سوء تفاهم
الحياة رحلة قصيرة، وكلنا لدينا سوء فهم قد يحدث في بعض الأوقات حتى في إدارة أو حل الأزمات، مشاكل ليست في حدوث المشاكل والمصائب والأزمات، لكن في سوء إدارتنا وتعاملنا مع المشكلة.
لا تتضايق إذا وجدت في حياتك بعض التقلبات، لأن حياتك مثل رسم تخطيط القلب، إذا كان على خط واحد فهذا يعني أنك ميت. إننا في دار ابتلاء واختبار وتمحيص، فلذلك لابد أن توطن نفسك على هذا الأمر.
فهذه المصائب والمحن التي تصيبك ليست بذلك السوء الذي تعتقده، بل تحمل معها خبرات جديدة تحتاجها في حياتك. إنها تعلمك لا مجال لتكرار الأخطاء، فما أصابك بالأمس من مشاكل سوف تحاول أن تتجنبها في المستقبل، لأنك كسبت خبرة عدم تكرار الأخطاء.
إن الأزمات والمشاكل فرصة ذهبية لصقل وصفاء هذه النفس وتربيتها وإخراج ما فيها، فالإنسان مثل معدن الذهب، كلما زادت النار عليه، أظهر نقاءه وصفاءه، كذلك يجب أن نكون نحن كلما اشتدت علينا المحن، أظهرنا إيماننا بالله وتقربنا وتضرعنا إليه وحسن الظن به ودعواتنا له ليفرج عنا.
إن هناك ما يسمى بفن إدارة الأزمات والمشاكل لتجاوزها بكل يسر وسهولة ودونها، قد تتحول المشكلة إلى مشكلة أكبر منها. فكن إيجابيًا في تعاملك مع المشكلة.
إن كلماتك لها دور كبير في تحفيز نفسك لحل مشاكلك، فأقوالك مثل قولك لن تحل هذه المشكلة، هي كفيلة بإحباطك. اجعل حسن الظن بالله معك في كل مشكلة تواجهك، ففي حديث الرسول صلى الله عليه "أنا عند ظن عبدي بي". تذكر أن بعد كل عسر يسر وكل مشكلة لها حل.
فالمصائب والأزمات التي تصيب العبد هي إيقاظ للعبد وتنبيه له للاستيقاظ من الغفلة والرجوع إلى الله والتقرب منه. لن تحل أية مشكلة لك إذا لم يكن لك من الله عون على حلها.
فأكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله، والانطراح بين يديه أن يعينك على حل مشاكلك وتجاوز الأزمات.