بالمستندات.. في منهج التاريخ الجديد للثانوية.. "مرسي" رئيسًا شرعيًا للبلاد ومسيرة مبارك "جملتين".. اتجاه لإعادة طباعة الكتاب .. ومسئول سابق بـ"التعليم": من سيتحمل التكلفة؟

في كارثة جديدة بمناهج التربية والتعليم، وقعت الوزارة في خطأ أثناء إعدادها لمنهج التاريخ للثانوية العامة الجديد، حيث أبقت على الرئيس المعزول محمد مرسي كرئيس شرعي للبلاد، فيما اختزلت مسيرة 30 عامًا في تاريخ الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في ذكره بسطر ونصف فقط.

"مرسي" رئيسًا شرعيًا
كتاب التاريخ الجديد، ذكر الرئيس المعزول محمد مرسي في الفصل الثامن، 12 مرة، دون إلحاق لقب "معزول- سابق- مخلوع" أو ما شابه ذلك بل وصفته بالرئيس الشرعي في بعض الفقرات.

مسيرة مبارك "جملتين"
لم يكتفِ الكتاب عند هذا الحد، بل اختزل الكتاب تاريخ الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك في "جملتين"، ووضعت اسمه مجردًا من لقب الرئيس الأسبق، ففي الفصل السابع الخاص بحرب 6 أكتوبر كتبت الوزارة: "وقد نجحت الضربة الجوية بقيادة قائد القوات الجوية آنذاك محمد حسني مبارك وترتب على ذلك تدمير مركز القيادة الرئيسي للعدو وشل إمكاناته".

ثم استعرضت الوزارة تاريخ كافة المشاركين في حرب أكتوبر ودورهم في الحرب دون ذكر دور وتاريخ الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، هنا أزالت الوزارة تاريخ مبارك كاملا ودوره في حرب السادس من أكتوبر.

وفي الفصل الخاص بثورتي 25 يناير و30 يونيو، ذكرت الوزارة أن تزوير انتخابات 2005 كان السبب الأول في اندلاع ثورة يناير. وكتبت: "تسارعت الأحداث وأصر مبارك على البقاء وأصدر بيانًا صحفيًا يحاول من خلاله استدرار العطف عليه ولكن قد تنحى عن الحكم بعد 18يوما من الثورة ".

اتجاه لإعادة الطباعة
ومن جانبها، أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم، أنه سيتم سحب الكتاب وإعادة طباعته مرة أخرى بعد الضجة التي حدثت في الرأي العام مؤخرًا. مشيرة إلى أن ذلك هو السبب الرئيسي في تأخر صدور بيان رسمي للرد على تلك الوقائع حتى الآن.

من سيدفع التكلفة؟
توقع طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إعادة طباعة كتاب التاريخ للثانوية العامة، بعد تداول الصحف واقعتي حذف تاريخ الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وذكر اسم الرئيس المعزول محمد مرسي، بدون كلمة الرئيس السابق أو الأسبق أو المخلوع.

وكتب "نور الدين"، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ما تم تداوله أمس في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص كتاب التاريخ للثانوية العامة 20162017، وما به من تجاوزات تهدم عقول أبنائنا فى المدارس، سواء فيما يخص محو تاريخ "مبارك" واختصاره لسطر ونصف سطر فقط، رغم أن التاريخ لابد أن يذكر ما له وما عليه، والكارثة الكبرى ذكر "مرسي" بدون كلمة الرئيس السابق أو الأسبق أو المخلوع، وتم ذكره فقط بكلمة "الرئيس مرسي" أكثر من 12 مرة، مما أثار بلبلة كبيرة بين أوساط المجتمع المصري. أتوقع صدور قرار بسحب الكتاب وتعديله وإعادة طباعته مرة أخرى".

وأضاف: "هناك عدة أسئلة هامة، ما التعديلات التي أجرتها لجان تطوير المناهج خلال الفترة الماضية؟ وبالتأكيد سيتم سحب الكتاب وتعديله؟ فمن يتحمل تكلفة الطباعه الجديدة؟. ومن يتحمل تكلفة لجان التعديل؟ هل سيتحملها الوزير؟ أم تتحملها لجنة تطوير المناهج التى انتهت من تأليف وتعديل وطباعه الكتاب منذ أقل من شهر فقط؟ أم سيتم دفعها من المال العام؟، فيجب محاسبة من كان مسئولًا عن اختيار هذه اللجان ومحاكمته. ويجب أن يتحمل كل قرش تم صرفه أو سيتم صرفه على مثل هذه الأفعال التى تضر بالمجتمع كله".

واختتم: "اكتشاف الفساد يجب أن يكون قبل وقوع الجريمة وليس بعد حدوث الجريمة وإلحاق الضرر بالمجتمع كله نقول بنكتشف الفساد، لأن بعد مهزلة امتحانات الثانوية العامة هذا العام، رددت الوزارة عبارات سخيفة بمضمونها "اكتشفنا الفساد ولكن بعد خراب مالطة"، وهنا الموقف يتكرر فبعد انتهاء عمل اللجان وطباعه الكتاب بملايين الجنيهات، هل سنقرأ على صفحات الصحف أن الوزارة اكتشفت الفساد، وسيتم سحب الكتاب وطباعته مرة أخرى؟.