في ذكرى فض "رابعة".. الجماعة تقدم قرابين المصالحة للدولة.. فتى الشاطر المدلل يكشف تسليح الاعتصام.. وخبراء: الجماعة تساوم الدولة وتخشى الشباب
تسعى جماعة الإخوان المسلمين، لتقديم قرابين المصالحة، وذلك من خلال وقف التظاهرات التي بدت واضحة للقاصي والداني، خاصة في ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، في محاولة لمعاودة الحديث عن التصالح مع الدولة.
ولم تكلف الجماعة أنصارها بالتظاهر في الميادين مثلما الحال كل عام في ذكرى الفض، واكتفت العام الحالي بتأبين ضحايهم من خلال بيان أعلنته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
ليس هذا فقط بل فاجأ أحمد المغير، الملقب بـ"فتى خيرت الشاطر المدلل" عن احتواء اعتصام رابعة العدوية على أسلحة نارية ولكن قيادات الجماعة سحبت تلك الأسلحة من الاعتصام قبل الفض بيومين، عقب علمها بموعد الفض لتجعلها مذبحة تروج لها دوليا ضد النظام الحالي وتكسب بها ود الغرب والأمريكان.
وفي حوار للداعية السلفي الشهير محمد حسان، كشف الشيخ، عن تواطؤ الجماعة في مقتل مؤيديها حينما أكد أنه حاول إقامة مصالحة عاجلة بين الدولة والإخوان لكن القيادات أبت ذلك عقب علمها بزيارة كاترين آشتون.
ويبقى السؤال قائمًا فهل تراجعت الجماعة عن مواقفها ضد الدولة، وان تراجعت فلماذا، وما جدوى تلك التصريحات في هذا الوقت، وما هو القربان الذي تقدمه الجماعة من خلال عدم تظاهرها، وهل تطرق الأمر لمصالحة بين الجماعة والدولة المصرية.
"العربية نيوز" يطرح تلك الأسئلة على الخبراء لمعرفة آرائهم حول الأزمة ومدى تخبط الجماعة في اتخاذ قراراتها وتغير سياساتها.
مساومات الجماعة مع الدولة
أرجع أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية،
عدم تصعيد جماعة الإخوان لتظاهرتها خلال ذكرى رابعة العدوية لوجود تسويات بينها
وبين الدولة المصرية بخصوص المصالحة الاجتماعية.
وقال "بان" إن جماعة الإخوان استنفذت
قواها وأصبح الخلاف الداخلي يقتلها ويقضي على تماسكها، ولم يعد لديها القدرة على
تنظيم أي فاعليات أو مناهضة الدولة بأي وسيلة.
وأوضح أن هناك تباينًا بين تصريحات أحمد المغير
القيادي الإخواني، وبين تصريحات الشيخ محمد حسان، عن اعتصام رابعة العدوية.
ولفت إلى أن هجوم ياسر برهامي، أمس الثلاثاء، على
الاعتصام يأتي ضمن مواقفه ضده منذ البداية وأنه طالبهم أكثر من مرة أن يفضوا
الاعتصام بالقوة.
الجماعة تعيد هيكلتها
فيما أكد ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني المنشق،
أن جماعة الإخوان في الوقت الحالي ليس مطروحًا على موائدها مشروع المصالحة مع
الدولة المصرية.
وقال الخرباوي، إن شروع الجماعة في مصالحة مع الدولة
المصرية، في هذا الوقت بالتحديد، يعني انتهاء أمر قيادتها، موضحًا أن رغبة قيادات
الجماعة في المصالحة ليس كافيًا لأن قاعدة جماعة الإخوان الشعبية في الشارع لن
تقبل تلك المصالحة.
وأوضح أن القيادات تستطيع خداع مؤيديها بعض الوقت
ولكن إن وصل الأمر للمصالحة، ستحدث حالة إفاقة لدى أعضاء الجماعة، ويثورون ضد
قياداتهم "على حد قوله".
وأرجع عدم احتشاد الجماعة في الميادين خلال ذكرى
رابعة العدوية لعدة أسباب، أولهم أن الجماعة لا تملك حاليًا قدرة تنظيمية على حشد
مظاهرات، قائلًا "الضربات الأمنية التي تعرضت لها الجماعة أفقدتها قدرتها على
الحشد في الميادين".
وتابع: "أصبح للجماعة أولويات أخرى وهي إعادة
بناء الهيكل الإداري في مناطقها المختلفة، وخروج التظاهرات يؤدي للقبض على أعداد
كبيرة عن طريق قوات الأمن"، لافتًا إلى أن هذا يخالف كشف التشيكلات السري
للجماعة، ويوقف من خططها المستقبلية.
الدولة تصدت لهم
في سياق آخر، قال موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن
عدم تصعيد التظاهرات من قبل جماعة الإخوان في ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، ليس
معناه دخول الجماعة في مفاوضات المصالحة مع الدولة المصرية.
وأضاف "الدولة ليست في عداء مع الإخوان، فهناك
إخوان خارج السجون لأنهم لم يرتكبوا جرائم ولم يتورطوا في الدماء، بعكس القيادات
التي تورطت في قتل المصريين"، لافتًا إلى أن تيار الإسلام السياسي عبارة عن
تيار إرهابي لا يعرف سوى حمل السلاح بكل قياداته ومختلف توجهاته "على حد قوله".
وأوضح أن الدولة استطاعت إيقاف التوغل الإرهابي
للجماعة، عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، مستبعدًا أن يكون هجوم
قيادات التيار الإسلامي على رابعة خلال تلك الأيام يعني تمويه الجماعة لإتمام
مفاوضات المصالحة مع الدولة.