عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"هلت أيام البركة".. فضل العشر من ذي الحجة.. جزاء مضاعف لـ"العمل الصالح".. وهذا ثواب الصيام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عشر ذي الحجة، في هذه الأيام العشرة نستشعر معها نفحات ونسائم الحج، هذه الفريضة الغالية التي تشتاق إليها القلوب والأنفس وتتجدد كل عام مع بداية ذهاب أفواج الحجيج إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج.


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه ورد في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة أن هناك خمسة فضائل للعشر الأوائل من ذي الحجة.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة، لها فضائل عدة، فالله تعالى أقسم بها في كتابه العزيز، والعمل الصالح فيها جزاؤه مضاعف، والصيام فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله، وفيها يوم عرفة أعظم يوم في أيام السنة، لأن الله عز وجل يغفر فيه الذنوب جميعًا.

واستشهد بما قال الله عز وجل: «يا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»، منوهًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: ما من أيام «العمل الصالح فيهن»، -وفي رواية البخاري: «فيها» - «أحب إلى الله من هذه الأيام»، وفي رواية الترمذي: «من هذه الأيام العشر»، فحددها، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد؟! قال: «ولا الجهاد»، رغم أن أفضل الأعمال عند الله عز وجل الجهاد في سبيله عز وجل.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ ففي «سنن أبي داود» وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس».

وجاء عن حفصة رضي الله عنها قالت: «أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة» رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.

وورد فيما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائما في العشر قط»، وقال الإمام النووي في «شرحه على مسلم»: «قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة، قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابا شديدا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله.

وثبت في «صحيح البخاري» أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها «لم يصم العشر» أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس» ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي وفي روايتهما: «وخميسين».

وفيما يخص فضل الصيام، ورد هذا الفضل في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة؛ يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر» أخرجه الترمذي في سننه.