الضباب يعمُ بسماء العلاقات المصرية السعودية.. ملفات شائكة مع المملكة بدأت بـ" تيران وصنافير".. والاختلاف حول مصير الأسد أجج الإشتعال.. والتقارب الروسي هدد الرياض بشبح إيران
لم يشفع التاريخ المشترك، والعلاقات القوية التى مر عليها سنوات طوال من تخفيف حدة وتيرة المشكلات القائمة بين المملكة العربية السعودية ومصر، أزمات فى الأفق بين البلدين تتفاقم وخاصة بعد ثورة 30 يونيو، حيث بدأت الفجوة تتسع والعلاقات أصابها الفتور وتخلللها مُشكلات جمًة، وسقطت العلاقات مع المملكة فى الهاوية نتيجة للخلافات في الرؤى المتعلقة بقضايا إقليمية وعربية.
تصويت مصر لصالح روسيا في مجلس الأمن:-
فأخر الخلافات بين البلدين كان نتيجة تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى فى مجلس الأمن حول أزمة سوريا، وأثار موقف مصر هذا في مجلس الأمن انتقادات سعودية وقطرية ووصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي" بالمؤلم".
وقال المعلمي بعد التصويت: "كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري) ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر.
تيران وصنافير مصرية أم سعودية:-
فربما تكون أزمة تيران وصنافير من أقوى المشكلات التى زادت من اتساع الفجوة مع المملكة، فلم تقوم مصر بالتصديق على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الخاص بجزيرتي تيران وصنافير، وخاصة بعد التوتر الذي حدث في شوارع القاهرة، والمظاهرات التي خرجت لترفض التنازل عن هذه الجزر، وإصدار حكم قضائي بمصرية الجزيرتين، وهو ما قابلته السعودية بوقف الحديث عنها.
أزمة مؤتمر الشيشان ومؤتمر غروزني:-
آخر أعراض مرض العلاقات بين القاهرة والرياض كان الغضب الذي اجتاح الأوساط الدينية والصحفية في المملكة على خلفية المؤتمر الذي عُقد بالشيشان تحت عنوان "أهل السنة والجماعة"، وكان قد حضره الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دون دعوة أى أحد من الرموز الدينية فى السعودية.
وكان مؤتمر "من هم أهل السنة؟" عُقد في العاصمة الشيشانية جروزني قد استضاف عدد كبير من رموز الدين الإسلامي في العالم وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب الذي رافقه وفد من الأزهر، للنقاش حول تعريف لأهل السنة والجماعة.
وانتهى توصيات المؤتمر إلى أن أهل السنة والجماعة هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً" وفقا لبيان أصدره المؤتمر.
واستثنى المؤتمر "السلفية"، من تعريفات أهل السنة والجماعة، كما أنه استبعد مؤسسات الدين في السعودية، الأمر الذي أثار هوجة إعلامية مضادة في المملكة، هاجمت المؤتمر والدكتور الطيب، ووصل الأمر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الملف السوري وتباين الرؤى بين البلدين:-
هناك تباين في الرؤى بين الإدارتين السعودية والمصرية وخصوصا ما يتعلق بضرورة تغيير نظام الحكم في سوريا، فترى المملكة أن بشار الأسد هو السبب الرئيسي في المشكلة، وأنه لا حل للأزمة إلا بإزاحته من المشهد وإجراء انتخابات شاملة يشارك فيها جميع السوريين، تفرز حكومة معبرة عن الشعب السوري بكل أطيافه، أما الحكومة المصرية ترى أن الحل في بقاء بشار ودعم جيشه باعتباره الجيش السوري الوطني.
صداقة السيسي لروسيا:-
العداء بين روسيا والسعودية عداء تاريخي ممتد منذ عقود طويلة، ويبدو أن التقارب المصري الروسي في عهد السيسي لم يكن مزعجا للملك عبد الله، إلا أنه بات من الواضح أن هذا التقارب والغزل السياسي والإعلامي بين القاهرة وموسكو وبوتين ومصر أصبح مستفزا لدوائر عليا في السعودية.
وكانت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المهاجمة لروسيا بشدة في مؤتمر القمة العربية تعبيرا عن امتعاض وغضب شديد من سماح الرئيس السيسي بتلاوة رسالة بوتين للقمة العربية.
دعم مصر لـ"حفتر" وغضب المملكة":-
أشعل التوتر بين البلدين، فالمملكة يزعجها "خليفة حفتر"، وتعتبره ينفذ أجندة دولية، في الوقت الذي تدعم فيه مصر لحفتر ولا تتوقف عن دعمه مصرحة أنها ترى إنه الحل الوحيد والمخرج الأخير للأزمة الليبية.