عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

من النيل إلى الفرات !!


تسعى الصِّهْيونية العالمية دائمًا وأبدًا إلى إذلال وإضعاف العالم العربي، فهذا مشروع قديم حديث، لتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة، وتابعة للقوى العالمية الكبرى، وذلك لِما يمتلكه من موارد طبيعية غير عادية، ففي عام 1982 قام العديد من المراكز البحثية الأمريكية والأوروبية بصناعة مشروع، وكان مهندسه برنارد لويس، وسَمَّوْه مشروع الشرق الأوسط الجديد، وقد تَم عرضه على الكونجرس والموافقة عليه في عام 1983، وفي حرب لبنان الأخيرة أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس نبوءةَ ما يُعرَف بالشرق الأوسط الجديد، إذًا هذه ليست مؤامرة كما يقول العديد من الناس؛ لأن المؤامرات تُصنع وتُدار دائمًا في الخفاء، ولكنهم أعلنوها صراحةً، وهذا واضحٌ جَلِيٌّ في كل كتابات وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة هنري كلينتون.

بدا هذا المشروع الشيطاني عندما دفعوا صدَّام حسين؛ ليخوض حربًا طويلة بالنيابة عنهم ضد دولة إيران، وقد تَم دفع فاتورة هذه الحرب من قِبَل دول الخليج، وقد لعِبَتْ بعض القوى الإقليمية أدوارًا قذرةً، وبعد انتهاء حرب الخليج دفعوه لاحتلال دول عربية شقيقة وهي دولة الكويت، وكل هذه الحروب ما هي إلا إنهاك للجيش العراقي والجيوش العربية، وتسويق أكبر كمٍّ ممكن من الأسلحة؛ لأن صانعي الأسلحة لا يريدون سلامًا، ولا يَعنيهم سفك الدماء، وترميل النساء، وتشريد الأطفال، فكل ما يَعنيهم هو إنعاش اقتصادهم، ولهذا السبب تَم إشعال الحروب مستغلين الأزمات الطاحنة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، بسبب سنوات طويلة من الاستعمار والتهميش من قِبَل الحكومات التابعة للقوى الكبرى.

عندما افتتاح بنجورين رئيس وزراء إسرائيل السابق، ومؤسس دولة إسرائيل- مفاعل إسرائيل النووي (ديمونة)، قال: حتى لو امتلكنا أكثر من 500 رأس نووية، فهدفنا هو أن هناك ثلاثَ دولٍ لابد من تدميرها، وتقسيمها على أساس ديني وطائفي وعِرقي، وهذه الدول هي: العراق وسوريا ومصر، ومصر هي الجائزة الكبرى، وهذا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر.

ولكني أقول لتجار الحروب وأعداء السلام وسفَّاكي الدماء - ونحن مقبلون على عام جديد -: الحذر كل الحذر؛ لأن اللعب بالنار قد يحرق الأخضر واليابس، وإن الشعوب العربية لم يَعُد لديها ما تخاف عليه، وإن تجار الحروب سوف يَحترقون بنيران أسلحتهم عاجلاً غير آجلٍ.