البيضة ولا الفرخة ؟!
قبل أن يعثر المصريون علي تفسير مقنع لإرتفاع أسعار البيض علي إختلاف أنواعه وأحجامه وألوانه ، أبيضه أوالأحمر منه .إستيقظ نفس المصريين علي أصوات باعة الدواجن المجمدة ، الذين وعلي مايبدو قد إتفقوا فيما بينهم علي توحيد كلمات النداء صيغته .. نداء واحد في كل الشوارع والميادين ... ( ال6 فرخات ب 100 وبص علي الصلاحية ) !!
شيئ لا يصدقه العقل ، دجاجة مكتملة الأنوثة لا ينقصها رقبة ولا " زلموكة " أو جناح ، يصيح بائعيها بأعذب الأصوات وأنكرها لإستمالة أسماع المارة وجذب إنتباه العابرين ليشتروا دجاجة بسعر عشرة بيضات أو أقل !
الأمر الذي كان من شأنه إشعال مواقع التواصل وروادها بالبحث عن حل للغز تلك " الفرخة " إللي ال7 منها ب 100 جنيه .
بعد أن كان شغلهم الشاغل طيلة الأسابيع الماضية التندر علي ارتفاع اسعار بيض تلك الدواجن ، فراحوا يتفننون في ابتكار العديد من الصور المصحوبة بالتعليقات ، تلك التي يطلق عليها إصطلاحاً (( الكوميكس )) والتي لم تخلُ أبداً من التهكم والسخرية من جشع بعض التجار وأصحاب المزارع ، قبل أن يخرج أحد الوزراء بتصريحه الذي كان بمثابة الماستر سين أو المشهد الأهم في حوار البيض هذا حين قال ( سعر تذكرة المترو يشتري بيضة ونص ) وكان يقصد بالطبع التدليل علي إنخفاض سعر التذكرة ، لكن وبمفهوم المخالفة فإن التصريح ذاته كان دلالة قوية علي إرتفاع أسعار البيض .
علي أية حال ...
قد كان ما كان مما لست أذكره ، فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر !!
إنتشرت الدواجن المجمدة في بر مصر بكامله واللي كان كان
، ولست أنا ضد انتشار اللحوم أو الدواجن أو أي سلعة من السلع ( وأتحدث هنا كمواطن ) فكلما زاد حجم المعروض من السلع كل السلع لا علي التعيين إنخفضت الأسعار في المقابل ،( و ياريت نستورد البيض كمان لو كان ينفع )، ولكن ما يهمني بالدرجة الأساس هو الإطمئنان إلي جودة وسلامة تلك السلع أو المنتجات ...
وهنا يأتي دور المسئولين في التوضيح وإذاعة مالديهم من المعلومات بشأن موضوع الدواجن حيث أن تأخر المسئول في الخروج بتصريحه يضع المواطن في حيرة ويجعله فريسة للشائعات من غير ذوي الخبرة أو أهل الإختصاص ، فيا حضرات المسئولين تحدثوا إلي المواطنين ولا تغيبوا عن المشهد ولا تتأخروافي الظهور .
وفيما يخص المواطن المشتري لتلك الدجاجات فأقول له يا أخي المواطن" كل وانت مطمَن "وفقاً لتصريح أحد كبار المسئولين ، كل ماعليك فعله ياعزيزي هو التأكد من تاريخ الإنتاج والصلاحية وعدم الشراء من أماكن غير مجهزة بالمبردات اللازمة للحفاظ عليها مجمدة ، لأنه وكما قال لنا أهل الطب البيطري التفكيك وإعادة التجميد يسهل نمو البكتيريا ومن ثم إفساد الدجاجة وعدم صلاحيتها ...
كان هذا عن المواطن والمسئول ، فماذا عن الدولة ؟؟
قطاع الدواجن في بلدنا ليس بالقطاع البسيط أو الهين، حيث تبلغ استثماراته قرابة ال4 مليارات جنيه ، يعمل به الآلاف من أبناء مصر العائلين لأسرهم والذين سيتضررون حتماً لو كسدت تجارة دواجنهم ، ومهما بلغت أعداد ما تم استيراده من الدواجن فإنها ستنفذ قريباً وتعود ريمه لعادتها القديمة من الاعتماد علي دواجن مزارعنا التي لو لم تدعمها الدولة ستنقرض وتصير أثراً بعد عين هي وأصحابها والمشتغلين فيها ... وأخيرا نقول ..
كثر الحديث عن هوية تلك الدجاجات ، هل هي أوكرانية أم برازيلية ؟
بالله عليكم ماذا يفيدنا إن كانت أوكرانية وماذا سيضيرنا لو كانت برازيلية ؟ وهل أحسن أهلها التربية أم كانت دجاجات منحرفة ؟ كفي هراءاً أيها الفضلاء فغاية ما نتمناه ونأمله هو أن يكون ذبحها قد جري وفق شريعتنا الإسلامية وفي هذا الكفاية .