"عبد الودود" يكتب رسالته الأخيره إلى والده حسن محارب

قادتنى الصدفة ان امر بجوار نقابة الصحفيين، إلا ان لفت نظرى قطعة من القماش مكتوب عليها: "نقابة الصحفيين تحتفل بالذكرى الثالثة للشاعر احمد فؤاد نجم"، وبما اننى من عشاقه ومريديه ادركت ان الاحتفالية قد يكون بها الجديد من حكاوى رفاق الرحلة، الذين عاصروا عصور السبعينات بتفاصيلها المتعددة.

قررت ان اخطو بخطوات لاهثة نحو القاعة التى عرفتها من بعيد بعد ولوج صوت هامس للشيخ إمام فى رائعته "انا اتوب عن حبك انا"، دخلت إلى القاعة التى يتوسطها مسرح كبير، وعليه عدة كراسى منتظمة بشكل ما وامام كل كرسى مايك على حامل تدرك حينها ان فرقة ما سوف تطربنا بأغانى من كتابات نجم وبصوت الشيخ إمام، مررت بعينى على الجالسين فى الجانب الأيمن بعضًا من الزملاء الصحفيين، وفى الوسط من الصف الأمامي يجلس الفنانون "سيف عبد الرحمن محمود الجندى، عزة بلبع "، وعلى اليسار يجلس بعضًا من اصدقاء ورفاق الرحلة للشيخ إمام وعم نجم فى أمسية شعرية بسيطة يتخللها الأمل فى مستقبل مشع من سوط الكلمة، يقدم الحفل الاستاذة "غيداء بلبع "، والتى عرفت انها شقيقة الفنانة "عزة بلبع"، زوجة الشاعر الراحل "احمد فؤاد نجم"، ومع كل همسة احاول ان استرق النظرات كى أري فى عيونهم المليئة بالصراعات المتداخلة وكلها تأوى إلى حب هذا البلد، بدء الحفل وصعد إلى المسرح الكثيرين كى يلقوا كلمات الرثاء على روح المرحوم الشاعر احمد فؤاد نجم، إلا ان كانت الرسالة التى ألقاها الفنان محمود الجندى، غريبة على مسامعى حيث قال: "انه كتب الرسالة الأخيرة من الوالد حسن محارب إلى عبد الودود الرابص على الحدود"، وقد عرض الأمر على عمنا نجم فى منافسة شريفة من شارع كبير وبدء فى إلقاء الرسالة بشكل يوحى إيمانه الكامل بما يكتب، وقد قال:

الوالد حسن محارب غفير برج الحمام

إليك مليون تحية ومليون سلام

من ولدك عبد الودود شاويش بالجيش التانى ضمن سلاح الحدود

اوعاك يابوى تصدق ان احنا غافلنين

ع اللى بيحصل حداكوا جواه الميادين

هو انتوا مش عارفين ان انتوا نور عنينيا

ومن الواجب علينا تكونوا مبسوطين

كيف يابوى تصدق ان نملة تهوب حداكم

غير واحنا ميتين

ملكاش صالح ياوالدى برياسة جيش بلادنا

كفاية اللى احنا فيه

طب والختمة الشريفة

احنا ما مقصرين

وحوش على الجبهة واقفة

عنيها مفنجلين

حالفين يابويا مانخلى حاجة

تعكنن عليكوا ولا حد ينام حزين

عايزك يابوى تتطمن وتطمن الباقين

ان احنا فى جيش بلدنا حلفين ومصممين

لا نخلى مصر جنة

وناسها بنى ادمين

خلاص يابويا هانت ومش فاضل غير خطوتين

والجيش تلاقيه حداكم وبيديكم تمام

ادعولنا بس يابا ربنا يقدرنا ونحقق الاحلام

وختامًا فى الختام
راح ادعى بردك زي ماكنت بتدعى زمان

الله يصون بلادنا ويحرس السلام

ولدك عبد الودود
شويش بالجيش المصرى ضمن حرس الحدود


وختم قائلًا نرجو ان نتكاتف للافراج عن "نجم" والافراج عن أعماله، زى ما عمله فى طباعه اشعاره فى ديوان كامل، ارجو ان يفرجوا عن أعماله المسرحية ايضًا،لكى يتعلم الاجيال كيف كان هذا المبدع.