هاني عازر.. أسطورة لقبه الألمان بـ"أمحوتب".. منحته أنجيلا ميركل أعلى وسام 2006
نحيل الجسد ممتلئ المكانة، واثق الخطوة يمشى وتاج رأسه التواضع، لا ينقطع رنين جواله، حيث يتابع مشروعه الجديد لحظة بلحظة، لم يمنح الألمان إبداعه وحسب، لكنه نقل لهم روحه الباسمة المستبشرة دوما، يتنقل في أرجاء محطة برلين مسلما على هذا ومرحبا بذاك، يردد على مسامعك وهو يسير: لا شيء مستحيلا، ولا شيء لا يمكن القيام به، بكثير من الصبر وكثير من الإرادة والعمل يصبح الحلم واقعًا.
إنه المهندس هاني عازر، هو مصري يعيش في ألمانيا، يعد مثالا حي على عبقرية المصريين التي تتجلى فقط في الخارج وليس في الداخل.
هاني عازر مصري حتى النخاع ولد سنة 1948 في طنطا، وسافر إلى ألمانيا ويعد أبرز المشرفين على بناء محطة قطارات برلين.
ذهب للقاهرة لدراسة الثانوية والجامعة سنة 1973، بعد تخرجه في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وسافر إلى ألمانيا ليدرس الهندسة المدنية في بوخوم.
ترأس هاني عازر فريق بناء نفق Tiergarten تحت برلين سنة 1994، وبعدها أصبح كبير المهندسين لأكبر محطة قطارات في أوروبا "ليرتر بانهوف" في برلين.
البداية
من أهم مهندسي الإنشاءات في برلين، كونه نفذ مشروع تطوير محطات سكك حديد برلين بعد أن فشل المهندسون الألمان في تنفيذها، ومواجهة مشاكل التربة التي أعاقتهم على مدى 7 سنوات حتى تسلم هو قيادة المشروع عام 2001 فصنع المعجزات فوق الأرض وتحتها، يكفي أن نعلم أنه حول مجرى نهر سبراي الذي يمر في قلب برلين 70 مترًا وحفر الأنفاق تحته ثم أعاد النهر لمجراه الأول دون أن تتأثر حركة النهر، ليس هذا فحسب بل إنه قام ببناء برج إداري في المحطة بطول 70 مترًا بشكل رأسي ثم قلبه أفقيا ليمر بالعرض فوق خط القطارات الرابط بين شرق وغرب ألمانيا.
واختير ضمن أشهر 50 شخصية في ألمانيا، بعدما شيد محطة سكك حديد برلين عام 2006، التي حصلت آنذاك على جائزة "محطة العام"، فضلًا عن تشييده نفق مترو "دورتموند" قبل ذلك عام 1979.
عازر وزوسر المدرج
استطاع عازر، أن يبني مكانة بارزة، بعيدًا عن صخب الشهرة، ليلقبه الألمان، بـ"أمحوتب"، أول مهندس في التاريخ الفرعوني، سنة 2800 قبل الميلاد، والذي صمم هرم "زوسر المدرج" في سقارة، وتدريجيًا أصبح عازر يحتل صفحات الجرائد في برلين، ونجمًا للعديد من برامج التوك شو الألمانية.
ويعد أحد أهم إنجازات عازر، تصميمه قطع رخامية فى محطات القطارات تساعد المكفوفين في إرشادهم إلى الطريق الراغبين في الذهاب إليه، فضلًا عن رصد شبكة السكك الحديدية بنظام كاميرات مراقبة شديد الدقة.
تكريمه
كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم 26 مايو 2006 في افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية، بعدها كرم في مصر من طرف الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم 1 أكتوبر 2006.
