ركلة جنسية ديموقراطية تحت الحزام لـ"ترامب".. تسجيلات تليفزيونية قديمة تصدم مؤيدي المرشح الجمهوري.. أعضاء الكونجرس يتراجعون عن دعمه.. والمناظرة المقبلة طوق نجاة لحزب "الفيل"
سادت حالة من الاضطراب الشديد لدى فريق حملة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب الرئاسية، عقب نشر تسجيلات تلفزيونية قديمة له منذ أيام، تكشف عن تصريحاته المهينة حيال النساء وتفاخره بتهجماته الجنسية، وهو الأمر الذي بات يهدد مكانته عند داعميه، مما يجعل مواصلة تقديم الدعم لترشيحه حتى لو كان مشروطًا، أمرًا شبه مستحيلًا، لاسيما بعد ما أعلن أعضاء الكونجرس الأمريكي بالتراجع عن دعمه وطالب بتقديم مرشح غيره.
وعلى الرغم من الاعتذارات الرسمية التي قدّمها ترامب، إلا أنها لم تثلج قلوب النساء الأمريكيات اللائي اشتعلت قلوبهن بنار الغضب حيال تصريحاته المهينة التي تسئ لهن ولشرفهن.
وباتت الواقعة حديث الصحف العالمية والشبكات الاجتماعية، حيث كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن هوية "الجندي المجهول" التي كان يقصدها ترامب في حديثه المهين عن النساء، والتي يمكن أن تتسبب في الإطاحة به من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
"نانسي أوديل"
اشارت صحيفة "entertainment tonight" البريطانية، إلى أن نانسي أوديل التي تعمل مقدمة برامج والتي شاركت فى مسلسل هانا مونتانا، هي المرأة التي حاول ترامب أغوائها جنسيا.
وبحسب الـ"ديلي ميل"، حازت أوديل "50 عامًا" على لقب ملكة جمال ولاية كارولينا الجنوبية في العام 1987، ومثلت بلادها فى مسابقة ملكة جمال أمريكا في العام 1988 وحصلت فيها على جائزة ملابس السباحة الأولية، كما ساهمت فى تسليط الضوء على تساهل الشرطة فى قضايا السكر أثناء القيادة من خلال تقاريرها الإعلامية، مما أدى إلى تحقيق فى هذا الأمر أسفر عن إصدار توجيهات أكثر صرامة فى مثل هذه الحالات
"ترامب يرد"
ومن جهته شن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب هجومًا على الأعداد المتزايدة من أقرانه الجمهوريين الذين تراجعوا عن ترشيحه، وتنبأ بأن يكونوا الطرف الخاسر.
وكتب ترامب تغريدة اليوم الأحد على صفحته في موقع «تويتر» قال فيها: "عدد كبير للغاية من المنافقين الذين يظنون أنفسهم أقوم خُلقًا من غيرهم، تابعوا أرقام استطلاعات الرأي الخاصة بهم، والانتخابات، تتراجع".
وأعاد ترامب نشر رسائل وردته على موقع "تويتر" من مؤيديه، ومنهم رسالة تهاجم "خونة الحزب الجمهوري"، وقالت إن عدم إبداء الدعم يمثل تصويتًا "لتدمير أمريكا".
وقال آخر: "قيادة الجمهوريين ينبغي أن تكون لها مهمة واحدة هي دعم المرشح الذي صوتنا له دونالد جاي ترامب".
"الشعبية تتراجع"
فيما أعلن السيناتور جون ماكين، أحد أبرز وجوه الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسة في العام 2008، سحب دعمه رسميًا السبت لدونالد ترامب بعد تصريحاته البذيئة التي سببت حالة اضطراب قوية لدى فريق حملته الرئاسية.
وقال ماكين في بيان: "لقد أردت دعم مرشح حزبنا، هو لم يكن خياري، ولكن كمرشح سابق اعتقدت أنه من المهم أن أحترم حقيقة أن دونالد ترامب فاز بغالبية المندوبين في إطار القواعد التي وضعها حزبنا. اعتقدت أنني مدين لأنصاره بهذا الاحترام".
وأضاف: "لكن سلوك دونالد ترامب هذا الأسبوع، الذي يتلخص بالكشف عن تصريحاته المهينة حيال النساء وتفاخره بتهجماته الجنسية، يجعل مواصلة تقديم الدعم لترشيحه حتى لو كان مشروطا، أمرا مستحيلا".
وأكد السناتور الجمهوري: "لم أصوت أبدا لمرشح رئاسي ديموقراطي، ولن أصوت لهيلاري كلينتون. سنكتب اسم جمهوري محافظ جيد مؤهل ليكون رئيسا".
زوجته: "اغفروا له"
وفي مواجهة الانتقادات التي يتعرض لها "ترامب"، طلبت زوجته ميلاني من الأمريكيين أن يغفروا لزوجها تصريحاته "غير المقبولة والبذيئة". واعتبرت أن هذه التصريحات لا تمثل حقيقة دونالد ترامب.
وقالت في بيان لها: "الكلمات التي استخدمها زوجي هي برأيي غير مقبولة وبذيئة. وهي لا تمثل الرجل الذي أعرف".
وأضافت ميلاني ترامب: "آمل في أن يقبل الناس اعتذاراته، كما فعلت أنا".
"الجمهوريون"
وقد أعلن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رينس ديباس، أن إهانة ترامب من قبل أعضاء حزبه سيدفن حظوظ فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأوضح "ديباس" أن أمام اللجنة الوطنية للحزب 48 ساعة لإعادة دراسة استراتيجيتها قبل الانتخابات.
ويبحث محامو الحزب الجمهوري إمكانية استبدال ترامب بمرشح آخر، رغم أنه لم يتبق سوى شهر واحد على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقد نقلت صحيفة "بوليتيكو"عن مصدر رفيع من الجمهوريين يوم الأحد 9 أكتوبر، قوله إن "جيشا من المحامين يدرس حاليا المادة رقم 9 التي تسمح بتزكية مرشح آخر في حال خروج المرشح السابق من تلقاء نفسه أو في حال وفاته"، مشيرًا إلى أن ترامب صرح أنه لا يعتزم الخروج من السباق الرئاسي، ولذلك فإن الحزب سيواصل العمل معه في كل الحالات.
وقد نشرت وسائل الإعلام الأمريكية تسريبات حول المرشحين لمنصب رئيس الولايات المتحدة، وتضمنت هذه التسريبات حزمة سرية من مراسلات المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وتسجيلا لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب وهو يدلي بتصريحات مهينة بحق النساء.
"المناظرة القادمة"
ومن المؤسف لترامب أن تأتي هذه التسريبات عشية المناظرة الثانية بين ترامب وهيلاري التي ستُجرى فجر يوم الاثنين 10 أكتوبر، والذي من المتوقع ألا يكون الحظ في صفه بها.