بيرم التونسي.. شاعر العامية الذي أحب الصحافة.. سيد درويش أبرز أصدقائه
يعود مسرح بيرم التونسي بعد إغلاق أبوابه لمدة 5 شهور، إلى الحياة، ويضيء خشبة مسرحه من جديد وذلك بعد الانتهاء من تطويره وتجديده.
ولكن من هو "بيرم التونسي"؟ إليكم الإجابة في السطور التالية:
مولده
اسمه بالكامل محمود محمد مصطفى بيرم، شاعر مصري، ولد 23 مارس 1893 ذو أصول تونسية، ويُعد من أشهر شعراء العامية المصرية فقال عنه الدكتور طه حسين: "أخشى على الفصحى من عامية بيرم"، تربي بيرم في حياة صعبة وشاقة نسبيا وتعرض بموافق كثيرة في حياته مؤلمة وفي آن واحد معززة له وتنمى من قدراته على مواجهة الحياة الصعبة.
صداقته بسيد درويش
جمعته صداقة بينه وبين سيد درويش قد طلب درويش من بيرم أن يؤلف له أوبريت يُلهب الحماسة في نفوس المصريين، ويدفعهم لمناهضة الاحتلال فقام بيرم بتأليف "شهرزاد" وأحداث هذا الأوبريت مقتبسة عن أوبريت "دوقة جيرولستين الكبيرة".
أوقات صعبة
مرت على شاعرنا الكثير من الأوقات الصعبة أبرزها موت الأب الذي لم يترك للأم والأخت والابن غير المنزل الذي يعيشون فيه، وانقطع بيرم عن الدراسة وهو في الثانية عشرة من عمره، واضطر للالتحاق كصبي في محل بقالة، حيث أصبح رجل البيت، إلا أنه لم يستمر في هذا العمل حيث طُرد منه ولم ينته الأمر عند هذا الحد من التعاسة حيث تزوجت أمه، والتحق بيرم بالعمل مع زوج أمه، في عمله الشاق وكان يعمل بصناعة هوادج الجمال.
دخوله في مجال الصحافة
ويدخل بيرم مجال الصحافة حيث أصدر صحيفة "المسلة"، تبعها بعد ذلك بالعمل في عدة صحف مصرية، وتم نفي بيرم التونسي عدة مرات؛ فقد نُفي من مصر إلى تونس ثم إلى باريس، لتبدأ حياته كشاعر منفي يحن إلى وطنه ويظهر ذلك في أعماله التي كان يقوم بها وهو في المنفى.
تعاملة مع أم كلثوم
عرف الوسط الفني والأدبي قصته بما فيه أم كلثوم التي كانت تعرف ماضيه في الصحف وتأليف المسرحيات الغنائية، فطلبت من شيخ الملحنين الشيخ زكريا أحمد أن يعرفها على الزجال بيرم التونسي، ويبدأ بيرم في أول أعماله الغنائية مع أم كلثوم في أبريل عام 1941، بتأليف أغنية "أنا وأنت"، ثم يتبعها بأغنية أخرى وهي أغنية "كل الأحبة"، وتتابعت الأعمال وشملت أنا في انتظارك، أهل الهوى، هو صحيح الهوى غلاب، الأمل، الورد جميل، الأولة في الغرام، شمس الأصيل، والقلب يعشق كل جميل.
وتعامل بيرم أيضا مع الفنان فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب وكان له أيضا أعمال إذاعية وأغاني وطنية منها يا جمال يا مثال الوطنية بطل السلام، بعد الصبر ما طال، بالسلام إحنا بدينا.
الوفاة
توفي بيرم التونسي في 5 يناير 1961 عن عمر يناهز 68 عامًا، وذلك بعد معاناته الطويلة مع مرض الربو الذي أصابه خلال تواجده في منفاه في فرنسا.