مراقبة المساجد بالكاميرات.. لـ"الحماية" أم لـ"التجسس".. "الأوقاف": هدفنا تأمين المصلين.. والأئمة: عودة للفكر الأمنى.. مفكر إسلامي: تصون بيوت الله
أثار قرار وزير الأوقاف مختار جمعة، بوضع كاميرات مراقبة داخل المساجد، ردود أفعال متباينة لدى الأئمة والدعاة، فأكد البعض، أن كاميرات المراقبة داخل المساجد هدفها تكميم الأفواة والسيطرة على المنابر والمساجد لصالح النظام، بينما رحب آخرون بهذا القرار، مؤكدين أنها خطوة تأخرت كثيرًا نحو التصدي للإرهابيين الذين يروجون لأفكارهم المتطرفة داخل المساجد، فالكاميرات سترصد أي محاولة للقيام بأعمال إرهابية أو سرقات داخل المساجد.
وجاءت الأحداث السياسية التي تعيشها مصر في الوقت الراهن من خلال محاربة الإرهاب إلى الدعوة، لمراقبة الأئمة والمصلين داخل المساجد، لكن لماذا وزارة الاوقاف تفكر بالعقل الأمني؟ وما علاقة هذا بتطوير بالخطاب الديني؟
الكاميرات لحماية المصلين
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الوزارة قررت تركيب كاميرات مراقبة في مساجد مصر بهدف حمايتها من الإرهاب والتفجيرات، ومراقبة الأفكار المتطرفة والتكفيرية داخلها، ومنع أي تشويش على المصلين لتوفير جو الطمأنينة والهدوء لمساعدتهم على الخشوع في الصلاة.
وأوضح "عبد الرازق"، أن "الأوقاف" فكرت في هذا المشروع منذ عام 2010، لكنه لاقى معارضات شديدة من الأهالي وقتها، لكن بتغير الظروف وانتشار العمليات الإرهابية تم استحداث القرار وجعله قرارًا نهائيًا، حيث سيتم البدء بتركيب الكاميرات في المساجد التي بها صناديق النذور الأول، ولفت "عبدالرازق" أن تنفيذ القرار سيأتي على ثلاث مراحل، تبدأ بالمساجد الكبرى في العاصمة، مثل مساجد عمرو بن العاص والنور والحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، لحماية الأموال التي بالصناديق، ومراقبة عمل الأئمة والعمال، وضبط الخطاب الدعوي
وأضاف أنه سيتم الانتقال إلى تأمين وحماية المساجد الأثرية أيضًا بتركيب كاميرات مراقبة بها، ثم بعدها الانتقال إلى المساجد الكبرى في المحافظات حتى يتم فرض الحماية والتأمين الشامل على المساجد في جميع أنحاء مصر، ومراقبة جميع مداخلها ومخارجها، وتصوير أي إرهابي يحاول القيام بأي عمل من شأنه تدمير المسجد أو قتل المصلين.
عودة الفكر الأمني
قال
المفكر الإسلامي عبد الغفار هلال: "إن تقدم التكنولوجيا الحديثة لابد أن نستثمرها في مواجة التطرف، فبعد مشاهد قتل المصلين وعمليات التفجير المتشرة في مصر، فالاحتراز واجب ولا بأس من تعليق كاميرات لتظهر من يدخل الجامع بهدف الصلاة أو الارهاب، فهذا
تطور يحمي المساجد والمصلين من الإرهابيين، كما أنه لا يقلق الخطباء، لانهم كلهم
تابعون لوزارة الأوقاف.
أئمة الأوقاف "إخوان"
رحب
الدكتور أشرف سعد من علماء الأزهر، بقرار وضع كاميرات داخل المساجد، مؤكدًا أن أئمة
الأوقاف ينتمي معظمهم إلى جماعة الإخوان المسلمين وبعض الجماعات المتطرفة الموجودة
في المجتمع، فنحن في حاجة إلى حماية الدولة من خطباء وزارة الأوقاف، ولفت أن
المواجهة الأمنية من وزارة الأوقاف، تعبير على ضعف المؤسسات الدينية في مصر، فنحن أمام
مشكلة عدم معرفة من يقود المواجهة الفكرية، بالمحاربة الفكرية هي الأساس في مواجهة الفكر المتطرف الإرهابي، الذي تعانى منه مصر طوال العقود السابقة.
وطالب
قيادات المؤسسات الدينية، أن يكونوا أصحاب رسالة وقضية واضحة بدلا من الحفاظ على
المنصب، فمن يواجه الجماعات الإرهابية أصحاب الكراسي السلطوية، وهذا أمر غير مبشر
على الإطلاق، فنحن نحتاج إلى قاعدة كبيرة من المفكرين والكتاب والعلماء، تقاوم هذا
الفكر الإرهابي.
المساجد
للصلاة وليست للتجسس
بينما
قال أحمد عبد العزيز، أحد أئمة الأوقاف: "إن القرار يهدف إلى تحويل المساجد من مكان
للعبادة إلى أماكن لتمجيد النظام والحكومة"، مؤكدًا أن رفض إقامة ندوات دينية داخل
المساجد كارثة، فالمساجد أُعدت للندوات الدينية ومناقشة قضايا المجتمع، الحكومة
تسعى بتلك القرارات إلى تحويل المساجد إلى أقسام شرطة، أو قصرها على الصلاة فقط.
وأكد "عبد العزيز"، أن المساجد أماكن مقدسة جُعلت للصلاة وليس للتجسس عليها، لافتًا إلى أن
ما تقوم به الحكومة داخل المساجد من وضع كاميرات، وتوحيد خطب الجمعة، ومنع الندوات
معركة خاسرة لن يستجيب لها إلا ضعاف النفوس الذين يحرصون على علاقات آمنة من أجل
مصالحهم، وفي المقابل سوف يقابلها عدد كبير من الأئمة بالرفض، لأن معظم علماء مصر
يعرفون الحق، ويعرفون ما يجب عليهم أن يقولوه.
كما أكد الدكتور محمد زكي، الأمين العام للدعوة ورئيس لجنة الفتوى في الأزهر، أن كل ما
يقدم نفعا ويمنع ضرًا أمر مسموح به فمن المفترض ان يتعاون المجتع على البر والتقوى
وليس على العدوان، أما إذا كان الهدف من وضع الكاميرات هو التجسس وتضييق حرية
المصلين فهذا امر غير مسموح به، اما إذا كان الهدف ضبط حركة العمل وجعلة فى غاية
الجودة والاتزان ووضع آليات تحقيق هذا العمل دون التعرض لحرية الآخرين، فهذا عمل
يقره الشرع، لأنه يساعد على الكشف عن المفسدين أصحاب الفكر المتطرف.