أعلنت الإدارة الأمريكية أمس، عن ترشيح الجنرال المتقاعد جون أبي زيد القائد الأسبق للقيادة المركزية بالجيش الأمريكي، سفيرا جديدا في السعودية، لتتخذ خطوة جديدة في العلاقات بين البلدين، التي توترت منذ فترة بسبب مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.
ويحتاج أبو زيد لموافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيحه ليشغل منصب سفير واشنطن لدى المملكة، ويعتبر من أبرز القيادات التي أشرفت على عمليات عسكرية بأفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ولذلك فهو يتمتع بخبرة جيدة من أجل منصبه الجديد.
نشأته
أبو زيد أمريكي من أصل لبناني ولد بشمال كاليفورنيا عام 1951، وكان جده من المهاجرين من لبنان لأمريكا في أواخر القرن الـ19، وهو من الكاثوليك، وعمل والده مهندسا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، بينما توفت والدته بالسرطان وهو صغير.
حياته الشخصية
أبو زيد متزوج ولديه 3 أطفال وتعلم العربية في الجيش ويتحدثها بطلاقة، وأعطى محاضرات عن الحرب في عدة جامعات، منها محاضرة عن الحرب العالمية عن الإرهاب في الكلية البحرية، كما ألف عدة كتب وحصل على العديد من الجوائز.
تعليمه
تلقى أبو زيد تعليما عسكريا في الأكاديمية الأمريكية العسكرية بنيويورك عام 1973 كما التحق وكلية أركان القوات المسلحة، كما حصل على زمالة من الكلية الحربية بالجيش الأمريكي في معهد هوفر بجامعة ستانفورد.
أما بالنسبة لدراسته الميدانية، فحصل على درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد وحصل على زمالة أولمستيد سكولار بجامعة عمان بالأردن، وألف بحثا مكون من 100 صفحة حول السياسة الدفاعية للسعودية خلال رسالة الماجستير بجامعة هارفارد.
مناصبه
بعد تخرج الجنرال العسكري من الأكاديمية العسكرية الأمريكية عمل كملازم ثان ثم انضم لفريق المظلات بشمال كارولينا وخدم كقائد بالجيش الأمريكي عام 1983، كما شارك في حرب الخليج وقاد كتيبة في العراق لحماية الأكراد، وقام بإنشاء شبكة استخباراتية في القرى الكردية، وتحويل القوات العسكرية لفرق لحفظ السلام بين الجنود العراقيين والأكراد، كما شغل منصب مساعد الفرقة الأولى المدرعة في حرب البوسنة والهرسك، وتولى منصب المساعد التنفيذي لرئيس هيئة الأركان المشتركة، ثم مديرها، وتقاعد في مارس 2007، لكنه بقى يعطي الاستشارات للمسئولين بالجيش، ليكون أطول قائد للقيادة المركزية الأمريكية حيث عمل بها من يوليو 2003 حتى مارس 2007.
العراق
كان نائب القيادة المركزية الأمريكية أثناء حرب العراق، ووصل لقاعدة العديد في قطر بتكليف من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش عام 2003 قبل الحرب بيومين، وبعد سقوط صدام حسين تولى قيادة الجيش الأمريكي، وقال في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في أغسطس 2006، إنه راض عن الحرب، ويرى أن العنف الطائفي في بغداد كان أسوأ شيء وإذا لم يتم إيقافه كان سيقود البلاد لحرب أهلية، موضحا أنه متفائل بمستقبل البلد الذي قاد حربا ضدها، وعرض على جورج بوش فكرة إرسال مزيد من القوات الأمريكية عام 2007 للعراق من أجل تعزيز الأمن بها.
برنامج إيران النووي
في تصريحاته لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في سبتمبر 2007، قال إن أمريكا بحاجة للضغط على المجتمع الدولي بأقصى ما تستطيع على إيران من أجل التوقف والكف عن تطوير سلاح نووي، موضحا أنه لا يستبعد أي خيار قد تضطر بلاده للتعامل معه من أجل وقف طهران.
روسيا
يعتبر من أشد المعادين لروسيا، وعمل كمبعوث خاص للجيش الأوكراني من أجل تعزيز قدراته ضد العدوان الروسي، ويرى أنه ليس من حق روسيا الاستيلاء على شبه جزيرة القرم.
تأثير كبير وفشل كوشنر
يقول المحللون السياسيون عنه، إن فهمه العميق لشئون الشرق الأوسط وخبرته الطويلة بالحروب، سيمكنه من التعامل مع القضايا الشائكة في المنطقة، ويقول «بروس ريدل»، باحث في معهد بروكينجر، إن ترامب أحسن الاختيار بترشح أبي زيد، لأنه يتبع إستراتيجية جيدة في التعامل مع الأزمات، بينما علق جيرالد م. فييرستين، السفير السابق في اليمن والدبلوماسي الثاني لوزارة الخارجية الأمريكية لسياسة الشرق الأوسط، على الأمر بقوله: إن ترامب لا يزال يفضل تعيين الضباط العسكريين في مناصب ميدانية عليا، ولكن المرشح الجديد قد يكون له تأثير على السعوديين، مؤكدا أن ذلك يؤكد فشل إدارة صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر في معالجة أمور الشرق الأوسط.
فيما يوضح أندرو ميلر وهو مسئول سابق في وزارة الخارجية والبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أن اختيار أبي يزيد تقليدي للغاية ولن يضيف جديدا، قائلا "هناك تاريخ طويل من الضباط العسكريين المتقاعدين الذين يعملون في هذا المنصب".