مدبولي لنائب رئيس وزراء إيطاليا: هناك فرص واعدة للتعاون الاقتصادي
استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ويجي دي مايو، نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير التنمية الاقتصادية، الذي يزور القاهرة لتعزيز أطر التعاون الثنائية بين مصر وإيطاليا.
وجاء ذلك بحضور وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والاستثمار والتعاون الدولي، والبترول والثروة المعدنية، والتجارة والصناعة، ومساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، فضلًا عن سفير إيطاليا لدى القاهرة.
وقال السفير أشرف سلطان، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء رحب في مستهل اللقاء بنائب رئيس الوزراء الإيطالي، معربًا عن تقديره لتلك الزيارة التي تعد أول زيارة يقوم بها المسئول الإيطالي خارج إيطاليا منذ توليه مهام منصبه، حيث أشاد رئيس الوزراء بحالة الزخم التي تشهدها العلاقات بين البلدين في ضوء الزيارات رفيعة المستوى التي تسهم في تعزيز العلاقات المصرية الإيطالية، ودعم التعاون الاقتصادي بينهما، مشيرًا إلى أن إيطاليا من أهم الشركاء الاقتصاديين لمصر على المستوى الأوروبي والعالمي.
وأشار رئيس الوزراء إلى تطلع مصر إلى مزيد من التعاون مع إيطاليا في مختلف القطاعات الاقتصادية، فضلًا عن تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، في ضوء الفرص الاستثمارية المتاحة في المشروعات القومية الكبرى التي يتم تنفيذها من بينها المدن الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلًا عن مجالات التعاون الممكنة في عدة قطاعات.
وخلال اللقاء، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون المثمر الذي تم إحرازه في المشروعات الجاري تنفيذها في مجال البترول والغاز الطبيعي بالتعاون مع الشركات الإيطالية في مصر، خاصة إيني في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي، وما يجري بالنسبة لأعمال الاستكشاف في عدد من الحقول الجديدة، مؤكدًا حرص الحكومة المصرية الاستمرار في بذل الجهود لتحول مصر إلى مركز إقليمي لتداول ونقل الطاقة من منطقة شرق المتوسط إلى القارة الأوروبية.
وأشار رئيس الوزراء خلال اللقاء إلى أهمية اجتماعات مجلس الأعمال المصري الإيطالي باعتباره يمثل إطارًا رئيسيًا للتعاون بين رجال الأعمال في البلدين، وقاطرة لزيادة حجم الاستثمارات المشتركة.
كما أكد رئيس الوزراء على حرص مصر على استمرار التعاون القائم مع الجانب الإيطالي فيما يتعلق بقضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، بهدف كشف حقائق هذه القضية، مشيرًا إلى أهمية دفع العلاقات بين البلدين سواء في مجال الاستثمارات أو زيادة حجم التبادل التجاري بينهما لكي يصل إلى 6 مليارات دولار.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي خلال اللقاء عن تطلع مصر لمزيد من التعاون الأوروبي خاصة الإيطالي لمواجهة ومكافحة الإرهاب من خلال توفير معدات وأجهزة فنية لمكافحة الإرهاب ودعم الجهود الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحًا جهود الحكومة المصرية فيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية، وما أسهمت فيه التدابير التي تم اتخاذها على المستويات التشريعية والاقتصادية وتأمين الحدود وضبط السواحل في وقف تدفقات الهجرة من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016.
وتناول اللقاء أيضًا تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار التنسيق الدوري بين البلدين لتوحيد الرؤى والمواقف خاصة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ومن بينها ما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، حيث أكد رئيس الوزراء على حرص مصر والاستمرار في تنفيذ خارطة الطريق واستكمال جميع الاستحقاقات الدستورية بما يضمن انتظام المسار السياسي والتوصل إلى صيغة شاملة تحقق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا.
ومن جانبه، أعرب لويجي دي مايو، نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير التنمية الاقتصادية عن خالص شكره على حفاوة الاستقبال والترحاب الكبير الذي لمسه من خلال التعاون مع المسئولين المصريين، موضحًا أن زيارته إلى القاهرة هي أول زيارة خارجية يقوم بها خارج إيطاليا منذ توليه منصبه، مشيرًا إلى أن إيطاليا لديها نوايا صادقة ورغبة أكيدة للتعاون ودعم علاقاتها مع مصر، حيث تأتي هذه الزيارة للتأكيد على حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة في مجال الغاز والطاقة الذي يشهد حالة زخم كبيرة في ظل الإنجازات التي تحققت والاكتشافات التي تم التوصل إليها في الفترة الحالية، وأضاف في هذا السياق إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة ولها أبعاد كثيرة.
وأشار نائب رئيس وزراء إيطاليا إلى تقديره حول ما لمسه خلال الزيارة من اهتمام جاد لكشف كل ملابسات قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.
وأشار نائب رئيس وزراء إيطاليا وزير التنمية الاقتصادية إلى رغبة بلاده في المشاركة في جميع المشروعات التي تقام في المدن الجديدة، ومختلف المجالات بما في ذلك الغاز والبترول، معربًا عن تطلع الشركات الإيطالية نحو ضخ استثماراتها في السوق المصري لاستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في المشروعات القومية الكبرى التي يتم تنفيذها حاليا، هذا إلى جانب حرص الشركات العاملة في السوق المصري على التوسع في أنشطتها والاستفادة من حالة الزخم التي تشهدها العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أضاف أن التعاون المصري الإيطالي سيكون له انعكاسات إيجابية وثقل لدى دول المتوسط وجنوب أوروبا، وأشار إلى أهمية تنشيط مجلس الأعمال المصري الإيطالي بهدف دعم التعاون بين البلدين.
قدم المسئول الإيطالي التهنئة على برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم تطبيقه في مصر وعلى برنامج الحكومة المصرية الجديد الذي تم إعلانه مؤخرًا، معربًا عن اقتناعه أن هذا الجهد سيثمر عن نتائج واعدة وسيضع مصر على طريق التنمية الحقيقية.
وشدد لويجي دي مايو على دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب، مؤكدًا استعداد بلاده لتقديم كل الدعم الفني المطلوب لمواجهة الإرهاب وكذلك لدعم الجهود المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، معربًا في هذا الصدد عن تقدير بلاده لما قامت به مصر من جهود حثيثة لمنع الهجرة غير الشرعية دون المطالبة بدعم مادي من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أهمية هذا الملف لبلاده وللاتحاد الأوروبي.
وأضاف نائب رئيس الوزراء الإيطالي أن بلاده تتفق وهدف مصر بتحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار السياسي في ليبيا لأهمية هذا الملف وأن هناك تنسيقا مع مصر وتعاون لحل هذه الأزمة، موضحًا في هذا السياق أن حكومته سبق أن نظمت مؤتمر دولي للسلام في ليبيا للمساعدة في حل الأزمة.